يعرض أحد الفنادق في سنغافورة مائدة طعام سريعة معلناً ما يلي: ”تناول طعاماً كل ما بوسعك خلال ثلاثين دقيقةً وادفع فقط نصف الثمن!“. لقد أضعت لياقتي، حاشياً فمي بمزيد من الطّعام. لقد فقدت تهذيبي، كما فقدت شهيّتي أيضاً لبقيّة ذلك اليوم، وازدادت الحرقة في معدتي من جراء عسر الهضم.
في بعض الأحيان أفكّر في قراءاتنا التّأمليّة، فنحن نتعامل مع كلمة الله وكأنّها مائدة طعام مفتوحة. فنلتهمها بأقصى ما يمكننا من سرعة ونتساءل عن عدم تعلمنا الكثير. تماماً مثل الطّعام المادي، فإنّ الطّعام الروحي يحتاج إلى المضغ! وكمسيحيّين منذ زمنٍ طويل، لدينا الميل للقراءة السّريعة في المقاطع التي قرأناها مرّاتٍ عديدةً من ذي قبل. لكنّنا بعملنا هذا، نضيّع قصد الله في ما يريد إظهاره لنا. والعلامة التي تؤكّد هذا هي عندما لا نتعلّم شيئاً جديداً من ذلك المقطع.
إنّ رغبة داود كانت صحيحةً عندما كتب مزمور 119 : 15 ، ”بوصاياك ألهج وألاحظ سبلك.“ وهذه هي الطّريقة التي نتعامل من خلالها مع كلمة الله، وهي أن نأخذ وقتاً ونفكّر بها مليّاً.
دعونا لا نأتي إلى الكتاب المقدّس كما نأتي إلى مائدة الطّعام السريعة. فقط في التّأمّل بكلمة الله سوف نحصل على القيمة القصوى في