كَانَ هُنَاكَ فِيديو تَمَّ تَصْويرُهُ سِينمَائِيًّا بِشَكْلٍ جَيِّدٍ وَتَمَّ وَضْعُ تَسْجِيلٍ صَوتِيٍّ تَأَمُّلِيٍّ مُهَدِّئٍ ذِي مُحْتَوى مُثِيرٍ لِلاهْتِمَامِ، عَرَضَ هَذا الْفيديو دِرَاسَةً تَتَحَدَّثُ عَنْ حَقْنِ أَشْجَارِ الْخَشَبِ الْأَحْمَرِ بِمَادَّةٍ مُشَابِهَةٍ لِلْأَدْرِينالين لِمَنْعِها مِنَ الدُّخُولِ فِي حَالَةِ السُّبَاتِ الشَّتَوِيِّ، لَكِنَّ تِلْكَ الْأَشْجَارَ مَاتَتْ لِأَنَّهُ تَمَّ مَنْعُها مِنَ الدُّخُولِ فِي دَوْرَةِ السُّكُونِ الْعَادِيَّةِ فِي الشِّتَاءِ.
كَانَت رِسَالَةُ الْفِيديو تَقُولُ إِنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ لَنا أَيْضًا ذَلِكَ إِنْ كُنَّا مَشْغُولِين دَائِمًا دُونَ أَنْ تَكُونَ لَدَيْنَا مَوَاسِمٌ للرَّاحَةِ. يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ صَحِيحًا. لَكِنَّ الْفِيديو كَانَ غَيرَ دَقيقٍ. فَتِلْكَ الدِّرَاسَة لَمْ يَتِم إِجْرَاؤهَا. وَأَشْجَارُ الْخَشَبِ الْأَحْمَرِ دَائِمَةِ الْخُضْرَةِ وَلَا تَدْخُلُ فِي سُبَاتٍ شَتَوِيِّ أَبَدًا. وَالْأَشْجَارُ الْمُصَوَّرَةُ فِي الْفِيديو هِيَ أَشْجَارُ سِيكويا عُمْلَاقَةٌ وَلَيْسَتْ أَشْجَارَ الْخَشَبِ الْأَحْمَرِ السَّاحِلِيَّةِ. عَلى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ الْفِيديو بَدا وَكَأَنَّهُ مَدْروسًا إِلَّا أَنَّهُ كَانَ مَبْنِيًّا عَلى أَكَاذِيبٍ.
نَحْنُ نَعِيشُ فِي عَصْرٍ يَتِمُّ فِيهِ تَضْخِيمُ الْأَكَاذِيبِ وَمُضَاعَفَتُها إِلى حَدِّ إِقْنَاعِنَا بِأَنَّها حَقِيقِيَّةٌ بِسَبَبِ التِّقَنِيَّاتِ الْحَديثَةِ الْمُتَوَفِّرَةِ لَدَينا. يَتَحَدَّثُ سِفْرُ الْأَمْثَالِ الْمُسْتَنِدِ عَلى الْحِكْمَةِ الإِلَهِيَّةِ، فِي الْكَثيرِ مِنَ الْأَحْيَانِ عَنِ الْفَرْقِ الصَّارِخِ بَينَ الْحَقِّ وَالْكَذِبِ. يَقُولُ الْمَثَلُ: ”شَفَةُ الصِّدْقِ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ، وَلِسَانُ الْكَذِبِ إِنَّمَا هُوَ إِلَى طَرْفَةِ الْعَيْنِ“ (19: 12). وَيَقُولُ الْمَثَلُ التَّالِي: ”اَلْغِشُّ فِي قَلْبِ الَّذِينَ يُفَكِّرُونَ فِي الشَّرِّ، أَمَّا الْمُشِيرُونَ بِالسَّلاَمِ فَلَهُمْ فَرَحٌ“ (عَدَدُ 20).
يُطَبَّقُ الْصِّدْقُ وَالْأَمَانَةُ عَلى كُلِّ شَيءٍ بِدْءًا مِن وَصَايَا اللهِ وَحَتَّى مَقَاطِعِ الْفِيديو الْمُتَعَلِّقَةِ بِفَصْلِ الشِّتَاءِ. الْحَقُّ يَدومُ إلى الأَبَدِ.
– جُون بلازيه