كم تبلغ المسافة من النّاصرة إلى بيت لحم؟ إن كنت في بنسلفانيا، فإنّها تبلغ تسعة أميال وتستغرق عشر دقائق في السيّارة. لكن إن كنت في ناصرة الجليل، وأنت تسافر مع زوجتك الحامل، كما فعل يوسف فإنّ المسافة تبلغ 80 ميلاً للوصول إلى بيت لحم. قد استغرقت تلك الرّحلة مع يوسف ومريم حوالِ الأسبوع، ولم يبيتا في نَزلٍ مريح عندما وصلا إلى هناك. فكلّ ما كان بوسع يوسف أن يجده هو مربط في إسطبل، حيث ولدت مريم ”ابنها البكر“ )لوقا 2: 7(. لكنّ الرّحلة بالنّسبة إلى الطّفل يسوع كانت أبعد بكثير من 80 ميلاً. فقد أخلى مكانه في السّماء عن يمين الآب، وأتى إلى الأرض، آخذاً صورة بشريّتنا. وفي نهاية الأمر، ارتفع على الصّليب لكي يموت، وقد دُفن في قبرٍ. لكنّ الرّحلة لم تنتهِ. فقد قهر الموت، وخرج من القبر، ظهر بين النّاس، ومن ثمّ صعد إلى السّماء. لكنّ هذا لم يكن نهاية الرّحلة. فإنّه سوف بعود يوماً ما كملك الملوك وربّ الأرباب. فيما تبدأ رحلة الميلاد هذا الشّهر، فكّر مليّاً بالرّحلة التي عملها المسيح لأجلنا. فقد أتى من السّماء إلى الأرض لكي يموت عنّا، ويتيح لنا الخلاص من خلال موته على الصّليب وقيامته المجيدة. مجداً للرّب من أجل تلك الرّحلة الأولى للميلاد. )دايف إغنر(