تبدو الأسود المتسكّعة في محميّة ”ماساي مارا“ )Masai Mara(  مسالمة. إنّها تدفع بظهورها تحت الشّجيرات المنحنية. كما أنّها تفرك وجوهها بالأغصان وكأنّها تحاول تمشيط عروفهم الرّائعة. لقد شربت برويّة من الجدول. ثمّ خطت خطواتها الكبيرة ببطء نحو التّضاريس الوعرة الجافّة وكأنّ لديها الوقت بكامله. والمرّة الوحيدة التي رأيت فيها أسنانها كانت عندما تثاءب أحدها. غير أنّ مظهرها الهادئ خدّاع. والسّبب الذي يجعلها في استرخاء هو أنّه ليس لديها ما تخافه. لا نقص في الطّعام ولا مفترسات طبيعيّة. وتبدو الأسود كسولة وفاترة، لكنّها الأقوى والأشرس على الإطلاق. وبمجرّد إرسال هدير واحد فإنّ جميع الحيوانات الأخرى سوف تهرب لتنجو بحياتها. قد يبدو الله في بعض الأحيان وكأنّه متسكّعاً. فعندما لا نراه يعمل نستنتج أنّه متوقّف عن العمل. وعندما نسمع النّاس يهزأون بالله وينكرون وجوده، نتساءل بقلق لماذا لا يدافع الله عن نفسه. لكنّ الله ”لا يرتاع من صوتهم ولا يتذلّل لجمهورهم“ )إش 31 : 4(. فليس لديه ما يخاف منه. هديرٌ واحدٌ منه سيجعل السّاخرين منه يتبعثرون كالقوارض. إذا كنت تتعجّب من عدم قلق الله في الوقت الذي كنت فيه قلقاً، فالسّبب يعود إلى أنَّ الله وضع كلّ شيء تحت السّيطرة. وهو يعلم أنّ الربّ يسوع، الذي هو أسد يهوذا، لا بدّ من أن ينتصر. )جولي أكرمان لنك(