في المرّة الأولى التي التقيت بها زوجتي، مارلين، كانت في الكليَّة. وكنت حينها أتخصّص في الدّراسات الكهنوتيّة، وكانت هي تعمل على نيل شهادة في التّعليم الإبتدائي. وعندما رأيتها للمرة الأولى تعمل مع الأولاد، علمت مدى كفاءتها في هذا المجال. فهي تحبّ الأطفال. وقد ظهر هذا بشكل أوضح عندما تزوَّجنا ورُزقنا أطفالاً. مجرَّد رؤيتها مع الأطفال يكفي لكي يكون درساً تعليمياً في الحبّ والقبول غير المشروطين. وكان واضحاً بالنسبة إليَّ أنّه لا يوجد في العالم أجمع ما يشابه حبّ العطاء والشّفقة من أمّ نحو مولودها الجديد. وهذا ما يجعل إشعياء ملفتاً للنظر. وهو يقول هنا إن الله قال لشعبه الشاعرين بأنهم متروكين ومنسييّن )عدد 14 (، وبأنّ رحمته هي أعظم بما لا يُقاس من محبّة الأم: ”هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم إبن بطنها؟ حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك.“ وفي خضَّم الحياة قد نواجه صراعات في بعض الأحيان، وقد نُجرَّب في ظننا أنّ الله قد نسينا. وقد نعتقد بأن الله لم يعد يحبّنا. لكنَّ محبة الله هي واسعة كامتداد ذراعي المسيح على الصليب. كما أنّ عناية أبينا السماوي ورحمته جديرتان بالثّقة، وهما أكثر ثباتاً من محبّة الأم المرضعة تجاه رضيعها. لذا تشجَّعوا، فإنّ محبته لا يمكن أن تزول. )بيل كراودر(