أحبُّ القيام بنزهات صباحيَّة باكراً في الغابة برفقة كلبي ”لاكي“. غالباً ما يتقدَمني فيما أتمشَّى وراءه متأملاً أو مصلياً. بينما أعرف أنا أين نمضي، يجهل هو ذلك، وفيما أبقى على الدرب، يعدو مبتعداً عني وهو يتشمّم ويتفحص الأشياء. ويقوم بين حينٍ وآخر باندفعاتٍ إلى قلب الغابة ليُطارد أرنب حقيقبّية أو وهميّة. مع أنَّ ”لاكي“ يسير قدّامي، فأنا مَنْ يقوده ويهديه. ما أكثر ما يعود ليتحقّق من مكان وجودي. فإذا كنتُ قد توجّهتَ نحو المنزل أو تابعت سيري إلى دربٍ آخر، أسمع وقع أقدامه تخبط خبّطاً وصوت نَفَسه اللاهت وهو يهدر ليلحق بي. وإنِ اختبأتُ وراء شُجيرة أوعُلَِقة، يركض إلى آخر مكانٍ راني فيه ويتعقّبني. ومن ثُمَّ نعود لنمشي على الدرب. ما أشبه ذلك بهدايه الربِّ لنا. فهو يعرف الطريق لأنَّه قد أعدَّها. إلاَّ أنَّنا ربَّما لا نراه أحياناً. وهكذا نبذل قُصارى جهدنا للذهاب إلى حيث يُريد بأتِّباعنا إرشاد كلمته. وأحياناً أُخرى قد يبدو كأنَّه مختبىءٌ عنَّا. وربّما لا تكون سرعة خطواته كما قد نتمنَّى، أو ربّما تمنَّينا لو يتمهَّل قليلاً. مثلما يظلُّ ”لاكي“ ينظر لإليَّ وأنا وراءه، ينبغي لنا أن ننظر إلى الله وكلمته عند مُنعطفٍ مهمٍّ نصل إليه. فعلينا أن نتكل على إرشاد روحه القدّوس. ذلك هو ما فكّرتُ فيه اليوم فيما كنتُ أمشي مع ”لاكي“ في الغابة.