لفترة طويلة من حياتي، شاركت وجهة نظر الذين يشتكون بألفاظ جارحة ضدّ الله لسماحه بالألم. ولم أستطع أن أجد طريقةً أسوغ بها عالماً سامّاً كهذا. بما أنّني زرت أشخاصاً فاق ألمهم ألمي بدرجات، مع ذلك، كنت أفاجأ بتأثيراته. فالمعاناة تبدو كأنّها تقوّي الإيمان كما أنّها تزرع الشّك. غالباً ما تلاشى غضبي حيال الألم لسبب واحد: حين تعرفت على الله. فهو قد أعطاني السّعادة والمحبّة والفرح والصّلاح. وهذا ترك فيّ إيماناً بشخص الرّب يسوع المسيح، إيماناً صلباً بحيث لا يستطيع أيّ قدر من المعاناة أن يتآكله. فأين الله عندما يأتي الألم؟ إنّه هناك منذ البداية. هو قد صمّم جهاز ألم يظهر ختم الله في وسط عالم ساقط. وهو يحوّل الألم، مستعملاً إيّاه لكي يعلّمنا ويقوّينا إن سمحنا لهذا الألم أن يحوّلنا نحوه. لقد تألّم ونزف وبكى وتعذّب. وهو يجلّ هؤلاء الذين يعانون لوقت طويل، بمشاركتهم ألمهم. لكن وفي يوم ما، سوف يجمع جند السّماء ويطلق العنان لهم ضدّ أعداء الله. وسيرى العالم لحظةً واحدةً أخيرةً مرعبةً من الألم قبل أن يعلن النّصر الكُلّي. بعدها سوف يخلق لنا الله عالماً جديداً لا يصدّق. ولا يكون وجعٌ فيه فما بعد )رؤيا 19 : -11 22 : 6(. )فيليب يانسي(