ثويب، ثواب. ثويب، ثواب. تتحرك ماسحات الزُّجاج الأماميِّ إلى اليمين وإلى اليسار في محاولة لمواكبة سرعة هطول المطر، وتضيف إلى توتري توترًا وأنا أتأقلم على قيادة السَّيارة المستعملة الَّتي كنت قد اشتريتها للتَّو– سيارةٌ عائليَّة قديمة )ستيشن( كانت قد قطعت أكثر من 80,000 ميل ) 128,747 كم( وليست بها وسائد حماية هوائية جانبية للأطفال. للحصول على هذه السيارة العائليَّة )ستيشن واجن(، وعلى بعض المال الَّذي أنا في أمس الحاجة إليه لشراء بعض البقالة، قمت ببيع آخر «كنز » كنا نملكه: سيارة فولفو عائليَّة )ستيشن واجن( بها وسائد حماية هوائية جانبية للأطفال. في ذلك الوقت كان كلَّ شيءٍ آخر كنا نملكه قد اختفى، منزلُنا ومدَّخراتنا، تحت وطأة النَّفقات الطِّبية غير المغطاة من التَّأمين، والَّتي دفعناها للعلاج من أمراض تهدد الحياة. قلت بصوت عالٍ: «حسنٌ يا الله، لا يمكنني الآن حتى حماية أطفالي من حوادث التَّصادم الجَّانبية. إذا حدث أيُّ شيءٍ لهم، دعني أقول لك ما الَّذي سأفعله……. » ثويب، ثُواب. ثويب، ثُواب. )بلعت ريقي(.
شعرت بالخجل على الفور. ففي العامين الماضيين أنقذ الله زوجتي وابني من موت محقق تقريبًا، في الوقت الَّذي لا زلت أبكي فيه على «الأشياء » الَّتي فقدتها. هكذا عرفت كيف يُكنني بسهولة أن أصبح جاحدًا وغير ممتنٍ لله. لقد أنقذ الآب الُمبُّ، الَّذي بذل ابنه كي أخلُص أنا، ابني بطريقة معجزية. صليَّت قائلً: «سامحني يا أبي ». لقد سامحتك ب ا ل ف ع ل ي ا ب نُ يَّ .