بعدما قتلتْ قبيلةُ هواراني جيم إليوت وأربعةَ مبشرين آخرين عام 1954، لم يتوقعْ أحَّدٌ ما حدث بعد ذلكَ. فقد اختارتْ إليزابث زوجة جيم وابنتُها وأختُ مبشرٍ آخر الذَّهابَ والإقامةَ وسط النَّاسِ الَّذين قتلوا أحبَّاءَهُنَّ. وعِشن في مجتمعٍ هوارانيٍّ لعدَّةِ سنواتٍ وتعلَّمنِ لغتهِم وترجمنَ الكتابَ المُقدَّسَ لهم. أقنعتْ شهادةُ أولئكَ النُّسوةِ عنِ الغفرانِ والُّلطفِ أهل قبيلةَ هواراني بمحبَّةِ اللهِ لهم وقبلَ الكثيرُ منهم يسوعَ كمخلِّصٍ شخصيٍّ لهم.
ما قامتْ به إليزابث وصديقتها هو مثال لا يُصدَّق لعدمِ مُجازاةِ (أو مقاومةِ) الشَّرِ بالشَّرِ لكن بالخير (رومية 12: 17). شجَّعَ الرَّسولُ بولسُ الكنيسةَ في رومية على أن تُظهِر من خلالِ أعمالِها التَّغيير الَّذي صنعَهُ اللهُ في حياة شعبها. ما الَّذي كانَ في ذهنِ بُولس؟ كانَ على شعبِ الكنيسةِ تخطِّي رغبتَهم الطَّبيعيَّةَ في الانتقامِ؛ وإظهارِ المحبَّةِ لأعدائِهم من خلالِ تسديدِ احتياجاتِهم، مِثلَ إمدادِهم بالطَّعامِ أو الماءِ.
لماذا نفعل ذلك؟ يقتبسُ بولسُ من العهدِ القديمِ: ”إِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ“ (عدد 20؛ الأمثال 25: 21- 22). كانَ الرَّسولُ يكشفُ عن أنَّ الُّلطفَ الَّذي يُظهرهُ المؤمنونَ لأعدائِهم يُمكنُ أن يربَحَهم ويُشعِلَ نارَ التَّوبَةِ في قلوبِهم.
– إستيرا بيروسكا اسكوبار