قامَ رياضيُّ التَّحمُّلِ كولين أوبرادي برحلةٍ على الأقدامِ لم يقمْ بها أحَّدٌ من قبل. عبرَ بمفردهِ القارَّةَ القطبيَّةَ الجَّنوبيَّةَ وهو يجرُّ زلاجةَ مؤنٍ، وقطعَ الرِّحلةَ الَّتي طولها 932 ميل (1500 كم تقريبًا) في 54 يومًا. كانتْ رحلةَ شجاعةٍ وتفاني هامَّة.
قال أوبرادي مُعلقًا على الوقتِ الَّذي قضاهُ بمفردِهِ مع الثَّلجِ والبردِ ومع مسافةِ الرِّحلةِ الطَّويلةِ الشَّاقةِ: ”كنتُ محصورًا بشكلٍ كبيرٍ (كانَ منغمسًا تمامًا بما يسعى إليه) طوالَ الوقتِ مع التَّركيزِ بشكلٍ متساوٍ على الهدفِ النِّهائيِّ، مع السَّماحِ لعقلي بإعادةِ إحصاءِ الدُّروسِ العميقةِ المُستفادةِ من هذهِ الرِّحلةِ“.
بالنِّسبةِ للَّذين وضعوا إيمانَهم في يسوع منَّا، قد يضربُ هذا البيانُ على وترٍ مألوفٍ. فهو يبدو بشكلٍ كبيرٍ مِثل دعوتِنا كمؤمنين: إلى التَّركيزِ على هدفِ المسيرِ طوالَ الحياةِ بطريقةٍ تُمجِّدُ وتُكرِّمُ الله وتكشفُ عنه للآخرين. قال بولس الَّذي لم تكنْ الرَّحلاتُ الخطرةُ غريبةً بالنِّسبةِ له، في أعمال 20: 24: ”لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ“.
فلندركُ ونحنُ نسيرُ في علاقتِنا مع يسوع ما نعرفهُ عن هدفِ رحلتِنا ولنستمرْ إلى اليومِ الَّذي سنرى فيه مُخلِّصَنا وجهًا لوجه.
-ديف برانون