آمنٌ وساكنٌ
كانَ ابني زافييه كطفلٍ لم يبلغْ بعدُ سنَّ الدُّخولِ إلى المدرسةِ مليءٌ بالطَّاقةِ ولا يُحبُّ أن يرتاحَ ويسكنَ في فترةِ راحةِ بعد الظُّهرِ على الرَّغمِ من حاجتِهِ إلى القليلِ من النَّومِ. ولكي يتهرَّبَ من فترةِ الرَّاحةِ كانَ يتلوَّى في مقعدِهِ وينزلقُ من على الأريكةِ ويجري بسرعةٍ على الأرضيَّةِ الخشبيَّةِ ويتدحرجُ عبر الغرفةِ، ويقولُ: "أنا جائعٌ يا أُمي ... أنا عطشانٌ…
لا تستسلمْ ولا تيأسْ أبدًا
"مرَّ الوقتُ وجاءَتْ الحربُ". هكذا وصفَ الأسقفُ سيمي نيجو وهو من شعبِ كيليكو بجنوبِ السُّودانِ التَّأخيراتِ الَّتي حدثتْ لكنيستِهِ في نضالِها الطَّويلِ للحصولِ على الكتابِ المُقدَّسِ بلغتِهم الخاصَّةِ. في الواقعِ لم تُطبعْ مِن قبلٍ كلمةٌ واحدةٌ بلغةِ الكيليكو. قبلَ عقودٍ مِنَ الزَّمنِ بدأ جدُّ الأسقفِ نيجو بشجاعةٍ مشروعَا لترجمةِ الكتابِ المُقدَّسِ، لكنَّ الحربَ والاضِّطراباتِ استمرَّتْ في تعطيلِ هذا المشروعِ، ومعَ…