إِلى أَينَ أَذْهَبُ
كَانَ كُلُّ شَخْصٍ فِي المَدْرَسَةِ الثَّانَوِيَّةِ مُعَجَبًا بِتَوَجُّهِ جَاك الهَادِئِ وَمَهاراتِهِ الرَّيَاضِيَّةِ. كَانَ يَشْعُرُ بِالسَّعَادَةِ وَهو يُرَكِّبُ لَوحَ التَزَلُّجِ فَوقَ مُنْحَدِرٍ عَلى شَكلِ نِصْفِ دَائِرةٍ وَيَنْزَلِقُ وَهو يُمْسِكُ بلَوحَ التَزَلُّجِ بِيدِ وَبِاليَدِ الأُخرى يَتَوَازَنُ.
قَرَّرَ جَاك أَنْ يَتْبَعَ يَسوع بَعْدَمَا بَدَأَ يَحْضُرُ كَنيسةً مَحَلِّيَةً. حَتَّى تِلكَ الَّلحْظَةِ كَانَ يُعَاني مِن صِرَاعَاتٍ أُسَرِيَّةٍ وَمِنْ تَعَاطِي المُخَدِرَاتِ لِتَخْفيفِ آلامِهِ. لِفَتْرَةٍ مِنَ الوَقْتِ…
وِعَاءُ حُبوبِ القَهوَةِ
أَنَا لَسْتُ مِمَنْ يَحْتَسونَ القَهوةَ، لَكِنَّ شَمَّ رَائِحَةِ حَبَّةِ قَهْوَةٍ يَجْلُبُ لِي لَحْظَةً مِنَ العَزَاءِ وَالحُزْنِ وَالفُقْدَانِ. عِنْدَمَا كَانَتْ ابْنَتُنا المُرَاهِقَةُ مِيليسا تُجَهِّزُ غُرْفَتَها بِشَكلٍ فَريدٍ خَاصٍّ بِها، مَلأَتْ أَحَّدَ الأَوعِيَةِ بِحُبوبِ القَهْوَةِ لِتَمْلَأَ غُرْفَتَها بِرَائِحَةٍ دَافِئَةٍ مُمْتِعَةٍ.
لَقَدْ مَرَّ مَا يَقْرُبُ مِنْ عَقْدَينِ مِنْذُ انتهاءِ حَياةِ مِيليسا عَلى الأَرضِ بِسَبَبِ حَادِثِ سَيَّارةٍ وَهِي فِي سِنِّ السَّابِعَةِ عَشر، لَكِنْ لَا…
مِنَ القَلْبِ
قَدْ تَبدو مَهَمَّةُ الإِنقاذِ المُسَمَّاةُ "عَمَلِيَّةَ فُلْكِ نُوح" أَمْرٌ مُمْتِعٌ بِالنِّسْبَةِ لِمُحِبِّي الحَيوانَاتِ، لَكِنَّها كَانَتْ كَابوسًا لِجَمعِيَّةِ نَاسو للرِّفقِ بِالحيوانِ. بَعْدَ تَلَقي شَكاوي مِنْ ضَوضاءٍ وَرَوائِحٍ كَريهَةٍ جِدًا قَادِمَةٍ مِنْ مَنْزِلٍ مُعينٍ، دَخَل عَامِلو الجَّمْعِيَّةِ إِلى مَنْزِلٍ بِـ لُونج أَيلاند فَوَجَدوا أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعمائة حَيوانٍ يَعيشُ فِي ظُروفٍ صَعْبَةٍ وَبِيئَةٍ قَذِرَةٍ، فَقَاموا بِنَقْلِها.
قَدْ لَا نَحْتَفِظُ بِمِئَاتِ الحَيَوَانَاتِ فِي أَوْضَاعٍ…
مَعونَةُ اللهِ لِمُسْتَقْبَلِنا
وِفْقًا لِعَالِمَةِ النَّفْسِ مِيج جَاي، تَميلُ عُقُولُنا للتَّفْكِيرِ فِي مُسْتَقْبَلِ شَخْصِيَّاتِنا بِشَكلٍ مُشَابِهٍ للكَيِفِيَّةِ الَّتي نُفَكِّر فِيها بِمَنْ هم غًرباءٌ عَنَّا تَمامًا (أَي أَنَّنا لَا نُفَكِّرُ فِي ذَلِكَ أَبدًا). لَماذَا؟ رُبَّمَا يَرْجِعُ ذَلِكَ إِلى َما يُسَمَّى بِـ "فَجْوَةِ التَّعَاطُفِ". يَكونُ مِنَ الصَّعْبِ التَّعَاطُفُ مَع وَالاهتمامُ بـِ أَشْخَاصٍ لَا نَعْرِفَهم بِشَكْلٍ شَخْصِيٍّ، وَيَنْطَبِقُ ذَلِكَ أَيْضًا عَلى إِصْدَارَاتِ شَخْصِيَّاتِنا المُسْتَقْبَلِيَّةِ (مَا سَنَكونُ…
مُعْجِزَةُ الخَلاصِ
بَدَتْ حَياةُ المُدَوِّنِ كِيفن لِين وَكَأَنَّها تَنْهَارُ. قَالَ فِي مَقالٍ حَديثٍ لَهُ: "لَقَدْ وَجَّهْتُ بِالفِعْلِ مُسَدَّسًا إِلى رَأسي ... لَقَدْ تَطَلَّبَ الأَمرُ مِنَ اللهِ الدُّخولَ إِلى غُرْفَتِي وَحَياتِي بِشَكلٍ خَارِقٍ. لَقد وَجَدتُ فِي تِلكَ الَّلحْظَةِ مَا أَعْرِفُ الآنَ بِأَنَّه هو اللهُ". لَقَدْ تَدَخَّلَ اللهُ وَمَنَعَ لِين مِنَ الانتحارِ. وَبَكَّتَهُ وَأَعطاهُ تَذكِيرًا غَامِرًا بِحُضورِهِ المُحِبِّ. شَارَكَ لِين تَجْرِبَتَهُ مَعَ العَالَمِ بَدَلًا…
اخْتِارٌ بِحِكْمَةٍ
اتَّخَذَ رَائِدُ الفَضَاءِ كِريس فِيرجسون قَرارًا صَعْبًا كَقَائِدٍ لِطَاقَمِ الرِّحْلَةِ الَّتي مِنَ المُقَرَّرِ انْطلاقُها إِلى مَحَطَّةِ فَضَاءٍ دَولِيَّةٍ. لَمْ يَكنْ للقرارِ عَلاقَةٌ بِآلياتِ الطَّيرانِ أَو بِسلامَةِ زُمَلائِهِ الرُّوَّادِ. لَكِنَّهُ كَانَ مُتَعَلِّقٌ بِمَا يُعْتَبَرُ عَمَلَهُ الأَهمُّ: أُسْرَته. اخْتَارَ فِيرجسون البَقَاءَ عَلى الأَرْضِ حَتَّى يَتَمَكَّنَ مِنْ حُضورِ حَفْلِ زَفَافِ ابْنَتِهِ.
نُواجِهُ جَميعًا قَرارَاتٍ صَعْبَةٍ فِي بَعضِ الأَحيان، قَرارَاتٍ تَجْعَلُنا نُقَدِّرُ مَا الَّذي…
قُوَّةُ الاسمِ
فِيما هو يَسْعَى لِدَعْمِ بَعْضِ الأَطْفَالِ الَّذينَ يَعيشونَ فِي شَوارِعِ بُومباي بِالهِندِ، أَلَّفَ رَانْجي أُغْنِيَةً بِأَسْمَائِهم. وَأَلَّفَ لَحْنًا فَريدًا لِكُلِّ اسم، وَعَلَّمَهُ لَهم وَهو يَأَمَلُ بِمَنحِهم ذِكْرَى إِيجَابِيَّةً لِأَسْمَائِهم. لَقَدْ مَنَحَ الأَطفالَ الَّذينَ لَا يَسْمَعون أَسْمَاءَهم تُقالُ بِشَكْلٍ مُنْتَظِمٍ فِي حُبٍ، بَعْضَ الاحترامِ.
الأَسَمْاءُ مُهِمَّةٌ فِي الكِتابِ المُقَدَّسِ، وَغَالِبًا مَا تَعْكِسُ سِمَاتِ شَخْصِيَّةِ شَخْصٍ أَو دَورَهُ الجَّديدَ. عَلى سَبيلِ المِثالِ،…
لَمْ تَنْتَهِ القِصَّةُ بَعد
شَاهَدَ حَلَقَةَ مُسَلْسَل الدَّراما البَريطَانِيِّ "الوَاجِبِ" الخِتَامِيَّةِ، عَدَدٌ قِياسِيٌّ مِنَ المُشَاهِدين لِيروا كَيفَ سَتَنْتَهي الحَربُ ضِدَّ الجَريمَةِ المُنَظَّمَةِ. لَكِنَّ العَديدَ مِنَ المِشَاهِدين أُصيبوا بِخَيبَةِ أَملٍ عِنْدَما أَشَارَتْ الخَاتِمَةِ إِلى أَنَّ الشَّرَّ سَيَنْتَصِرُ فِي النِّهايَةِ. قَالَ أَحَّدُ المُشَاهِدين: "أَرَدتُ تَقْدِيمَ الأَشرارِ للعَدَالَةِ، كُنَّا بِحَاجَةٍ إلى تِلكَ النِّهايَةِ الأَخْلاقِيَّةِ".
قَال عَالِمُ الاجتماع بِيتر بِيرجر ذَاتَ مَرَّةٍ، إِنَّنا نَتوقُ للأمَلِ وَالعَدَالَةِ، نَأَمَلُ بِأَنَّ…
أَشْخَاصٌ بِحَاجَةٍ لِأَشْخَاصٍ
فِي مَسيرَتِه كَكَاتِبٍ رِيَاضِيٍّ مَشْهورٍ، غَطَّى دِيف كِيندريد مِئَاتِ الأَحداثِ الرِّيَاضِيَّةِ وَالبُطولاتِ الرِّيَاضِيَّةِ الكُبرى وَكَتَبَ سِيرَةَ مُحَمَّد عَلي الذَّاتِيَّةَ. بَدَأَ وَهو يَشْعُرُ بِالمَلَلِ بَعْدَ التَّقَاعُدِ بِحضورِ مُبَارياتِ كُرَةِ السَّلَّةِ لِفَتَياتٍ فِي مَدْرَسَةٍ مَحَلِّيَّةٍ. وَسُرعَانَ مَا أَخَذَ يَكْتِبُ القصصِ عَنْ كُلِّ مُبَارَاةٍ وَيَنشُرُها عَلى الانترنتْ. عِنْدَمَا تُوفِّيَتْ وَالِدَةُ دِيف وَحَفِيدُهُ وَعَانَتْ زَوْجَتُهُ مِنْ سَكْتَةٍ دِمَاغِيَّةٍ، وَجَدَ بِأَنَّ الفَريقَ الَّذي كَانَ يُغَطِّي…
ماءٌ حَيٌ
وَصَلَتْ الأَزْهارُ المَقْطوفَةُ مِنَ الأكوادور، وَكَانَتْ زَابِلَةً وَمُتْعَبَةً مِنَ الطَّريقِ عِنْدَمَا اسْتَلَمَتُها فِي بَيتي. قَالَتْ التَّعْلِيمَاتُ أَنْ أَقومَ بِإِنْعَاشِها بِمَاءٍ بَارِدٍ. لَكِنْ قَبلَ ذَلِكَ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ أُقَلِّمَ أَطرافَ سِيقانِ الزُّهورِ كَيما تَتَمَكَّنَ مِنْ امتصاصِ المَاءِ بِسهولَةٍ. لَكِنْ هَلْ سَتَنْتَعِشُ وَتَعِيشُ؟
فِي صَباحِ اليَومِ التَّالي حَصَلْتُ عَلى إِجَابَةِ تَساؤلي. كَانَ مَنْظَرُ بَاقَةِ الأَزْهَارِ الأكوادورِيَّةِ خَلَّابًا، وَتَضُمُ أَزْهَارًا لَم أَرَها…