غُرْفَةٌ لِلصَّمْتِ
إِنْ كُنْتَ تُحِبُّ الهُدوءَ وَالسُّكونَ فُهُنَاكَ غُرْفَةٌ فِي مِينيابُولِيس بِولايَةِ مِينيسوتا سَتُحِبُّها. فِهي تَمْتَصُّ 99.99% مِنْ كُلِّ الأَصْوَاتِ! إِنَّها غُرْفَةٌ عَدِيمَةُ الصَّدى مَشْهُورَةٌ عَلى مُسْتَوى العَالَمِ فِي مُخْتَبَرَاتِ أُورفيلد، دُعِيَتْ "أَهْدَأُ مَكَانٍ عَلى الأَرْضِ". يُطْلَبُ مِنَ النَّاسِ الَّذين يُريدونَ تَجْرِبَةَ هَذا المَكَانِ الجُّلوسَ لِتَفَادِي فُقْدَانِ الإِحْسَاسِ بِالاتِّجَاهَاتِ بِسَبَبِ قِلَّةِ الضَّوضاءِ، لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَّدٌ قَضاءَ أَكْثر مِنْ خَمْسةٍ وَأَرْبَعينَ دَقِيقَةٍ فِي…
التَسَرْبُلُ بِالتَّواضُعِ
فِي المُسَلْسَلِ التِّلْفَازِيِّ "الرَّئِيسُ المُتَخَفِّي" ذَهَبَتْ المُديرَةُ التَّنْفِيذِيَّةُ لِسلْسِلَةِ مَتَاجِرٍ لِلحَلَوِيَّاتِ المُجَمَّدَةِ مُتَخَفِّيَةً وَهِي تَرْتَدي زَيَّ أَمينَةِ خَزِينَةٍ (كَاشِّيرة)، وَعَمِلَتْ كَمُوَظَّفَةٍ جَديدَةٍ فِي إِحْدَى مَتَاجِرِ السِّلْسِلةِ وَهِي تَخْفِي هُوِيَّتِها بِارْتِدَاءِ شَعْرٍ مُسْتَعَارٍ وَوضْعِ المَكْيَاجِ عَلى وَجْهِها. كَانَ هَدَفُها هُو رُؤْيَةُ حَقِيقَةِ سَيْرِ الأُمُورِ مِنَ الدَّاخِلِ عَلى أَرْضِ الوَاقِعِ. وَقَدْ تَمَكَّنَتْ مِنْ خِلالِ مُلَاحَظَتِها (لِسَيرِ العَمَلِ) حَلَّ بَعْضِ المُشْكِلاتِ الَّتي كَانَ…
خَطِيَّةٌ مُتَسَلِّلَةٌ لِلخَارِجِ
يَعْرِفُ (الكَلْبُ) ونستون أَنَّهُ عَلَيهِ عَدَمُ مَضْغِ (الأَحْذِيَةِ). لِذَلِكَ تَبنَى اسْتِرَاتِيجِيَّةً خَبيثَةً نَدعُوها التَّسَلُّلُ بِبُطْءٍ. إِذا رَأى وِنستون حِذَاءً مَتْروكًا وَلَا أَحَدٌ مُنْتَبِهٌ إليهِ، فَسَيَتَحَرَّكُ فِي اتِّجَاهِهِ وَكَأَنَّهُ يَتَحَرَّكُ عَرْضًا وَيُمْسِكُهُ (بِفَمِهِ) وَيَسْتَمِرُّ فِي المَشي، وَيَتَسَلَّلُ بِبُطْءٍ إِلى الخَارِجِ إِنْ لَمْ يُلاحِظُهُ أَحَدٌّ وَكَأَنَّ لَا شَيءَ يَحْدُثُ. (عِنْدَمَا أَرَاهُ أَو عِنْدَما تَسْأَلُ أُمِّي عَنْ حِذَائِها، أَقُولُ) "آه يَا أُمِّي، لَقَدْ…
القِيامُ بِشَيءٍ صَحيحٍ
فَاجَأَتْنِي أَنَا وَزَوْجَتي رِسَالَةٌ مِنْ جِيسون السَّجِينِ. نَحْنُ نَسْتَضِيفُ جِراءً نُدَرِّبُها وَنَهْتَمُّ بِها إِلى أَنْ تُصْبِحَ كِلابَ خِدْمَةٍ لِمُسَاعَدَةِ النَّاسِ ذَوِييِّ الإِعَاقَاتِ. تَخَرَّجَتْ إِحْدَى تِلْكَ الجِّرَاءِ وَدَخَلَتْ مَرْحَلَةَ التَّدْرِيبِ التَّالِيَةِ الَّتي يَقُومُ بِها سُجَنَاءٌ تَمَّ تَعْلِيمُهم كَيفِيَّةَ تَدْرِيبِ الكِلابِ. عَبَّرَ جِيسون فِي رِسَالَتِهِ إِلَينا عَنْ نَدَمِهِ وَحُزْنِهِ عَلى مَاضِيهِ، لَكِنَّهُ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: "سنِيكرز هِي الكَلْبَةُ السَّابِعَةُ عَشَرَ الَّتي قُمْتُ…
مَا هُو هَدَفِي؟
قَالَ هَارولد: "شَعَرْتُ بِأَنَّني بِلا فَائِدَةٍ. فَأَنا أَرملٌ مُتَقَاعِدٌ وَأَبْنَائِي مَشْغُولونَ بِأُسَرِهِم، أَقْضِي فَتَرَاتِ مَا بَعْدَ الظُّهرِ فِي هُدوءٍ أُرَاقِبُ الظِّلالَ عَلى الحَائِطِ". عَادَةً مَا كَانَ يَقُولُ لِابْنَتِهِ: "أَنَا عَجُوزٌ وَقَدْ عِشْتُ حَيَاةً كَامِلَةً، وَلَمْ يَعُدْ لَدَيَّ أَيُّ هَدَفٍ. يَسْتَطيعُ اللهُ الآنَ أَنْ يَأْخُذَنِي فِي أَيِّ وَقْتٍ".
بَعْدَ ظُهْرِ أَحَّدِ الأَيَّامِ، غَيَّرَتْ مُحَادَثَةٌ تَفْكِيرَ هَارولد. قَالَ هَارولد: "كَانَ جَاري يُعَانِي…
الصَّلاةُ وَالتَّغْييرُ وَالتَّحَوُّلُ
عَامَ 1982، بَدَأَ القَسُّ كِريستيان فُوهرر اجْتِمَاعًا لِلصَّلاةِ كُلَّ يَومِ اثْنَين فِي كَنِيسَةِ سَانت نِيكولاس بِـ لِايبزيج. اجْتَمَعَ عَدَدٌ قَلِيلٌ مِنْ النَّاسِ لِطَلبِ السَّلامِ مِنَ اللهِ وَسَطَ العُنْفِ العَالَمِيِّ وَنِظَامِ أَلْمَانْيا الشَّرْقِيَّةِ القَمْعِيِّ. وَعَلى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ السُّلُطَاتِ الشُّيوعِيَّةَ كَانَتْ تُرَاقِبُ الكَنَائِسَ عَنْ كَثَبٍ، إِلَّا أَنَّها لَمْ تَهْتَمْ حَتَّى تَضَخَمَ الحُضورُ وَتَحَوَّلَ إِلى اجْتِمَاعَاتٍ جَمَاعِيَّةٍ تَمْتَدُ حَتَّى خَارِجَ أَبْوابِ الكَنِيسَةِ…
مُمَكَّنٌ وَمُجَهَّزٌ لِكُلِ يَومٍ
كِتَابُ كُلِّ لَحْظَةٍ مُقَدَّسَةٍ هُو كِتَابٌ جَميلٌ يَتَضَمَّنُ صَلَواتٍ لِمَجْموعَةٍ مُتَنَوِّعَةٍ مِنَ الأَنْشِطَةِ بِمَا فِيها الأَنْشِطَةُ العَادِيَّةُ مِثْلُ إِعْدَادِ وَجْبَةِ غِذَاءٍ أَو الغَسْلِ وَالتَّنْظِيفِ. مَهامٌ عَادِيَّةٌ ضَرورِيَّةٌ مُتَكَرِّرَةٌ. يُذَكِّرُني الكِتَابُ بِكَلِمَاتِ المُؤَلِّفِ جِي. كِيه. شِيسترتون: "أَنْتَ تُصَلِّي قَبْلَ تَنَاوُلِ الوَجَبَاتِ. حَسَنًا. لَكِنَّي أُصَلِّي قَبْلَ الرَّسْمِ وَالتَّلْوينِ وَالسِّبَاحَةِ وَتَرْكِيبِ السِّياجِ وَالمُلاكَمَةِ وَالمَشْيِ وَالَّلعِبِ وَالرَّقْصِ وَقَبْلَ غَمْسِ القَلَمِ فِي الحِبْرِ".
يُغَيِّرُ ذَلِكَ التَّشْجِيعُ…
مِياهٌ عَمِيقَة
عِنْدَما أَبْحَرَ بيل بِينكني بِمُفْرَدِهِ حَولَ العَالَمِ عَامَ 1992، وَسَلَكَ الطَّريقَ الصَّعْبَ المَحْفُوفَ بِالمَخَاطِرِ حَولَ الرُّؤوسِ الجَّنُوبِيَّةِ لِلقَارَّاتِ (أَمْرِيكا الجَّنُوبِيَّةِ وَأَفْريقيا وَأُسْتُراليا)، قَامَ بِذَلِكَ لِهَدَفٍ أَعْلَى. كَانَتْ رِحْلَتُهُ هِي لِإِلْهَامِ وَتَعْلِيمِ الأَطْفَالِ. يَشْمَلُ ذَلِكَ طُلَّابًا فِي مَدْرَسَتِهِ الابْتِدَائِيَّةِ السَّابِقَةِ فِي مَدِينَةِ شِيكاجو. مَاذَا كَانَ هَدَفُهُ؟ إِظْهَارُ أقصى مَدَى يُمْكِنُهم الذَّهَابُ (أَو الوُصولُ) إِليهِ بِالدِّرَاسَةِ الجَّادَّةِ وَالالْتِزَامِ، وَقَدْ قَامَ بِتَسْمِيَةِ مَرْكَبِهِ…
مَسْؤُولِيَةٌ شَخْصِيَّةٌ
عَكَسَتْ عَينَا صَدِيقي وَكَشَفَتْ عَنِ الخَوفِ الَّذي كُنْتُ أَشُعُرُ بِهِ! كُنَّا مُرَاهِقين فَتَصَرَّفْنَا بِشَكْلٍ سَيءٍّ وَبُتْنَا نَرْتَعِدُ الآنَ أَمَامَ مُديرِ المُخَيَّمِ. كَانَ الرَّجُلُ يَعْرِفُ وَالِدينا جَيِّدًا، لِذَا وَضَّحَ لَنا بِطَرِيقَةٍ مُحِبَّةٍ أَنَّ وَالِدَينا سَيُصَابَانِ بِخَيْبَةِ أَمَلٍ كَبيرَةٍ. أَرَدْنَا الزَّحْفَ (وَالاخْتِبَاءَ) تَحْتَ المِنْضَدَةِ وَنَحْنُ نَشْعُرُ بِثِقَلِ مَسْؤُولِيَّتِنا الشَّخْصِيَّةِ عَنْ تَصَرُّفِنَا السَّيِّءِ.
أَعْطَى اللهُ صَفَنْيا رِسَالَةً لِشَعْبِ يَهوذا تَحْتَوي كَلِمَاتٍ قَوِيَّةٍ بِشَأْنِ…
اغْسِلْنِي!
"اغْسِلْنِي!" عَلى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ هَذِهِ الكَلِمَةِ لَيْسَتْ مَكْتُوبَةً عَلى سَيَّارَتي إِلَّا أَنَّهُ مِنَ المُمْكِنِ أَنْ تَكونَ كَذَلِكَ. لِذَلِكَ ذَهَبْتُ إِلى مِغْسَلَةِ السَّيارَاتِ وَكَذَلِكَ فَعَلَ السَّائِقونَ الآخرونَ الَّذينَ أَرَادوا التَّخَلُّصَ مِنْ بَقَايا الطُّرُقِ المُمَلَّحَةِ الَّتي الْتَصَقَتْ بِالسَّيَّارَاتِ بَعْدَ تَسَاقُطِ الثُّلوجِ مُؤَخَّرًا. كَانَتْ الطَّوابيرُ طَويلَةً وَالخِدْمَةُ بَطِيئَةً. لَكِنْ الأَمْرَ كَانَ يَسْتَحِقُّ الانْتِظَارَ. غَادَرَتُ المِغْسَلَةَ وَسَيَّارَتِي نَظِيفَةٌ وَلِلتَّعْويضِ عَنْ تَأَخُّرِ الخِدْمَةِ، كَانَ…