طَريقٌ غَيرُ مَعْرُوفَةٍ
رُبَّمَا كَانَ عَلَيَّ أَلَّا أُوَافِقَ عَلى الانْضِمَامِ إِلى براين فِي السِّبَاقِ. فَقَدْ كُنْتُ أَعيشُ فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ وَلَمْ تَكُنْ لَدَيَّ أَيُّ فِكْرَةٍ عَنْ أو إلى أَيْنَ أَو إِلى أَيِّ مَدَى سَنَذْهَبُ أَو كَيفَ سَتَكُونُ التَّضارِيسُ. بِالإِضَافَةِ إِلى أَنَهُ كَانَ أَسْرَعَ مِني فِي الرَّكْضِ. فَكَّرْتُ، هَلْ سَأُوذي كَاحِلي وَأَنا أُحَاوُلُ مُوَاكَبَتَهُ؟ مَا الَّذي يُمْكِنُني أَنْ أَفْعَلَهُ سِوى الوُثوقُ بِـ براين لِأَنَّه…
حُرِّيَّةٌ فِي الطَّريقِ
فِي لُعْبَةِ البِيسبُول لِفَاقِدِيِّ البَصَرِ، يَسْتَمِعُ الَّلاعِبونَ إِلى كُرَةٍ تُصْدِرُ طَنِينًا وَإِلى قَاعِدَةٍ تُصْدِرُ أَزِيزًا لِمَعْرِفَةِ مَا يَجِبُ أَنْ يَقُوموا بِهِ أَو إِلى أَينَ سَيَتَحَرَّكُون. ضَارِبُ الكُرَةِ المَعْصوبُ العَينينِ (حَسَبَ دَرَجَاتِ العَمى المُخْتَلِفَةِ) وَالرَّامِي المُبْصِرُ هُمَا فِي نَفْسِ الفَريقِ. عَنْدَمَا يَضْرُبُ الضَّارِبُ الكُرَةَ الَّتي تُصْدِرُ طَنِينًا، يَجْرِي نَحْوَ القَاعِدَةِ الَّتي تُصْدِرُ أَزِيزًا. يَخْرُجُ الضَّارِبُ إِذا تَمَكَّنَ مُلْتَقِطُ الكُرَةِ مِنْ إِمْسَاكِها…
عِنْدَما تَكونُ مُتعبًا
جَلَسْتُ فِي سُكُونٍ فِي نِهَايَةِ يَومِ عَمَلٍ، وَجِهَازُ الكُمْبيوتِرِ المَحْمُولِ الخَاصِّ بِيِ أَمَامِي. كَانَ يَجْبُ أَنْ أَكُونَ مُبْتَهِجًا بِالعَمَلِ الَّذي أَنْجَزْتُهُ، لَكِنَّني لَمْ أَكُنْ سَعِيدًا، فَقَدْ كُنْتُ مُتْعَبًا مِن ثِقَلِ القَلَقِ بِشَأْنِ مُشْكِلَةٍ مَا فِي العَمَلِ وَكَانَ ذَهْني مُنْهكًا مِنَ التَّفْكِيرِ. كُنْتُ أُرِيدُ مُهَرْبًا مِنْ كُلِّ ذَلِكَ، فَاتَّجَهَ تَفكيري إِلى مُشَاهَدَةِ التَّلفازِ فِي ذَلِكَ اليوم.
لَكِني أَغْمَضتُ عَينَيَّ، وَهَمَسْتُ: "يَا…
خَسَارَةُ كُلِّ شَيءٍ
لَمْ يَكُنْ مِنَ المُمْكِنِ أَنْ يَكونَ التَّوقيتُ أَسوأَ مِنْ هَذا، فَبَعْدَما جَمَعَ سِيزَرْ ثَرْوَةً صَغِيرَةً مِنْ تَصميمِ الجُّسورِ وَالنُصُبِ التَّذْكَارِيَّةِ وَالمَبَانِي الكَبيرَةِ، كَانَتْ لَدِيهِ تَطَلُّعاتٌ لِبَدْءِ عَمَلٍ جَديدٍ. لِذَلِكَ قَامَ بِبَيعِ شَرِكَتِهِ الأُولى وَوَضَعِ ثَمَنِها فِي البَنْكِ، وَكَانَ يُخَطِّطُ لِإِعَادَةِ اسْتِثَمارِ تِلْكَ الأَمْوَالِ سَرِيعًا. لَكِنْ خِلالَ تِلْكَ الفَتْرَةِ القَصِيرَةِ صَادَرَتْ الحُكُومَةُ جَمِيعَ الأَمْوالِ المَوضُوعَةِ فِي البُنُوكِ الخَاصَّةِ. لَقَدْ تَبَخَّرَتْ مُدَّخَرَاتُ…
التَّعَامُلُ مَعَ خَيباتِ الأَمَلِ
بَعْدَ جَمْعِ أَمْوال طِوالَ العَامِ مَنْ أَجْلِ رِحْلَةِ العُمْرِ، وَصَلَ طُلَابُ السنةِ الأخيرةِ مِنْ مَدْرَسَةٍ ثَانَويَّةٍ بِـ وِلَايَةِ أُوكْلاهوما إِلى المَطَارِ لِيَكْتَشفوا بِأَنَّ الكَثيرَ مِنْهم قَدْ ابْتَاعَ تَذَاكِرًا مِنْ شَرِكَةٍ وَهْمِيَّةٍ تَدَّعي بِأَنَّها شَرِكَةُ طَيَرَانٍ. قَالَ أَحَّدُ مُديريِّ المَدْرَسَةِ: "إِنَّهُ أَمْرٌ مُفْجِعٌ". مَعَ ذَلِكَ، وَرَغْمَ أَنَّهُ كَانَ عَلَيهم تَغييرُ خِطَطِهم، لَكِنَّ الطُّلَّابَ قَرَّرُوا "تَحْقِيقَ أَقْصَى اسْتِفَادَةٍ مِمَّا حَدَثَ". واسْتَمْتِعُوا لِمُدَّةِ…
مَكْسورٌ لَكِنْ مُفْعَمٌ بِالرَّجَاءِ
تَقَدَّمَتْ لَاتِريس إِلى الأَمَامِ بِدَعْوَةٍ مِنَ القَسِّ فِي نِهَايَةِ خِدْمَةِ العِبَادَةِ فِي الكَنِيسَةِ. عِنْدَما دُعيَتْ لِتَحِيَّةِ الحُضورِ لَا أَحَّدٌ كَانَ مُسْتَعِدًا لِتَلَقِّي الكَلِمَاتِ القَوِيَّةِ الرَّائِعَةِ الَّتي قَالَتْها. كَانَتْ قَدْ انْتَقَلَتْ مِنْ وِلَايَةِ كَنْتَاكي حَيثُ أَودَتْ الأَعَاصِيرُ المُدَمِّرَةُ بِحَيَاةِ سَبْعَةٍ مِنْ أَفْرَادِ عَائِلَتِها. قَالَتْ: "لَا يَزَالُ يُمْكِنُني الابْتِسَامُ لِأَنَّ اللهَ مَعِي". عَلى الرَّغْمِ مِنْ جِرَاحِها بِسَبَبِ مَا حَدَثَ، إِلَّا أَنَّ شَهَادَتِها…
يَا لَهُ مِنْ صَديقٍ
مَرَتْ عِدَّةُ سَنَواتٍ مِنْذُ رَأَيتُ أَنا وَصَديقي القَديم بَعْضَنا البَعْض. تَلَقَّيتُ خِلالَ تِلْكَ الفَتْرَةِ تَشْخِيصًا بِإِصَابَتي بِمَرَضِ السَّرَطَانِ وَبَدَأَتْ بِتَلَقِّي العِلاجِ. أَتَاحَتْ لِي رِحْلَةٌ غَيرُ مُتَوَقِّعَةٍ إِلى وِلَايَتِهِ فُرْصَةَ رُؤْيَتِهِ مَرَّةً أُخرى. دَخَلْتُ المَطْعَمَ، فَامْتَلَأَتْ عُيونُنا بِالدُّموعِ (عِنْدما رَأَيْنَا بَعْضَنَا البَعْض). كَانَتْ قَدْ مَرَّتْ فَتْرَةٌ طَويلَةٌ مِنْذُ كُنَّا مَعًا فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَالآن يَرْبُضُ المَوتُ قَريبًا مِنَّا وَيُذَكِّرُنا بِقِصَرِ الحَياةِ…
كَرَمٌ بقلبٍ مفتوح
قَالَ الكَاتِبُ بَاركر بَالْمر فِي بِدَايَةِ إِحدى حَفَلاتِ التَّخَرُّجِ الجَّامِعِيَّةِ: لَا يُوجَدُ إِنْسَانٌ قَالَ بَعدَ المَوتِ: "أَنا سَعِيدٌ جِدًّا بِالحَياةِ الَّتي عِشْتُها المُتَمَحْوِرَةِ حَولَ الذَّاتِ الَّتي تَخْدُمُ وَتَحْمِي نَفْسَها"، ثمَ حَثَّ الخِرِّيجِين عَلى "تَقْديمِ (أَنْفُسِهم) لِلعَالَمِ ... بِكَرَمٍ وَبِقَلْبٍ مَفْتوحٍ".
تَابع بَارْكِر قَائِلًا إِنَّ العَيشَ بِتِلْكَ الطَّريِقَةِ يَعْني أَيْضًا تَعَلُمَ "مَدى ضَآلَةِ مَا تَعْرِفه وَمَدَى سُهولَةِ الفَشَلِ". إِنَّ تَقْدِيمَ أَنْفُسِهم…
شُهودٌ
وصَفَ هِنَري وَادزورث لُونجفيلو (1807- 1882) فِي قَصِيدَتِهِ "الشُّهود" سَفِينَةَ رَقِيقٍ غَارقةً. وَحَزِنَ عَلى عَدَدٍ لَا يُحْصَى مِنْ ضَحايا العُبُودِيَّةِ المَجْهولين وَهُوَ يَكْتُبُ عَنْ "هَياكِل عَظْمِيَّةٍ فِي قُيودٍ". يَقُولُ مَقْطَعُ القَصِيدَةِ الخِتَامِيِّ: "هَذِهِ هِي أَحْزَانُ العَبيدِ/ يَنْظُرونَ بِغَضَبٍ (وَأَلَمٍ) مِنَ الهَاوِيَّةِ/ يَصْرُخونَ مِنْ قُبورٍ مَجْهولَةٍ/ (قَائِلين) نَحْنُ الشَّهُودُ!"
لَكِنْ إِلى مَنْ يَتَحَدَّثُ أُولَئِكَ الشُّهودُ؟ أَلَيْسَتْ تِلْكَ الشَّهادَةُ الصَّامِتَةُ غَيرُ مُجْدِيَةٍ؟…
كَنِيسةُ اللهِ الأَبَدِيَّةِ
سَأَلَتْ أَمٌ شَابَّةٌ وَصَلَتْ إِلى كَنِيسَتِنا مَعَ طِفْلِين: "هَلْ انْتَهَتْ الكَنيسَةُ (الخِدْمَةُ وَالعِبَادَةُ)؟" فِي نَفْسِ الوَقْتِ الَّذي كَانَتْ فِيهِ خِدْمَةُ يَومِ الأَحَدِ عَلى وَشَكِ الانْتِهاءِ. لَكِنَّ أَحَدَ المُسْتَقْبِلينَ قَالَ لَها إِنَّ كَنِيسَةً قَرِيبةً تُقَدِّمُ فَتْرَتَيِّ عِبَادَةٍ (خِدْمَةٍ) فِي يَومِ الأَحَدِ، وَالفَتْرَةُ الثَّانِيَةُ سَتَبْدَأُ بَعْدَ وَقْتٍ قَصِيرٍ. هَلْ تَوَدِّي الذِّهَابَ إِلَيها؟ قَالَتْ الأُمُّ الشَّابَّةُ نَعَم، وَبَدَتْ مُمْتَنَّةً لِقَطْعِ المَسَافَةِ إِلى تِلْكَ…