حُبٌ مَلْمُوسٌ
كُنْتُ وَأَنَا جَالِسٌ بِجَانِبِ صَدِيقَتِي مَارجريت المُسْتَلقِيةُ عَلى سَرِيرِها فِي الْمُسْتَشْفَى، أُرَاقِبُ صَخَبَ وَنَشَاطَ الْمَرْضَى الْآخَرين وَالطَّاقَمَ الطِّبِّيَّ وَالزُّوَّارَ، وَجَّهَتْ امْرَأَةٌ شَابَّةٌ كَانَتْ تَجْلِسُ بِالْقُرْبِ مِنْ وَالِدَتِها، سُؤَالًا إِلى مَارجِريت وَقَالَتْ: "مَنْ كَلُّ هَؤُلاءِ الْأَشْخَاصِ الَّذين يَقُومونَ بِزِيَارَتِكِ بِاسْتِمْرَارٍ؟" أَجَابَتْ مَارْجِريت: "هَؤُلاءُ أَعْضَاءٌ فِي عَائِلَةِ كَنِيسَتِي!" أَكَّدَتْ الشَّابَّةُ بِأَنَّها لَمْ تَرَ مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَهَذَا؛ فَقَدْ شَعَرَتْ كَمَا لَو أَنَّ…
نَافِذَةٌ عَلى الرَّوْعَةِ
يُحِبُّ الْمُصَوِّرُ رُونْ مُورِي الطّقْسَ الْبَارِدَ. يَقُولُ: "يَعْنِي الطَّقْسُ البَّارِدُ سَمَاءً صَافِيَةً، وَهَذا الطَّقْسُ يُمْكِنُ أَنْ يَفْتَحَ نَافِذَةً عَلى الرَّوْعَةِ (الَّتي فِي الْخَلِيقَةِ)".
يُقَدِّمُ رُون جَولاتٍ مُتَخَصِّصَةٍ مِنَ التَّصويرِ الْفُوتُوجرافِي لِأَلَاسكَا، تَتْبَع عُروضَ ضَوءِ الشَّفَقِ الْقَطبِيِّ (الْأَنْوارُ الشَّمَالِيَّةُ الْقُزَحِيَّةُ) الْأَكْثَرَ رَوعَةً عَلى الْأرضِ. يَقُولُ مُوري عَنِ التَّجْرُبَةِ إِنَّها "رُوحِيَّةٌ للْغَايَةِ". إِذا سَبَقَ لَكَ وَأَنْ رَأَيْتَ عَرْضَ ذَلِكَ الضَّوءِ وَهُوَ يَتَرَاقَصُ بِأَلْوانٍ…
الْحَقُّ لَا يَتَغَيَّرُ أَبَدًا
عِنْدَمَا كَانَ ابْنِي زَافِييه أَصْغَرَ سِنًّا، قَرَأْتُ أَنَا وَهُوَ قِصَّةً خَيَالِيَّةً عَنْ صَبِيٍّ تَمَرَّدَ عَلى مُعَلِّمِهِ بِأَنْ أَشَارَ إِلى الْقَلَمِ بِاسْمٍ اخْتَرَعَهُ هُوَ. وَأَقْنَعَ الصَّبِيُّ الطَّالِبُ زُمَلَاءَهُ طُلَّابَ الصَّفِّ الْخَامِسِ بِاسْتِخْدَامِ الاسْمِ الجَّديدِ الَّذي اخْتَلَقَهُ لِلْقَلَمِ. انْتَشَرَ الْخَبَرُ عَنِ الاسْمِ الْبَديلِ لِلْقَلَمِ الَّذي اخْتَرَعَهُ الصَّبِيُّ فِي جَميعِ أَنْحَاءِ الْمَدينَةِ. فِي النِّهَايَةِ غَيَّرَ جَميعُ النَّاسِ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ الْبِلادِ الاسْمَ الَّذي…
نَظْرَةُ اللهِ (إِيلوهِيم) لَنا
عَامَ 1968 كَانَتْ أَمْرِيكا غَارِقَةً فِي حَرْبٍ مَعَ فِيتنام وَكَانَ الْعُنْفُ الْعُنْصُرِيُّ يَتَفَجَّرُ فِي الْمُدُنٍ حَيثُ تَمَّ اغْتِيَالُ شَخْصِيَّتَينِ عَامَّتَينِ. وَقَبْلَ عَامٍ مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ فَقَدَ ثَلاثَةُ رُوَّاد فَضَاء حَيَاتَهم فِي حَريقٍ حَدَثَ عَلى مَنَصَّةِ الْإِطْلاقِ، وَبَدَتْ فِكْرَةُ الذَّهَابِ وَالْوُصُولِ إِلى الْقَمَرِ بَعِيدَةَ الْمَنَالِ. مَعَ ذَلِكَ تَمَكَّنَتْ سَفِينَةُ أَبُّولو8 الْفَضَائِيَّةُ مِنَ الانْطِلَاقِ قَبْلَ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ مِنْ عِيدِ الْمِيلادِ.
وَأَصْبَحَتْ أَوَّلَّ رِحْلَةٍ…
مَنْ نَسْمَعُ لَهُ
قَالَ دُوج بِاضِّطرابٍ لِبُرْجِ الْمُرَاقَبَةِ الَّذي كَانَ يُتَابِعُ رِحْلَتَهُ: "يَجِبُ إِعْلانُ حَالَةِ الطَّوارِئِ، فَقَدْ مَاتَ الطَّيَّارُ".
لَقَدْ تُوُفِّىَ الطَّيَّارُ فَجْأَةً بَعْدَ دَقَائِقٍ مِنْ إِقْلاعِ الطَّائِرَةِ الْخَاصَّةِ الَّتي اسْتَأْجَرَتْهَا أُسْرَةُ دُوج. فَدَخَلَ دُوج إِلى قَمَرَةِ الْقِيَادَةِ بَعْدَ أَنْ كَانَ قَدْ تَلَقَّى تَدْريبًا مُدَّتُهُ ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ فَقَطْ عَلى الطَّيرانِ بِطَائِرَاتٍ أَقَلِّ تَطَوُّرًا. ثُمَّ اسْتَمَعَ بِتَرْكِيزٍ إِلى الْمُرَاقِبين فِي الْمَطَارِ الْمَحَلِّيِّ الَّذين أَقْنَعُوهُ بِالْهُبوطِ…
الرَّبُّ يَسوع مُخَلِّصُنا
تَحَوَّلَ مَا بَدَأَ كَرِحْلَةٍ عَادِيَّةٍ بِالتِّلِفريك فَوقَ وَعَبْرَ وَادٍ فِي بَاكِسْتَان إِلى مِحْنَةٍ مُرَوِّعَةٍ. فَبَعْدَ وَقْتٍ قَصِيرٍ مِنْ بَدْءِ الرِّحْلَةِ انْقَطَعَ الْكَابلان الدَّاعِمَانِ لِلْتِلِّفْريكِ، الْأَمْرُ الَّذي أَدَّى إِلى أَنْ يَكُون ثَمَانِيَةُ رُكَّابٍ مِنْهُم أَطْفَالُ مَدَارِس مُعَلَّقين فِي الْهَواءِ دَاخِل عَرَبة التِّليِفريك عَلى ارْتِفَاعِ مِئَاتِ الْأَقْدَامِ فَوقَ الْأَرْضُ. أَطْلَق الْحَادِثُ عَمَلِيَّةَ إِنْقَاذٍ شَاقَّةٍ اسْتَمَرَّتْ 12 سَاعَةٍ، قَامَ بِها أَفْرَادٌ مِنَ الجَّيشِ…
تَشْجِيعٌ فِي الْمَسيحِ
اقْتَرَحَتْ مُعَلِّمَةٌ فِي مَدْرَسَةِ إِنْدِيانا أَنْ يَكْتُبَ طُلَّابُها كَلِمَاتٍ تَشْجِيعِيَّةٍ مُلْهِمَةٍ لِزُمَلائِهم. وَبَعْدَ أَيَّامٍ وَقَعَتْ مَأْسَاةٌ فِي جُزْءٍ آخَر مِنَ الْبِلادِ فَسَاهَمَتْ كَلِمَاتُهم فِي رَفْعِ مَعْنَويَّاتِ زُمَلائِهم أَثْنَاءَ تَعَامُلِهم مَعَ الْأَلَمِ وَالْخَوفِ النَّاتِجِ عَمَّا حَدَثَ وَاحْتِمَالِ حُدُوثِ تِلْكَ الْمَأْسَاةِ لَهُم أَيْضًا.
كَانَ التَّشْجِيعُ وَالْاهْتِمَامُ الْمُتَبَادِلَين يَرْتَكِزَانِ فِي فِكْرِ الرَّسُولِ بُولُس عِنْدَمَا كَتَبَ لِلْمُؤْمِنين فِي تَسَالُونِيكِي، وَتَحَدَّثَ إِلى الَّذين فَقَدُوا أَحِبَّاءَهُم لِأَنَّهُم…
إِيمَانُ جَدَّةٍ
كُنَّا نَجْلِسُ حَوْلَ مَائِدَةِ الْعَشاءِ عِنْدَمَا قَالَ حَفِيدي الْبَالِغِ مِنَ الْعُمْرِ تِسْع سَنَواتٍ، وَهُوَ يَبْتَسِمُ: "أَنَا مِثْلُ جَدَّتِي أُحِبُّ الْقِرَاءَةَ!" أَدْخْلَتْ كَلِمَاتُهُ الفَرَحَ إِلى قَلْبِي. وَعُدْتُ بِذَاكِرَتيِ إِلى الْعَامِ السَّابِقِ عِنْدَمَا كَانَ مَرِيضًا وَبَقِيَ فِي الْبَيتِ وَلَمْ يَذْهَبْ إِلى الْمَدْرَسَةِ. وَبَعْدَمَا نَام لِفَتْرَةٍ طَويِلَةٍ، جَلَسْنَا مَعًا جَنْبًا إِلى جَنْبٍ وَقَرَأْنَا. كُنْتُ أَشْعُرُ بِالسَّعَادَةِ بِسَبَبِ نَقْلِ إِرْثِ حُبِّ الْقِرَاءَةِ الَّذي وَرَثْتُهُ…
الْمَحَبَّةُ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ
إِذَا تَجَوَّلْتَ عَلى طُولِ جِدَارِ الطُّوبِ الْقَديمِ الْفَاصِلِ بَينَ مَقَابِرِ الْكَاثُولِيكِ وَالْبُروتِسْتَانْتِ فِي رُورمُونْد بِهُولَنْدَا، سَتَكْتَشِفُ مَشْهَدًا مُثيرًا لِلْفُضُولِ. فِي أَحَّدِ جَانِبَيِّ الجِّدارِ الْفَاصِلِ يَقِفُ شَاهْدُ قَبْرٍ لِيُوَاجِهَ شَاهِدًا آخَرَ يُطَابِقُهُ فِي الشَّكْلِ فِي الجِّهَةِ الْمُقَابِلَةِ، أَحَّدْهُما لِزَوجٍ بُروتِسْتَانْتِيٍّ وَالْآخَرُ لِزَوْجَتِهِ الْكَاثُولِيكِيَّةِ. تَطَلَّبَتْ الْقَواعِدُ الثَّقَافِيَّةُ خِلالَ الْقَرْنِ التَّاسِعِ عَشَرِ دَفَنَهُمَا فِي مَقْبَرَتَينِ مُنْفَصِلَتَينِ. لَكِنَّهُمَا لَمْ يَقْبَلا مَصِيرَهُمَا (الَّذي قَضَتْ بِهِ…
حُضُورُ اللهِ الْحَافِظِ
تَعَجَّبَ أَحْفَادِي مِنْ قَصَّاتِ الشَّعْرِ وَالْمَلابِسِ وَالسَّيَارَاتِ الْقَديمَةِ الَّتي عَفَا عَلَيها الزَّمَنُ فِي الصُّوَرِ عِنْدَما فَتَحُوا كِتَابَ الْمَدْرَسَةِ الثَّانَوِيَّةِ (فِي أَيَّامِي). لَكِنَّي رَأَيْتُ أَمْرًا مُخْتَلِفًا، فِي الْبِدَايَةِ لَاحَظْتُ ابْتِسَامَاتِ رِفَاقِي الْقُدَامَى، وَمَا زَالَ بَعْضُهُم أَصْدِقَاءٌ لِي. وَلَكِنَّ الْأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ رَأَيْتُ قُوَّةَ الرَّبِّ الْحَافِظَةِ. فَقَدْ أَحَاطَنِي حُضُورُهُ اللطَّيِفُ فِي مَدْرَسَةٍ كُنْتُ أُكَافِحُ للتَّأَقْلُمِ فِيها وَكَانَ صَلَاحُهُ يَحْرُسُنِي. إِنَّهُ لُطْفٌ يَمْنَحُهُ…