تَنقيَةٌ عَمِيقةٌ
كَانَتْ كَنِيسَتُنَا تَأمَلُ بِمَلْءِ مَائَتَيِّ حَقِيبَةِ ظَهْرٍ لِلْمُشَرَّدِين فِي يَومٍ بَارِدٍ مِنْ أَيَّامِ شَهْرِ نُوفِمْبر. قُمْتُ بِفَرْزِ الْمَوادِ الْمُتَبَرَّعِ بِها اسْتِعْدَادًا لِوَضْعِها فِي الْحَقَائِبِ، وَصَلَّيْتُ لِلْعُثورِ عَلى قُفَّازَاتٍ وَقُبَّعَاتٍ وَجَوَارِبٍ وَبَطَّانِيَّاتٍ جَدِيدَةٍ. كَمَا سيتم تَوزِيعُ سلطانيات بِهَا كَمِّيَّةٌ مِنَ حَساءِ الْبُقُولِ وَالَّلحَمِ الحَار، وَشَّطَائِرِ عَلى الَّذين سَيَتَلَقُّونَ الْهَدَايا. ثُمَّ لَاحَظْتُ شَيْئًا فَاجَأَنِي: مَنَاشِفًا لِلاسْتِحْمَامِ. كُنْتُ أُرَكِّزُ عَلى مُسَاعَدَةِ النَّاسِ عَلى…
الدِّلِيلُ الْأَعْظَمُ
لَمْ يَكُنْ "ليِّ" يُؤمْنُ بِاللهِ، وَلَا بِقِيَامِةِ الرَّبِّ يَسوع الْمَسيح، لَكِنَّهُ كَانَ يَتَمَتَّعُ بِعَقْلٍ تَحْلِيلِيٍّ؛ وَعِنْدَمَا آمَنَتْ زَوْجَتُهُ بِالْمَسيحِ، قَرَّرَ الْعَمَلَ عَلى دِرَاسَةِ إِيمَانِها الجَّديدِ بِنَفْسِهِ؛ ثُمَّ بَعْدَ عَامَين مِنَ الْبَحْثِ، اسْتَسَلَمَ للهِ وَلِلْقِيَامِةِ وَلِلْإِيمانِ بِالرَّبِّ يَسوع الْمَسيحِ.
كَانَ التَّغْييرُ الَّذي طَرَأَ عَلَيهِ مَلْحُوظًا. إِذْ بَعْدَ بِضْعَةِ أَشْهُرٍ، قَالَتْ ابْنَتُهُ الَّتي تَبْلُغُ مِنَ الْعُمْرِ خَمْسَ سَنَواتٍ لِزَوْجَتِهِ: "أُرِيدُ يَا أُمِّي أَنْ…
الْبَسُوا الْمَسيحَ
تُدَرِّسُ عَالِمَةُ النَّفْسِ بِجَامِعَةِ لُنْدُن لِلْأَزْيَاءِ رُوز تِرْنِرْ الْمُتَخَصِّصَةُ فِي الْموضَةِ، تَأْثِيرَ الْمَلابِس عَلى طَرِيقَةِ تَفْكِيرِ النَّاسِ وَسُلُوكِهم وَحَتَّى عَلى مَزَاجِهم. وَبِاعْتِبَارِ أَنَّ الْمَلَابِسَ هِيَ أَقْرَبُ شَيءٍ لِأَجْسَادِنَا فَهِي تُشَكِّلُ نَوعًا مِنَ (جُلْدٍ ثَانٍ) وَتَجْعَلُنَا مُسْتَعِدين لِأَي شَيءٍ قَدْ يَحْمِلُهُ الْيَوم. عَلى سَبيلِ الْمِثَالِ، يُمْكِنُ لِارْتِدَاءِ مَلابِسٍ مِهَنِيَّةٍ الْمُسَاعَدَةُ عَلى "التَّحْفِيزِ وَالتَّرْكِيزِ" فِي الْعَمَلِ، كَمَا أَنَّ ارْتِدَاءَ مَلابِسًا قَدِيمَةً ذَاتِ…
مِنْ مَرَاثِي إِلى تَسْبِيحٍ
تَدُورُ الْعَديدُ مِنَ الْأَسَاطِيرِ حَولَ تَسْمِيَةُ الزَّهْرَةِ الجَّمِيلَةِ الَّتي لَها خَمْسُ بَتَلَات بِـ "لَا تَنْسَانِي". مِنْ بَينِ تِلْكَ الرِّوَايَاتِ، رِوَايَةُ مِنَ الْأَسَاطِيرِ الْأَلْمَانِيَّةِ تَقُولُ إِنَّهُ عِنْدَمَا أَطْلَقَ اللهُ أَسَماءً عَلى جَميعِ النَّبَاتَاتِ الَّتي خَلَقَهَا، شَعَرَتْ زَهْرَةٌ صَغِيرَةٌ بِالْقَلَقِ مِنْ أَنَّهُ قَدْ يَتِمُّ تَجَاوزِهَا وَإِهْمَالِها، لِذَلِكَ صَاحَتْ قَائِلَةً: "لَا تَنْسَانِي يَا رَبُ". فَأَصْبَحَ هَذا الاسْم هُوَ الَّذي أَطْلَقَهُ اللهُ عَلَيها.
بِالرَّغْمِ مِنْ…
حَيَاةٌ وَمَوتٌ فِي الْمَسيحِ
كَانَ فِيودور دُوسُتويفسكي يَعدُّ الَّلحَظَاتِ الْأَخِيرَةَ مِنْ حَيَاتِهِ (عَلى الْأَرْضِ) بِهُدُوءٍ وَهُوَ يُوَاجِهُ فِرْقَةَ الْإِعْدَامِ. يُعَدُّ دُوسْتُويفسكي الْمُؤْمِنُ بِالْمَسيحِ، أَحَّدَ أَعْظَمِ كُتَّابِ الْأَدَبِ. كَشَفَتْ رِوَايَتُهُ الضَّخْمَةُ "الْإِخوَة كَارَامازوف" مَوضُوعَاتٍ تَتَعَلَّقُ بِاللهِ وَالْحَياةِ وَالْمَوتِ. قِيلَ عَنْهُ: "لَقَدْ تَحَدَّثَ عَنِ الْمَسيحِ بِحَمَاسٍ وَفَرَحٍ". ارْتَفَعَتْ الْبَنَادِقُ (وَصَدَرَ الْأَمْرُ) "اسْتَعِدُّوا! ... صَوِّبُوا ...".
وَهُوَ يُشيرُ إِلى صَلْبِهِ وَمَوْتِهِ، تَحَدَّثَ الرَّبُّ يَسوع إِلى تَلامِيذِهِ وَإِلينا عَنِ…
حَرْبُ الْمُعَجَّنَاتِ
هَلْ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ الْمُعَجَّنَاتُ مِنْ بَيْنِ الْأُمورِ وَالْأَشْيَاءِ الْحَمْقَاءِ الَّتي دَفَعَتْ شُعُوبًا لِخَوضِ حُروبٍ؟ عَامَ 1832 وَسَطَ التَّوتراتِ بَينَ فَرَنْسَا وَالْمَكْسِيكِ، زَارَتْ مَجْمُوعَةٌ مِنْ ضُبَّاطِ الجَّيْشِ الْمَكْسِيكِيِّ مَتْجَرًا فَرَنْسِيًّا لِلْمُعَجَّنَاتِ فِي مَدِينَةِ مَكْسِيكو، وَقَامَتْ بِتَذَوُّقِ جَميعِ الْمَخْبُوزَاتِ دُونَ دَفْعِ ثَمَنِها. وَمَعَ تَعْقِيدَاتِ التَّفَاصِيلِ (وَتَفَاقُمْ مُشْكلاتٍ أُخْرَى بِسَبَبِ الاسْتِفْزَازَاتِ الْحَادِثَةِ) قَامَتْ الْحَرْبُ الْفَرَنْسِيَّةُ الْمَكْسِيكِيَّةُ الْأُولى (1838- 1839)، الْمَعْرُوفَةُ بِاسِمِ حَرْبِ…
السَّيْرُ مَعَ الرَّبِّ
فِي فِيلمِ السَّاعِي، الْمُسْتَوحَى مِنْ أَحْدَاثٍ حَقِيقِيَّةٍ، يُوَاجِهُ الْبَطَلُ جريفيل قَرَارًا صَعْبًا عِنْدَمَا يَعْلَمُ بِأَنَّ صَدِيقًا مُقَرَّبًا سَيُعْتَقَلُ وَمِنَ الْمُرَجَّحِ أَنْ يُحْكَمَ عَلَيهِ بِعُقُوبَةٍ قَاسِيَةٍ بِالسِّجْنِ. يَسْتَطِيعُ جِريفيل إِنْقَاذَ نَفْسِهِ مِنْ نَفْسِ الْمَصيرِ إِذا فَرَّ مِنَ الْبِلادِ عَلى الْفَورِ وَأَنْكَرَ ارْتِبَاطِهِ بِصَديقِهِ. لَكِنْ جِريفِيل يَرْفُضُ بِإِخْلاصٍ الْمُغَادَرَةَ بِدَافِعٍ مِنَ التَّعَاطُفِ مَعَ صَدِيقِهِ فَيُسْجَن وَيُعَانِي مِنْ نَفْسِ الْمُعَانَاةِ الَّتي يُعَانِي مِنْهَا…
الْمُشَارَكَةُ بِمَوَارِدِ الْإِنْجِيلِ
كَانَ مَكَانُ اجْتِمَاعِ مَجْمُوَعَةِ الْقِيَادَةِ وَمَكَانُ الْإِقَامَةِ فِي وَسَطِ مَدِينَةِ شِيكَاجُو مُتَنَاقِضَين تَمَامًا مَعَ الْاحْتِيَاجِ الَّذي رَأَيْتُهُ فِي طَرِيقِي إِلى هُنَاكَ. كَانَ هَذا الْاحْتِيَاجُ يَشْمَلُ أَشْخَاصًا يَفْتَقِرونَ لِأَسَاسِيَّاتِ الْحَيَاةِ مِنْ غِذَاءٍ وَمَأْوَى. سَاعَدَتْنِي رُؤْيَةُ الاخْتِلَافَاتِ (بَيْنَ مَكَانِ اجْتِمَاعِنا الْمُتَمَيِّزِ وَالْإِقَامَةِ الْفَاخِرَةِ فِيهِ وَبَيْنَ الْمُحْتَاجِين الْمَوجُودِين فِي نَفْسِ الْمِنْطَقَةِ) عَلى تَصَوُّرِ وَفَهْمِ الْأُمورِ الَّتي نَحْتَاجُ إِلى تَضْمِينِها فِي تَخْطِيطِ رُؤيَتِنا لِلْخِدْمَةِ…
اسْتَمِعْ لِلْحِجَارَةِ
بَعْدَ أَنْ أَقَامَتْ عَائِلَتُنا حَفْلَ تَأْبِينٍ لِذِكْرَى وَالِدي عَلى ضِفَّةِ أَحَّدِ الْأَنْهارِ، قُمْنَا بِاخْتِيَارٍ حَجَرٍ لِيُسَاعِدَنَا عَلى تَذَكُّرِهِ. كَانَتْ حَيَاتُهُ عِبَارَةً عَنْ سَاحَةِ مَعَارِكٍ بِها انْتِصَارَاتٌ وَهَزَائِمٌ، لَكِنَّنَا كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّ قَلْبَهُ كَانَ لَنَا. لَمَسْتُ بِأَصَابِعِي سَطْحَ الْحَجَرِ الْأَمْلَسِ النَّاعِمِ وَهَذا سَاعَدَنِي عَلى تَذَكُّرِ احْتِضَانِهِ.
فِي إِنْجِيلِ لُوقَا 19، دَخَلَ الرَّبُّ يَسوع إِلى أُورْشَليم مُنْتَصِرًا، وَلَوَّحَتْ الجُّمُوعُ بِأَغْصَانِ النَّخِيلِ وَصَاحَتْ بِهُتَافٍ:…
تَذْكِيراتُ الرُّوحِ الْمُفِيدَةُ
بَعْدَ أَنْ أَقَامَتْ عَائِلَتُنا حَفْلَ تَأْبِينٍ لِذِكْرَى وَالِدي عَلى ضِفَّةِ أَحَّدِ الْأَنْهارِ، قُمْنَا بِاخْتِيَارٍ حَجَرٍ لِيُسَاعِدَنَا عَلى تَذَكُّرِهِ. كَانَتْ حَيَاتُهُ عِبَارَةً عَنْ سَاحَةِ مَعَارِكٍ بِها انْتِصَارَاتٌ وَهَزَائِمٌ، لَكِنَّنَا كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّ قَلْبَهُ كَانَ لَنَا. لَمَسْتُ بِأَصَابِعِي سَطْحَ الْحَجَرِ الْأَمْلَسِ النَّاعِمِ وَهَذا سَاعَدَنِي عَلى تَذَكُّرِ احْتِضَانِهِ.
فِي إِنْجِيلِ لُوقَا 19، دَخَلَ الرَّبُّ يَسوع إِلى أُورْشَليم مُنْتَصِرًا، وَلَوَّحَتْ الجُّمُوعُ بِأَغْصَانِ النَّخِيلِ وَصَاحَتْ بِهُتَافٍ:…