Month: مايو 2025

مَحَبَّةُ الْغُرَبَاءِ

كَانَتْ زَوجَةُ أَحَّدِ أَصْدِقَائِي حَائِكَةً مَاهِرَةً، وَوَضَعَتْ خِطَّةً مَحَبَّةٍ قَبْلَ وَفَاتِها بِسَبَبِ إِصَابَتِها بِمَرضٍ لمُدَةٍ طَويلةٍ. وَقَامَتْ بِالتَّبَرُّعِ بِكُلِّ مُعِدَّاتِ الْخِيَاطَةِ الَّتي تَمْتَلِكُهَا لِنَقَابَةِ الْحَائِكِينَ فِي بَلْدَتِنَا الَّتي تُوَفِّرُ آلاتٍ لِلْحِيَاكَةِ وَطَاوِلاتٍ لِقَصِ الْقُمَاشِ وَغَيرَ ذَلِكَ، لِلْفُصولِ الَّتي تُدَرِّسُ الْمُهَاجِرينَ الجُّدُدَ. قَالَ لَنَا زَوجُها: "لَقَدْ أَحْصَيتُ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ صنْدُوقًا مِنَ الْأَقْمِشَةِ، وَجَاءَتْ سِتَّةُ نِسَاءٍ لِأَخْذِ كُلِّ شَيءٍ، إِنَّ طَالِبَتِهُنَ (طَالِبَاتِ…

إِلَهٌ حَزِينٌ

فِي أَعْقَابِ الزِّلْزَالِ الْمُدَمِّرِ الَّذي ضَرَبَ تُرْكِيَّا فِي فِبْرَاير/ شُبَاط 2023، ظَهَرَتْ صُوْرَةٌ مُؤْلِمَةٌ عَبْرَ وَكَالاتِ الْأَنْبَاءِ: أَبٌ يَجْلِسُ بَينَ الْأَنْقَاضِ وَهُوَ مُمْسِكٌ بِيَدٍ مُمْتَدَّةٍ مِنْ تَحْتِ الْأَنْقَاضِ، يَدِ ابْنَتِهِ، وَتَظْهَرُ حَافَّةُ الْفِرَاشِ حَيثُ نَامَتْ ابْنَتُهُ (وَمَاتَتْ تَحْتَ الْأَنْقَاضِ) وَنَرَى أَصَابِعَها الْمَيِّتَةَ وَهُوَ مُمْسِكٌ بِهَا وَوَجْهُهُ قَاتِمٌ وَحُزْنُهُ عَميقٌ.

أَرَى شَبَهًا لِأَبِينَا السَّمَاوِيَّ فِي وَجْهِ ذَلِكَ الْأَبِ (الْحَزينِ) الْمُتَجَهِّمِ. يُخْبِرُنَا سِفْرُ…

مَعًا نَحْنُ أَفْضَلَ

جَعَلَ تَعَاطِي الْمُخَدَّرَاتِ مِيجي لِعَشْرِ سَنَواتٍ، تَدْخُلُ وَتَخْرُجُ مِنَ السِّجْنِ مَرَّاتٍ عَديدَةٍ، وَفِي غِيابِ أَيِّ تَغْييرٍ فِي حَيَاتِها كَانَتْ سَتَعُودِ لِلسِّجْنِ سَريعًا حَتَّى تَقَابَلَتْ مَعَ هَانْزٍ الْمُدْمِنِ السَّابِقِ الَّذي كَادَ يَفْقُدُ يَدَهُ عِنْدَمَا انْفَجَرَ أَحَّدُ أَوْرِدَتِهِ بِسَبَبِ تَعَاطِيهِ الْمُخَدَّرَاتِ. قَالَ هَانْزُ: "كَانَتْ تِلْكَ الْمَرَّةُ هِي الْأُولى الَّتي صَرَخْتُ فِيها إِلى اللهِ (الْآبِ وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ)". اسْتِجَابَةُ الرَّبِّ لِصَرْخَتِهِ جَعَلَتْهُ مُتَخَصِّصًا…

غِنَى اللهِ (إِيلوهِيم) الْوَافِرِ

قَرَّرَتْ يِنيس مِيشيا (1870- 1938) وَهِي فِي الْحَادِيَةِ وَالْخَمْسين مِنْ عُمُرِهَا، دِرَاسَةَ عِلْمِ النَّبَاتِ، وَسَجَّلَتْ فِي السَّنَةِ الْأُولى بِالجَّامِعَةِ. وَسَافَرَتْ عَلى مَدَارِ أَيَّامِهَا الْمِهَنِيَّةِ الَّتي اسْتَمَرَّتْ 13 عَامًا، عَبْرَ أَمْرِيكا الْوسْطَى وَالجَّنُوبِيَّةِ، وَاكْتَشَفَتْ 500 نَوعًا جَدِيدًا مِنَ النَّبَاتَاتِ. وَهِي لَيْسَتْ الْوَحِيدَةُ فِي سَعْيِها هَذَا. فَالْبَاحِثُونَ يَكْتَشِفونَ مَا يَقْرُبُ مِنْ أَلْفَيِّ نَوعٍ جَديدٍ مِنَ النَّبَاتَاتِ كُلَّ عَامٍ.

فِي سِفْرِ التَّكْوينِ الْأَصْحَاحُ الْأَوَّلُ،…

اتِّبَاعُ الرَّبِّ (يَهْوَه)

فِي زِيَارَةٍ قُمْتُ بِها إِلى بَاريس قَبْلَ بِضْعِ سَنَواتٍ كَانَ لَدَيَّ بَعْضُ الْوَقْتِ لِلتَّجَوُّلِ بِمُفْرَدِي فِي الْمَدِينَةِ الشَّهِيرَةِ خِلالَ يَومِ رَاحَتِي قَبْلَ مُقَابَلَةِ صَدِيقَةٍ لِي لِتَنَاوُلِ الْعَشَاءِ. كَانَ كُلُّ شَيءٍ عَلى مَا يُرَامُ حَتَّى نَفَذَتْ بَطَّارِيَّةُ هَاتِفي. لَمْ تَكُنْ لَدَيَّ خَرِيطَةٌ، لِذَلِكَ لَمْ أَكُنْ مُتَأَكِّدَةٌ مِنَ الْمَكَانِ الَّذي كُنْتُ ذَاهِبَةً إِلَيهِ، لَكِنَّ فَتَاةَ الْمَدِينَةِ الَّتي بِدَاخِلي لَمْ تَذْعَرْ. وَاصَلْتُ الْمَسِيرَ…

ابْنُ اللهِ (الآبِ)

حَصَلَ أَخِي مُؤَخَّرًا عَلى سِجلَّاتِ الْخِدْمَةِ الْعَسْكَرِيَّةِ الَّتي كَانَتْ عِنْدَ وَالِدِنا مِنَ الْحَرْبِ الْعَالَمِيَّةِ الثَّانِيَةِ. وَعِنْدَمَا دَرَسَتُ صَفَحَاتِ السِّجِلَّاتِ لَمْ أَجِدْ فِيها شَيْئًا صَادِمًا أَو مُرَوِّعًا وَلَمْ أَجِدْ شَيئًا عَنْ هُوُيَّةِ وَالِدي. كَانَتْ مُجَرَّدَ سَرْدٍ لِلْوَقَائِعِ وَالْحَقَائِقِ وَبَعْضِ البَيَانَاتِ الَّتي كَانَ مِنَ الْمُمْتِعِ قِرَاءَتُها، لَكِنَّها فِي النِّهَايَةِ كَانَتْ مُخَيِّبَةً لِلْآمَالِ لِأَنَّنِي لَمْ أَشْعُرْ بِأَنَّني عَرَفْتُ أَيَّ شَيءٍ جَديدٍ عَنْ وَالِدي.

شُكْرًا…

مَعْرِفَةٌ مَجِيدَةٌ

تَحَمَّلَ عَالِمُ الَّلاهوتِ فِي الْعُصورِ الْوُسطى تُوما الْأَكْويني الْكَثيرَ مِنْ أَجْلِ تَكْريسِ نَفْسِهِ لِحَيَاةِ طَلَبِ اللهِ. حَبَسَتْهُ أُسْرَتُهُ مُدَّةَ عَامٍ فِي مُحَاوَلَةِ ثَنْيِهِ عَنِ الانْضِمَامِ إِلى الرَّهْبَنَةِ الدُّومِنيكِيَّةِ الَّتي تُكَرِّسُ لِحَيَاةِ الْبَسَاطَةِ وَالدِّرَاسَةِ وَالْوَعْظِ. وَبَعْدَمَا عَاشَ أَيَّامَهُ فِي دِرَاسَةِ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ وَالْخَلْيقةِ وَكِتَابَةِ مَا يَقْرُبُ مِنْ مَائَةِ مُجَلَّدٍ، أَصْبَحَتْ لَدَيهِ خِبْرَةٌ قَوِيَّةٌ بِاللهِ (الآبِ وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ) لِدَرَجَةِ أَنَّهُ كَتَبَ:…

ضَعْهَا أَمَامَ الرَّبِّ

أَمْضَى بِريان أَكْثَرَ مِنْ سَاعَةٍ مَعَ طَبيبٍ مُتَخَصِّصٍ فِي أَمْرَاضِ الْقَلْبِ، وَظَلَّ صَدِيقُهُ مُنْتَظِرًا فِي غُرْفَةِ الانْتِظَارِ يُصَلِّي مِنْ أَجْلِ حِكْمَةٍ وَشِفَاءٍ لِصَدِيقِهِ الْمَريضِ. وَعِنْدَمَا عَادَ بِريان أَخِيرًا إِلى غُرْفَةِ الانْتِظَارِ، أَخَذَ يُرِي صَدِيقَهُ كَمِّية الْأَوْرَاقِ الطِّبيَّة الَّتي تَلَقَّاهَا مِنَ الْمُسْتَشْفَى. وَنَاقَشَ مَعَهُ وَهُوَ يَنْشُرُ الْأَوْرَاقَ عَلى الطَّاوِلَةِ فِي غُرْفَةِ الانْتِظَارِ، الْخَيَارَاتِ الْمُخْتَلِفَةَ الَّتي جَرَى النَّظَرُ فِيها لِعِلاجِ حَالَتِهِ الْخَطِيرَةِ.…

يدٌ مُعَيَّنَةٌ

فِي أَوَائِلِ الْقَرْنِ الْعِشْرين، مَنَعَتْ الْقَوَانِين دَاكِنِّي اللَّونِ (السُّودَ) وَالْمُهَاجِرين فِي الْوِلاياتِ الْمُتَّحِدَةِ مِنْ اسْتِئْجَارٍ أَو شِرَاءِ عِقَارَاتٍ فِي كُورونادو بِوِلَايَةِ كَالِيفُورنيا. قَبْلَ إِقْرَارِ تِلْكَ الْقَوَانِينِ الْعُنْصُرِيَّةِ كَانَ رَجُلٌ دَاكِنُ اللَّونِ (أَسْوَدٌ) يُدْعَى جَسْ تُومسون (وُلِدَ فِي الْعُبُودِيَّةِ) قَدْ اشْتَرَى فِي وَقْتٍ سَابِقٍ أَرْضًا وَبَنَى مَنْزِلًا عَائِلِيًّا (يُقِيمُ فِيهِ وَيُؤَجِّرُ بَعْضَ غُرَفِهِ لِلْمُسْتَأْجِرين لِمُدَّةِ لَيْلَةٍ أَو أَكْثَر)، وَفِي عَام 1939…

لَا نَدَمَ

"لَا يُوجَدُ ذِكْرٌ لِلْأَشْيَاءِ الَّتي نَقْضِي حَيَاتَنا فِي السَّعْيِ وَرَائِها"، هَذَا مَا اكْتَشَفَتْهُ بُروني وَايِر مُمَرِّضَةُ رِعَايَةِ الْمَرْضَى الْمُحْتَضِرين الَّذين عَلى شَفَا الْمَوتِ وَلَا أَمَلَ فِي شِفَائِهم، خِلالَ وُجُودِهَا مَعَهُم. لَقَدْ طَرَحَتْ عَلى كُلٍّ مِنْهُم سُؤَالًا: "هَلْ كُنْتَ سَتَفْعَلُ أَيَّ شَيءٍ بِشَكْلٍ مُخْتَلِفٍ لَو كَانَ بِوِسْعِكَ الْقِيامُ بِهِ مَرَّةً أُخْرَى؟" أَظْهَرَتْ الْإِجَابَاتُ مَوَاضِيعًا مُشْتَرَكَةً، وَسَجَّلَتْ (برونِي) قَائِمَةً بِأَكْثَرِ خَمْسَةِ أَشْيَاءٍ…