اخْتِيَارٌ جَرِيءٌ
اتَّخَذَ فْرَانْكُو زِيفيرلي قَرَارًا جَرِيئًا بَيْنَمَا كَانَ يَسْتَعِدُّ لِتَصْوِيرِ فِيلْمِهِ عَنْ مَسْرَحِيَّةِ شِكِسْبير رُومْيو وَجُولْيت الَّذي نَالَ اسْتِحْسَانًا نَقْدِيًا. حَيْثُ اخْتَارَ مُمَثِّلِينَ غَيرِ مَعْروفِين لِأَدَاءِ الشَّخْصِيَّتَينِ الرَّئِيسِيَّتَينِ، وَأَصَرَّ عَلى أَنْ يَكُونَ عُمْرَهُمَا قَريبٌ مِنْ عُمْرِ الشَّخْصِيَّتَينِ اللَّتَينِ كَتَبَهُمَا شِكْسبِير. اخْتَارَ زِيفيرلِي، لِيونَارد وَايِتِينج الْبَالِغَ مِنَ الْعُمْرِ 17 عَامًا لِأَدَاءِ دَورِ رُومْيو، وَأُولِيفِيا هَاسِي الَّتي تَبْلُغُ 16 عَامًا لِأَدَاءِ دَورِ جُولْيت.…
مَخَاوِفٌ وَهْمِيَّةٌٌ (لَا أَسَاسَ لَهَا)
حَفَظَتْ جُولْيَا رِسَالَةَ زَوْجِها النَّصِيَّةَ الَّتي تَقُولُ: "أُحِبُّكِ، وَلَنْ أَتْرُكَكِ أَبَدًا"، لِتَقْرَأَهَا عِنْدَمَا تَكُونُ خَائِفَةً. فَقَدْ خَلَّفَتْ طُفُولَتُها الْمُضَّطرِبَةُ خَوفًا لَديها مِنْ هِجْرَانِ أَحِبَّائِهَا لَهَا، فَكَانَتْ تَطْلُبُ فِي مَرَّاتٍ كَثِيرَةٍ تَأْكِيدًا وَتَطْمِينًا مِنْ زَوجِها، وَتَنْتَظِرُ عَوْدَتَهُ مِنَ الْعَمَلِ بِفَارِغِ الصَّبْرِ.
سَاعَدَتْ الصَّلَاةُ وَالْمَشُورَةُ جُولْيَا عَلَى التَّعَامُلِ مَعَ خَوفِها بِطُرُقٍ صِحِّيَّةٍ أَكْثَر. تَقُولُ: "أَنَا أَنْظُرُ إِلى خَوفِي فِي ضَوءِ وُعُودِ زَوجِي…
أَرسْطُو (أَرَسْتُوتَايِس) عَلى الْمَائِدَةِ
قَالَ أَرسطو (أَرستوتَايس) إِنَّهُ لَا يُمْكِنُ لِأَحَّدٍ أَنْ يَكُونَ صَدِيقًًا مَعَ إِلَهِ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّ الصَّدَاقَةَ تَتَطَلَّبُ التَّساوِيَ بَيْنَ الطَّرَفَينِ (أَي أَنْ يَكُونَا فِي نَفْسِ الْمُسْتَوى، التَّكَافُؤَ)، وَمَنْ هُوَ ذَاكَ الْإِلَهُ الَّذي يَتَنَازَلُ لِيَكُونَ مُسَاوٍ لِبَشَرٍ وَضِيعِين (حُقَرَاء)؟
أَتَسَاءلُ مَاذا كَانَ سَيَفْعَلُ أَرسطو (أَرستوتَايس) لَو كَانَ حَاضِرًا فِي الْعَشَاءِ الْأَخِيرِ! (مَتَّى 26: 26- 35). لِأَنَّهُ هُنَاكَ قَالَ الرَّبُّ يَسوع (يَهْوَشُوع ابْنُ…
الاهْتِمَامُ بِالْمَقْهُورِين
وَجَدَتْ جُوزفِين بِتْلِرْ وَهِيَ زَوجَةُ قَسٍّ بَارِزٍ، نَفْسَهَا تَنْشَطُ فِي مَجَالِ الدِّفَاعِ عَنْ حُقُوقِ النِّسَاءِ الْمُتَّهَمَاتِ (ظُلْمًا فِي الْكَثيرِ مِنَ الْأَحْيَانِ) بِأَنَّهُنَّ سَيِّدَاتُ لَيلٍ، وَالَّلاتِي يُنْظَرُ إِلَيْهِنَّ فِي الْمُجْتَمَعِ عَلى أَنَّهُنَّ غَيرُ مُرْغُوبٍ بِهُنَّ (وَمَرْفُوضَاتٍ). وَحَارَبَتْ وَهِي مَدْفُوعَةٌ بِإِيمَانِها الْعَميقِ فِي اللهِ (الْآبِ وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ)، ضِدَّ قَوَانِين الْأَمْرَاضِ المُعْدِيَةِ الْبَرِيطَانِيَّةِ فِي سِتِّينَاتِ الْقَرْنِ التَّاسِعِ عَشَرَ الَّتي أَخْضَعَتْ النِّسَاءَ لِفُحُوصَاتٍ…
السَّيْرُ فِي نُورِ الْمَسيحِ
بَدَتْ غُرْفَةُ تِيم فِي الْفُنْدُقِ شَدِيدَةَ الظَّلامِ لَيْلًا. مَاذَا لَو نَهَضَ فِي اللَّيلِ وَانْزَلَقَ وَسَقَطَ لِأَنَّهُ لَا يُمْكِنُهُ الرُّؤْيَةُ (بِسَبَبِ شِدَّةِ الظَّلامِ)؟ لَكِنْ عِنْدَمَا نَهَضَ تَفَاجَأَ بِضَوءٍ سَاطِعٍ يَنْبَعِثُ مِنْ تَحْتِ الْفِرَاشِ وَيُنيرُ الطَّريقَ أَمَامَهُ. ِجِهَازُ اسْتِشْعَارٍ أضَاءَ النُورَ. لَا يَعْمَلُ هَذا النَّورُ إِلَّا إِذا نَهَضَ مِنَ الْفِرَاشِ وَبَدَأَ فِي السَّيرِ.
يَقُولُ الْكِتَابُ الْمُقَدَّسُ إِنَّهُ عَلَيْنَا السَّيِّرُ بِإِرَادَتِنا (وَاخْتِيَارِنا) فِي…
مَحَبَّةُ أَقْرِبَائِنَا وَجِيرَانِنَا
بَعْدَ هُبُوبِ عَاصِفَةٍ رَعْدِيَّةٍ عَلى مَدِينَتِنَا فِي أَوَاخِرِ الصَّيفِ، كَانَ عَلَيْنَا التَّعَامُلُ مَعَ الْأَضْرَارِ الَّتي تَسَببَت فِيهَا الْأَشْجَارِ لِمَنزِلِنا؛ بِالْإِضَافَةِ إِلى تَنْظِيفٍ شَامِلٍ لِفَنَائِنَا مِنَ الْأَوْرَاقِ وَالْأَغْصَانِ الْمُتَنَاثِرَةِ. حَاوَلْتُ وَأَنَا أَعْمَلُ فِي الْيَومِ التَّالِي لِلتَّعَامُلِ مَعَ الْأَضْرَارِ وَبَقَايَا الْأَشْجَارِ التَّخْفِيفَ عَنْ نَفْسِي بِالْفُكَاهَةِ قَائِلًا وَمُكَرِّرًا: "لَيسَ لَدَيْنَا أَيُّ أَشْجَارٍ!" إِنَّ هَذا صَحِيحٌ. فَلَيسَ لَدَينا سِوى ثَلاثَة أَشْجَارِ صُنُوبَر صَغِيرَةٍ يَبْلُغُ…
لَسْتَ بِمُفْرَدِكَ أَبَدًا
عَلى مَدَارِ السِّنِينِ، شَجَّعْتُ وَصَلَّيْتُ مِنْ أَجْلِ الْعَديدِ مِنَ الْأَشْخَاصِ الَّذينَ يُصَارِعُونَ مَعَ الْوَحْدَةِ لِأَسْبَابٍ مُتَنَوِّعَةٍ، مِنْهُم نُزَلَاءُ دَارِ مُسِنِّين لَا يَقُومُ أَفْرَادُ عَائِلَتِهم بِزِيَارَتِهم، وَأَرْمَلَةٌ تَقْضِي أَيَّامَهَا خَارِجَ الْمَنْزِلِ كَيْلَا تَكُونَ بِمُفْرَدِهَا فِي بَيْتِها الْخَاوِي (مِنَ الْبَشَرِ)، وَقَادَةُ خَدَمَاتٍ لَيسَ لَدَيهم مَنْ يَثِقُوا بِهِ، وَمُشَرَّدُونَ يَشْعُرُونَ بِالتَّجَاهُلِ وَالْوَحْدَةِ.
يُمْكِنُ لِلشُّعورِ بِالْوَحْدَةِ أَنْ يُصِيبَ أَيَّ شَخْصٍ فِي أَيِّ وَقْتٍ. أَطْلَقَ…
أَمِينٌ لِلْأَبَدِ
حَرِيقُ بِيشْتِيجو فِي شَمَالِ شَرْقِ وِيْسكونسن كَانَ أَشَدَّ الْحَرَائِقِ فَتْكًا فِي تَارِيخِ الْوِلايَاتِ الْمُتَّحِدَةِ (حَتَّى الْآن). حَدَثَ الْحَريقُ فِي نَفْسِ لَيْلَةِ حَرِيقِ شِيكَاجُو الشَّهِيرِ (8 أُكْتُوبَر 1871) إِلَّا أَنَّهُ أَوْدَى بِحَيَاةِ الْمِئَاتِ أَكْثَرَ مِنْ (حَريقِ شِيكَاجُو). الْتَهَمَتْ النِّيرانُ، الَّتي كَانَتْ سَرِيعَةَ النُّمُوِّ بِسَبَبِ تَْأجِيجِ الرِّيَاحِ لها، مَدِينَةَ بِيشتيجو الْمُتَمَيِّزَةَ بِمَبَانِيها الخَشَبِيَّةِ وَبِكَونِها جُزْءًا مِنْ صِنَاعَةِ الْأَخْشَابِ، فِي غُضُونِ سَاعَةٍ (وَاحِدَةٍ).…
سَلامٌ فِي التَّرْكِ
عَبَسَتْ كَايْلا وَهِي تَضَعُ قُصَاصَةَ وَرَقٍ أُخْرَىَ فِي صَنْدُوقٍ مُكْتَظٍّ بِالْأَغْرَاضِ كُتِبَ عَلى جَوَانِبِهِ الْأَرْبَعَةِ "اعْطِهِ للهِ". تَنَهَّدْتْ بِعُمْقٍ وَهِي تَتَصَفَّحُ الصَّلَواتِ وَالطَّلَبَاتِ السَّابِقَةِ الَّتي وَضَعَتْهَا مِنْ قَبْل فِي الصُّنْدُوقِ. قَالَتْ لِصَدِيقَتِها شَانْتِيل: "أَنا أَقْرَأُهَا (الْقُصَاصَاتِ) بِصَوْتٍ عَالٍ كُلَّ يَومٍ تَقْرِيبًا. كَيفَ أَتَأَكَّدُ مِنْ أَنَّ اللهَ (الْآبَ وَالابْنَ وَالرُّوحَ الْقُدُسَ) يَسْمَعُني؟" نَاوَلَتْ شَانْتِيل كِتَابَها الْمُقَدَّسَ إِلى كَايْلَا، وَقَالَتْ: "ثِقِي بِأَنَّ…
عَائِلَةُ اللهِ (الْآبِ)
عَامَ 1863، كَانَ إِدْوين وَاقِفًا عَلى رَصِيفِ (قِطَارِ) سِكَّةِ الْحَديدِ فِي مَدِينَةِ جِيرسي. حِينَ رَأَى شَابًا تَدْفَعُهُ حُشُودٌ مِنَ النَّاسِ نَحْوَ إِحْدَى عَرَباتِ الْقِطَارِ. فَجْأَةً سَقَطَ الشَّابُّ فِي مَكَانٍ شَديدِ الْخُطُورَةِ بَينَ الْقِطَارِ وَالرَّصِيفِ. بَدَأَ الْقِطَارُ يَتَحَرَّكُ، فَمَدَّ إِدوين يَدَهُ إِلى الْأَسْفَلِ وَسَحَبَ الشَّابَّ فِي اللَّحْظَةِ الْأَخِيرَةِ (وَأَخْرَجَهُ) إِلى بَرِّ الْأَمَانِ.
كَانَ الرَّجُلُ الشَّابُّ الَّذي تَمَّ إِنْقَاذُهُ هُوَ رُوبرت تُود…