كتُابنا

شاهد الكل

Articles by daydaynaw

شَجَاعَة ٌ لِلوقوفِ مِنْ أَجْلِ يَسوع

عَامَ 155 بَعْدَ المِيلادِ، تَعَرَّضَ أَحَّدُ آباءِ الكَنِيسَةِ الأُولى بُوليكاربوس لِلتَّهديدِ بِالمَوتِ حَرْقًا بِسَبَبِ إِيمانِهِ بِالمَسيحِ. أَجَابَ قَائِلًا: "أَنا خَادِمُهُ مِنْذُ سِتَّةٍ وَثَمانين عَامًا وَلَمْ يُؤْذِني (أَوْ يَجْرَحَنِي أَو يَفْعَلَ أَيَّ شَيءٍ خَاطِئٍ تِجَاهِي أَو أَرَى مِنْهُ شَيِئًا رَدِيئًا). فَكَيفَ (أُجَدِّفُ أَو) أَنْكُرُ مَلِكِي الَّذي خَلَّصَني (وَأَنْقَذَنِي)؟" يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ إِجَابَةُ بُولِيكاربوس إِلْهامًا لَنا عِنْدَمَا نُوَاجِهُ تَجْرُبَةً (أَو اضِّطَهادًا) قَاسِيًا…

فِي مُتَنَاوَلِ يَدِ اللهِ

دَخَلَتُ إِلى سِجْنِ المُقَاطَعَةِ بَعْدَ أَنْ قَامَ ضَابِطٌ بِتَفْتِيشِي وَالتَّوقِيعَ عَلى سِجِلِّ الزُّوَّارِ، جَلَسَتُ فِي الرُّدْهَةِ المُزْدَحِمَةِ، صَلَّيتُ بِصَمْتٍ وَأَنَا أُشَاهِدُ البَالِغونَ يَتَنَهَّدُونَ وَيَتَمَلْمَلونَ بِقَلَقٍ بَينَما يَشْتَكي الأَطْفَالُ الصِّغارِ مِنَ الانْتِظَارِ. بَعْدَ أَكْثَرِ مِنْ سَاعَةٍ نَادَى الحَارِسُ عَلى قَائِمَةٍ مِنَ الأَسْمَاءِ وَمِنْ بَيْنِها اسْمي. وَقَادَ مَجْموعَتي إِلى غُرْفَةٍ وَوَجَّهَنا إِلى المَقَاعِدِ المُخَصَّصَةِ لَنا. عِنْدَما جَلَسَ ابْنُ زَوجي عَلى المَقْعَدِ فِي…

تَوحِيدُ الأُمَمِ

تَشْتَرِكُ الولاياتُ المُتَّحِدَةُ وَكَنَدَا فِي أَطْوَلِ حُدودٍ دَوْلِيَّةٍ بِالعَالَمِ، بِطُولِ 5525 مِيل (8891 كم تقريبًا) عَلى الأَرْضِ وَالمِياهِ. يَقَطَّعُ العُمَّالُ بِانْتِظَامٍ عَشْرَةَ أَقْدَامٍ مِنَ الأَشْجَارِ عَلى كُلٍّ مِنْ جَانِبَيٍّ الحُدودِ لِجَعْلِ الخَطِّ الحُدودِيِّ وَاضِحًا. يُطْلَقُ عَلى هَذا الشَّريطُ (الحُدودِيُّ) مِنَ الأَرْضِ الَّتي يَتِمًّ تَجْرِيدُها (مِنَ الأَشْجَارِ) "السلاش (الشَّقِّ أَو القَطْعِ)"، وَيَتَخَلَّلَهُ أَكْثَرُ مِنْ 8000 عَلامَةٍ حَجَرِيَّةٍ كَيما يَعْرِفُ الزَّائِرونَ دَائِمًا…

فِي يَدِ اللهِ

بَدَأَتْ حَقْبَةٌ جَدِيدَةٌ فِي حَياةِ ابْنَتِي عِنْدَمَا بَلَغَتْ الثَّامِنَةَ عَشَرَ مِنْ عُمُرِهَا، فَأَصْبحتْ مِنَ الوِجْهةِ القَانُونِيَّةِ بَالِغَةً وَلَدَيْهَا الحَقُّ فِي التَّصْوِيتِ وَدُخُولِ الحَياةِ العَمَلِيَّةِ (بِالحُصولِ عَلى عَمَلٍ أَو وَظِيفَةٍ) بَعْدَ التَّخَرُّجِ مِنَ المَدْرَسَةِ الثَّانَوِيَّةِ. جَعَلَني ذَلِكَ أَشْعُرُ بِأَنَّني بِحَاجَةٍ مُلِحَّةٍ، فَقَدْ بَقِيَ لَدَيَّ القَليلُ مِنَ الوَقْتِ الثَّمينِ مَعَها وَهِي فِي بَيتي لِأَنْقُلَ إِلَيها الحِكْمَةَ الَّتي سَتَحْتَاجُها لِمُواجَهَةِ العَالَمِ بِنَفْسِها: كَيفَ…

حِزْنٌ وَفَرَحٌ

سُحِقَتْ عَائِلَةُ أَنْجِيلَّا مِنْ شِدَّةِ الحُزْنِ عِنْدَما اخْتَبَرَتْ ثَلاثَ أَحْدَاثٍ مُؤَثِّرَةٍ فِي أَرْبَعَةِ أَسَابِيعٍ فَقَطْ. بَعْدَ وَفَاةِ ابْنِ أَخِيهم المُفَاجِئَةِ، اجْتَمَعَتْ أَنْجِيلَّا وَأُخْتَاهَا حَولَ مَائِدَةِ المَطْبَخِ لِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَلَمْ تَخْرُجْنَ إِلَّا لابْتِيَاعِ جَرَّةٍ (لِحِفْظِ رَمَادِ المُتَوَفِّي) وَشِرَاءِ وَجَبَاتٍ سَرِيعَةٍ وَحُضورِ الجَّنَازَةِ. وَفِيما هُنَّ يَبْكِينَ عَلى المُتَوَفِّي، فَرِحْنَ أَيْضًا بِصُورِ المَوجَاتِ الصَّوتِيَّةِ لِلحَياةِ الجَّديدَةِ الَّتي تَنْمو دَاخِلَ (رَحِمِ) أُخْتِهنَّ الصَّغِيرَةِ.

فِي…

اللهُ الَّذي يَسْتَعِيدُ

فِي 4 نُوفَمْبِر 1966، اجْتَاحَ فَيَضَانٌ كَارِثِيٌّ فُلورنسا بِإِيطَالِيا، مِمَّا أَدَّىَ إِلى غَمْرِ العَمَلِ الفَنِّيِّ الشَّهيرِ لِجورجيو فَارساي "العَشاءُ الَأخير"ُ تَحْتَ بِرْكَةٍ مِنَ الطِّينِ وَالمَاءِ وَزَيتِ التَّدْفِئَةِ لِأَكْثَرِ مِنْ اثْنَتَيِّ عَشَرَ سَاعَةٍ. اعْتَقَدَ الكَثيرونَ بِأَنَّ الَّلوحَةَ لَمْ تَعُدْ قَابِلَةً لِلإِصْلاحِ وَذَلِكَ لِأَنَّ طِلاءَ (أَلوان) الَّلوحَةِ قَدْ أَصْبَحَ طَرِيًّا وَتَلُفُ إِطَارُها الخَشَبِيَّ بِشَكْلٍ كَبيرٍ. لَكِنْ بَعْدَ جُهْدٍ شَاقٍّ فِي التَّرْمِيمِ لِمُدَّةِ خَمْسينَ…

رَجَاءٌ ثَابِتٌ

قَالَتْ أُخْتِي الَّتي كَانَتْ فِي السَّابِعَةِ مِنْ عُمُرِها: "أَعْلَمُ بِأَنَّ وَالدي سَيَعُودُ إِلى البَيتِ لِأَنَّهُ أَرْسَلِ لِي زُهورًا" وَذَلِكَ عِنْدَمَا كَانَ وَالِدُنا مَفقودًا فِي إِحْدَى المَعَارِكِ وَقْتَ الحَرْبِ. قَبْلَ أَنْ يُغَادِرَ وَالِدَنا وَيَذْهَبْ إِلى مَهَمَّتِهِ، طَلَبَ إِرْسَالَ زُهورٍ لِأُخْتِي فِي عِيدِ مِيلادِها، وَوَصَلَتْ عِنْدَما كَانَ مَفْقُودًا. لَكِنَّ أُخْتِي كَانَتْ عَلى حَقٍّ فَقَدْ عَادَ وَالِدُنا إِلى البَيتِ بَعْدَ قِتَالٍ مُرَوِّعٍ. وَلَا…

مَا الَّذي يُمْكِنُ أَنْ يَفْعَلَهُ الرُّوحُ فَقَطْ

أَثْنَاءَ مُنَاقَشَةِ كِتَابٍ عَنِ الرُّوحِ القُدُسِ كَتَبَهُ العَالِمُ الَّلاهوتِيُّ الأَلْمَانِيُّ يُورجن مُولتمان الَّذي يَبْلُغُ من العُمْرِ أَرْبَعَةً وَتِسعينَ عَامًا، سَأَلَهُ أَحَّدُ المُحَاوِرين: "كَيفَ تُنَشِّطُ الرُّوحَ القُدُسَ لَديكْ؟ هَلْ يُمكِنُكَ تَنَاولُ قُرْصِ دَواءٍ؟ هَل تَقُومُ شَرِكَاتُ الدَّواءِ (بِتَوريد الرُّوحِ)؟" رَفَعَ مُولْتمان حَاجِبَيهِ الكَثِيفينِ، وَهَزَّ رَأْسَهُ وَابْتَسَمَ وَأَجَابَ بِالإِنْجليزِيَّةِ: "مَا الَّذي يُمْكِنُني فَعْلُه؟ لَا تَفْعَلْ أَيَّ شَيءٍ. انْتَظِرْ الرُّوحَ وَسَوفَ يَأْتِي".

سَلَّطَ…

صَغِيرَةٌ لَكِنْ عَظِيمَةٌ

هَل سَأَصلُ وَأَشْتَركُ فِي الُأولمبياتِ؟ شَعَرَتْ بِأَنَّ سُرْعَتِها كَانَتْ بَطِيئَةً جِدًّا. لَكِنْ عِنْدَما دَرَسَ أُسْتَاذُ الرِّيَاضِيَّاتِ كِين أُونو تِقَنِيَّاتِ سِبَاحَتِها، رَأَى كَيفَ يُمْكِنُهُ (مُسَاعَدَتَها) عَلى تَقْلِيلِ رَقَمِها القِيَاسِيِّ بِسِتٍّ ثَوانٍ كَامِلَةٍ.  تُمَثِّلُ تِلْكَ الثَّوانِي اخْتِلَافًا جَوهَرِيًّا فِي هَذا المُسْتَوى مِنَ المُنَافَسَةِ. عِنْدَما قَامَ بِتَرْكِيبِ أَجْهِزَةِ اسْتِشْعَارٍ عَلى ظَهْرِ السَّبَّاحَةِ لَمْ يَجِدْ أَو يُمَيِّزْ تَغْييراتٍ رَئِيسِيَّةٍ يَجِبُ إِجْرَاؤها لِتَحْسِينِ رَقَمِها القِيَاسِيِّ،…

يَسوعُ هُوَ الإِجَابَةُ

تَحْكي إِحْدَى القِصَصِ عَنْ أَنَّ سَائِق أَينشتاين قَالَ لَهُ بَعْدما تَوَقَّفَ مَرَّةً أُخرى فِي جَولَةٍ يُلْقِي فِيها أَينشتاين مُحَاضَرَتَهُ، إِنَّه سَمِعَ مَا يَكفي لِدَرَجَةِ أَنَّهُ يَستطيعُ إِلْقَاءَ المُحَاضَرَةِ بِنَفْسِهِ. فَاقْتَرَحَ أَينشتاين أَنْ يَتَبَادَلا مَكَانَيهما فِي الكُلِّيَّةِ التَّالِيَةِ الَّتي لَمْ يَرَ أَحَّدٌ فِيها صُورَتَهُ. وَافَقَ السَّائِقُ وَأَلْقَى مُحَاضَرَةً رَائِعَةً. ثُمَّ جَاءَتْ فَتْرَةُ الأَسْئِلَةِ وَالأَجْوِبَةِ. رَدَّ السَّائِقُ عَلى سَائِلٍ عُدْوَانِيٍّ قَائِلًا: "يُمْكِنني…