كتُابنا

شاهد الكل

Articles by daydaynaw

غُرْفَةُ التَّحَدُّثِ

ابْتَكَرَ إِقْلِيمُ شَمَالِ إِسْبَانِيا طَرِيقَةً جَمِيلَةً لِلتَّعْبيرِ عَنِ الشَّراكَةِ وَالصَّدَاقَةِ. بَعْدَ كُلِّ حَصَادٍ يَجْلِسُ المُزارِعونَ فِي غُرَفٍ مَبْنِيَّةٍ فوق الكُهوفِ المَصْنُوعَةِ يَدوِيًّا وَيقُومونَ بِجَرْدِ طَعَامَهم المُتَنَوِّع. وَبِمُرُورِ الوَقْتِ أَصْبَحَتْ هَذِهِ الغُرْفَ مَعْروفَةً بِاسمِ "غُرْفَةِ المُحَادَثَةِ" أَو مَكانِ الشَّرِكَةِ، حَيثُ يَجْلِسُ الأَصْدِقَاءُ وَالعَائِلاتُ مَعًا لِلمُشَارَكَةِ بِقِصَصِهم وَأَسْرَارِهم وَأَحْلَامِهم. فَإِذا كُنْتَ بِحَاجَةٍ لِرِفْقَةٍ حَميمَةٍ مِنَ الأَصَدْقِاءَـ سَتَذْهَبُ إِلى غُرْفَةِ المُحَادَثَةِ.

لَو كَانَ…

رِيبووتُ النِّعْمَةِ

عَلى مَدَى العُقُودِ العَديدَةِ المَاضِيَةِ، دَخَلَتْ كَلِمَةٌ جَديدَةٌ إِلى مُفْرَدَاتِ أَفْلامِنا: رِيبووت (إِعَادَةُ التَّشْغِيلِ). تَعْنِي كَلِمَةُ رِيبووت فِي لُغَةِ السِّينما إِعَادَةُ إِنْتَاجِ قِصَّةٍ قَديمَةٍ وَتَنْشِيطُها وَإِحْيَاؤها مِنْ جَديدٍ. بَعْضُها يَكُونُ مِنْ خِلالِ إِعَادَةِ سَرْدِ قِصَّةٍ مَأْلُوفَةٍ، مِثلِ قِصَّةٍ خَارِقَةٍ أَو خَيَالِيَّةٍ وَالبَعْضُ الآخَرُ يَكونُ مِنْ خِلالِ أَخْذِ قِصَصٍ غَيرِ مَشْهورَةٍ وَإِعَادَةِ سَرْدِها وَإِنْتَاجِها بِشَكْلٍ جَديدٍ. لَكِنَّ كُلَّ حَالَةِ رِيبووت هِي…

تَمْييزُ صَوتِ اللهِ

بَعْدَ سَنَواتٍ مِنَ البَحْثِ عَرَفَ العُلماءُ أَنَّ لِلذَّئَابِ أَصواتٍ مُمَيزةٍ تُسَاعِدُها عَلى التَّواصُلِ مَعِ بَعْضِها البَعْضِ. أَدْرَكَ أَحَدُّ العُلَمَاءِ بِواسِطَةِ طَريقَةٍ مُحَدَّدَةٍ لِتَحْلِيلِ الصَّوتِ، أَنَّ ارْتِفَاعَاتِ وَنَغَمَاتِ عِواءِ الذِّئَابِ تُمَكِّنُها مِنَ التَّعَرُّفِ عَلى ذِئَابٍ مُعَيَّنَةٍ بِدِقَّةٍ تَبْلُغُ 100%.

يُقَدِّمُ الكِتَابُ المُقَدَّسُ أَمْثِلَةً عَديدَةً عَلى تَمْييزِ اللهِ لِأَصواتِ مَخْلُوقَاتِهِ المَحْبوبَةِ المُمَيَّزَةِ. دَعَا اللهُ مُوسى بِاسْمِهِ وَتَكَلَّمَ إِلَيهِ مُبَاشَرَةً (الخُروجُ 3: 4-…

لِمَاذا القِيامُ بِهَذا؟

عِنْدَما كُنْتُ أُسَاعِدُ حَفيدي الَّذي يَدْرُسُ فِي الصَّفِ السَّادِسِ، فِي أَدَاءِ بَعْضِ الفُروضِ المَدْرَسِيَّةِ فِي مَادَّةِ الجَّبرِ، حَكَىَ لِي عَنْ حِلْمِهِ بِأَنْ يُصْبِحَ مُهَنْدِسًا. بَعْدَما عُدْنا ثَانِيَةً لِمَعْرِفَةِ مَا يَجِبُ القِيَامُ بِهِ بِعَلامَاتِ x وَy فِي فُروضِهِ المَدْرَسِيَّةِ، قَال: "مَتَى سَأَسْتِخْدِمُ هَذِهِ العَلامَاتِ؟"

لَمْ يَسَعَنِي إِلَّا الابْتِسَامَ، وَقُلتُ: "حَسنًا، لُوجان هَذِهِ هِي العَلاماتِ الَّتي سَتَسْتَخْدِمُها إِذا أَصْبَحْتَ مُهَنْدِسًا!" لَمْ يَكن…

إِذْنٌ لِلاسْتِرَاحَةِ

جَلَسْتُ أَنَا وَصَديقَتي سُوزي فَوقَ صُخُورِ الشَّاطِئِ، نُشَاهِدُ زَبَدَ البَحْرِ وَالرَّزَازَ المُتَطَايِرَ مِنْ عَلى الأَمْواجِ المُنْحَنِيَةِ. قَالَتْ سُوزي وَهِي تَنْظُرُ إِلى المَوجَاتِ القَادِمَةِ الَّتي تَتَلَاحَقُ وَتَنْكَسِرُ عَلى الصَّخْرِ وَاحِدَةً تِلوَ الأُخْرى: "أُحِبُّ المُحِيطَ. لِأَنَّهُ يَسْتَمِرُّ فِي التَّحَرُّكِ لِذَلِكَ أَنا لَسْتُ مُضَّطرَّةً (لِأَنْ أَتَحَرَّكَ)!"

أَلَيسَ مِنَ المُثِيرِ لِلاهْتِمَامِ كَيفَ يَشْعُرُ البَعْضُ مِنَّا بِأَنَّهُ بِحَاجَةٍ إِلى إِذْنٍ لِلتَّوَقُفِ عَنْ عَمَلِهِ لِيَسْتَريحَ؟ إِنَّ…

تَجْدِيدٌ رُوحِيٌّ

اسْتَخْدَمَ الطِّبُّ الصِّينِيُّ مَسحوقَ الُّلؤلُؤِ لِتَقْشِيرِ البَشَرَةِ لِآلافِ السِّنين، وَذَلِكَ بِاسْتِخْدَامِ الُّلؤلُؤِ المَطْحُونِ لِإِزَالَةِ الخَلايا المَيِّتَةِ مِنْ عَلى سَطْحِ الجِّلدِ. فِي رُومَانيا أَصْبَحَ الطِّينُ العِلاجِيُّ المُجَدِّدُ لِلبَشَرَةِ مَرْغُوبًا بِهِ عَلى نِطَاقٍ وَاسِعٍ وَالَّذي يُزْعَمُ بِأَنَّهُ يَجْعَلُ البَشَرَةَ نَضِرَةً وَمُتَوَرِّدَةً. فِي جَميعِ أَنْحَاءِ العَالَمِ يَسْتَخْدِمُ البَشَرُ مَوادَ العِنَايَةِ بِالجِسمِ وَالَّتي يَعْتَقِدُونَ بِأَنَّها سَتُجَدِّدُ حَتَّى أَضْعَفَ أَنْواعِ البَشَرَةِ.

مَعَ ذَلِكَ، فَإِنَّ الأَدَواتِ…

العُثورُ عَلى الرِّضَا

رَدَّ طَبيبٌ نَفْسِيٌّ فِي عَمودٍ لِلنَّصَائِحِ الطِّبِّيَّةِ (بِإِحْدَى الجَّرَائِدِ)، عَلى قَارِئَةٍ تُدْعى بِريندا، كَانَتْ تَرْثِي نَفْسَها لِأَنَّ مَسَاعِيها الطَّموحَةَ جَعَلَتْها تَشْعُرُ بِعَدَمِ الرِّضَا (لِعَدَمِ تَحْقِيقِها). كَانَتْ كَلْمَاتُ الطَّبيبِ فَظَّةً. قَالَ، البَشَرُ غَيرُ مُصمَمين لِيَكونوا سُعَدَاء: "بَلْ لِيَعِيشوا فَقَطْ وَيَتَكَاثَروا". نَحْنُ تَحْتَ لَعْنَةِ مُطَارَدَةِ الإِحْسَاسِ بالرِّضَا المُرَاوِغِ وَلَنْ نَحْصُلَ عَلَيهِ دَائِمًا.

أَتَسَاءَلُ عَنْ شُعُورِ بِريندا وَهِي تَقْرَأُ كَلِمَاتِ الطَّبيبِ النَّفْسِيِّ الخَاطِئَةِ…

الأَخُ شَاوُلُ

عِنْدَمَا كُنْتُ مُرَاهِقًا كَانَتْ صَلاتي قَبْلَ البَدْءِ فِي العَامِ الدِّراسِيِّ كَطَالِبِ تَبَادُلٍ أَجْنَبِيٍّ: "أُصَلِّي يَا رَبُّ أَنْ تُرْسِلَني إِلى أَيِّ مَكَانٍ عَدَا ذَلِكَ". لَمْ أَكنْ أَعْرِفُ أَيْنَ سَأَذْهَبُ لَكِنِّي كُنْتُ أَعْرِفُ إِلى أَيْن لَا أُريدُ الذَّهَابَ. لَمْ أَكُنْ أَتَحَدَّثُ لُغَةَ ذَلِكَ البَلَد وَذِهْني كَانَ مَلِيئًا بِالأَحْكَامِ المُسْبَقَةِ ضِدَّ عَادَاتِهِ وَشَعْبِهِ. لِذَلِكَ طَلَبْتُ مِنَ اللهِ أَنْ يُرْسِلَني إِلى مَكانٍ آخِرٍ.

لَكِنَّ…

اقْتِلاعُ الخَطَايا

عَنْدَما لَاحَظْتُ بُرْعُمًا مِنْ نَوعِ سُور-أي يَنْمُو بِجَانِبِ خُرْطُومِ المِياهِ فِي الحَديقَةِ بِجِوارِ الشُّرْفَةِ، تَجَاهَلْتُه لِأَنَّهُ كَانَ يَبدو غَيرَ ضَارٍ، كَيفَ يُمْكِنُ لِعُشْبٍ صَغِيرٍ إِيذَاءُ حَدِيقَتِنا؟ لَكِنْ مَعَ مُرورِ الأَسَابِيعِ، نَمَا ذَلِكَ النَّبَات المُزْعِج وَأَصْبَحَ شُجَيرَةً صَغِيرَةً وَبَدَأَ بِالاسْتِيلاءِ عَلى حَدِيقَتِنا. أَخَذَتْ سِيقَانُهُ المُقَوَّسَةُ تَمْتَدُ عَلى جُزْءٍ مِنَ المَمَرِّ وَتَنْتَشِرُ فِي مَنَاطِقٍ أُخْرى. وَأَنا أَعْتَرِفُ بِوجُودها المُدمِرِ طَلَبْتُ مِنْ زَوجِي…

نَحْنُ لَسْنَا بِمُفْرَدِنا

كَتَبَ فِريدريك براون فِي قِصَّتِهِ المُثِيرَةِ القَصِيرَةِ "طَرْقٌ (نُوك)": "جَلَسَ آخِرُ رَجُلٍ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ وَحِيدًا فِي غُرْفَةٍ. فَسَمِعَ طَرْقًا عَلى البَابِ، أُوه مَنْ يَكُونُ هَذا، وَمَاذا يُريدُ؟ مَنْ هُوَ الكَائِنُ الغَامِضُ الَّذي أَتَى إِليهِ؟" لَمْ يَكُنْ الرَّجلُ وَحِيدًا، وَلَا نَحْنُ أَيْضًا.

سَمِعَتْ كَنِيسَةُ الّلاَوُدِكِيِّينَ طَرْقًا عَلى بَابِها (الرُّؤيا 3: 20). مَا هُوَ الكَائِنُ غَيرُ الطَّبيعِيِّ الَّذي أَتَى إِليهم؟ إِنَّ…