تَوَقُّعاتٌ عَظِيمَةٌ
فِي يَومٍ حَافِلٍ قَبْلَ عِيدِ المِيلادِ، دَخَلَتْ امْرَأَةٌ مُسِنَّةٌ إِلى مَكْتَبِ البَريدِ المُزْدَحِمِ فِي حَيِّنِا. حَيَّاهَا كَاتِبُ البَريدِ وَهُوَ يَرَاها تَقْتَرِبُ مِنْهُ بِبُطءٍ وَقَالَ لَها: "مَرْحَبًا أَيَّتُها السَّيِّدَةُ الشَّابَّةُ!" كَانَتْ كَلِمَاتُه وَدُودَةً لَكِنْ قَدْ يَقولُ البَعْضُ إِنَّ تَعبيرَ (الأَكْثَرِ شَبَابًا) قَدْ يَكونُ أَفْضَلَ مِنْ تَعْبيرِ (الشَّابَةِ).
يُلْهِمُنا الكِتَابُ المُقَدَّسُ بِرُؤيَةِ أَنَّهُ مِنَ المُمْكِنِ للتَّقَدُّمِ فِي العُمْرِ أَنْ يُحَفِّزَ رَجَاءَنَا. عِنْدَما…
اعْتِمَادٌ يَومِيٌّ
فِي صَبَاحِ أَحَّدِ الأَيَّامِ قَرَّرَ أَطْفَالُنا الصِّغَارُ الاسْتِيقَاظَ مُبَكِّرًا وَإِعْدَادَ طَعَامِ الإِفْطَارِ لِأَنْفُسِهم. كُنْتُ أَنا وَزَوجَتي نُحَاوِلُ النَّومَ حَتَّى السَّاعَةِ السَّابِعَةِ صَبَاحًا لِأَنَّنا كُنَّا مُتْعَبَين مِنْ أُسْبوعٍ شَاقٍّ. فِي صَباحِ ذَلِكَ السَّبْتِ سَمِعْتُ فَجْأَةً صَوتَ تَحَطُّمٍ عَالٍ! قَفَزْتُ مِنَ الفِرَاشِ وَهَرَعْتُ إِلى الطَّابِقِ السُّفْلِيِّ لِأَجِدَ وِعَاءً مُحَطَّمًا وَدَقيقَ الشُّوفَانِ يَكْسو الأَرْضَ، وَجُونَاس ابْنُنا الَّذي يَبْلُغُ مِن العُمْرِ خَمْسَ سَنَواتٍ يُحَاوِلُ…
عَمَلُ مَحَبَّةٍ
كَانَتْ الطَّبِيبَةُ رِيبيكا كَرَمبلر أَوَّلَ امْرَأَةٍ أَمْيركِيَّةٍ مِنْ أَصْلٍ أَفْرِيقِيٍّ تَحُوزُ عَلى إِجَازَةٍ فِي الطِّبِّ. وَمَعَ ذَلَكَ، تَتَذَكَّرُ أَنَّهُ تَمَّ تَجَاهُلُها وَالاسْتِخْفَافُ بِها وَاعْتِبَارُها لَيْسَتْ ذَاتَ أَهَمِّيَةٍ خِلالَ حَياتِها (1831- 95)، لَكِنَّها اسْتَمَرَّتْ مُكَرَّسَةً لِعِلاجِ المَرْضَى وَاتِمَامِ مُهَمِّتِها وَهَدَفِها. أَكَّدَتْ كَرَمبلر عَلى الرَّغْمِ مِنْ أَنْ بَعْضَ النَّاسِ قَدْ يَخْتَارونَ الحُكْمَ عَليها بِنَاءً عَلى عِرْقِها وَجِنْسِها إِلَّا أَنَّهُ كَانَ لَديها اسْتِعْدادٌ…
نُورُ عِيدِ المِيلادِ
بِحَسَبِ عَيِنَايَ بَدَتْ شَجَرَةُ عِيدِ المِيلادِ مُشْتَعِلَة بِالنَّارِ! لَيْسَ بِسَبَبِ سَلاسِلِ الأَنْوارِ الاصْطِنَاعِيَّةِ لَكِنْ بِسَبَبِ نَارٍ حَقِيقِيَّةٍ. دُعِيتْ أُسْرَتِي للاحْتِفَالِ حَسَبَ تَقَالِيدِ أَحَّدِ الأَصْدِقَاءِ بِالطَّريقَةِ الأَلْمَانِيَّةِ القَديمَةِ الَّتي تَتَضَمَّنُ تَقْدِيمَ حَلْوى تَقْلِيدِيَّةٍ لَذِيذَةٍ وَشَجَرَةٍ مَقْطُوعَةٍ حَدِيثًا مُضَاءَةٍ بِالشُّموعِ (تُضَاءُ الشَّجَرَةُ لِلَيلَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَط مِنْ أَجْلِ السَّلامَةِ).
بَينَما كُنْتُ أُشَاهِدُ الشَّجَرَةَ الَّتي تَبدو وَكَأَنَّها تَحْتَرِقُ، فَكَّرتُ فِي مُقَابَلَةِ مُوسى مَعَ اللهِ…
مَنْ أنتَ
عَامَ 2011، بَعْدَ عَقْدٍ مِنْ عَدَمِ الإِنْجَابِ، اخْتَرْتُ أَنا وَزَوْجَتي البَدْءَ مِنْ جَديدٍ فِي بَلَدٍ جَديدٍ. عَلى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ تِلْكَ الخُطوَةَ كَانَتْ مُثيرَةً إِلَّا أَنَّها تَطَلَّبَتْ مِنِّي تَرْكَ مِهْنَتي الإِذَاعِيَّةِ الَّتي افْتَقَدَها. طَلَبَتُ نَصِيحَةً مِن صَديقي لِيام. قُلْتُ لَه وَأَنا أَشْعُرُ بِالحُزْنِ: "لَمْ أَعدْ أَعْرِفُ دَعوتي بَعْد".
فَسَأَلَني: "هَل تَعْمَلُ بِالإِذَاعَةِ هُنا؟" قُلْتُ لَا.
فَسَأَلَ: "كَيفَ حَالُ عَلاقَتِكَ الزَّوجِيَّةِ؟"…
تَشْجِيعٌ مُتَبَادل
بَعْدَ أُسْبوعٍ آخَرٍ مِنَ الأَلَمِ بِسَبَبِ المَزيدِ مِنَ الانْتِكَاسَاتِ الصِّحِيَّةِ، اسْتَلْقَيتُ عَلى الأَرِيكَةِ، وَأَنَا لَا أَريدُ التَّفْكِيرَ فِي أَيِّ شَيءٍ أَو التَّحَدُّثَ مَعَ أَيِّ شَخْصٍ، وَلَمْ أَسْتَطِعْ حَتَّى الصَّلاةَ. أَثْقَلَني الشَّكُّ وَالإِحْبَاطُ فَفَتَحْتُ التِّلفَازَ وَبَدَأتُ أُشَاهِدُ إِعْلانًا تِجَارِيًّا يُظْهِرُ فَتَاةً صَغِيرَةً تَتَحَدَّثُ إِلى أَخِيها الأَصْغَرِ وَتَقولُ لَهُ: "أَنْتَ بَطَلٌ". فَابْتَسَمَ وَهِي تَسْتَمِرُّ فِي تَأْكِيدِهَا لَهُ وَابْتَسَمَتُ أَنا أَيضًا.
لَقَدْ صَارَعَ…
أَصواتُ تَحْذِيرٍ
هَلْ سَبَقَ لَكَ وَأَنْ وَاجَهْتَ أَفْعَى الجَّرَسِ عَنْ قُربٍ؟ لَو كَانَ ذَلِكَ قَدْ حَدَثَ لَكَ، فَرُبَّما لَاحَظْتَ بِأَنَّ صَوتَ الخَشْخَشَةِ يَزْدَادُ كُلَّما اقْتَرَبْتَ مِنها أَكْثَرَ. يَكْشِفُ بَحْثٌ فِي المَجَلَّةِ العِلْمِيَّةِ كَرَنتْ بَايولوجي (البَايولوجي الحَالِيِّ) أَنَّ الثَّعَابِينَ تَزيدُ مِنْ مُعَدَّلِ خَشْخَشَتِها كُلَّمَا اَقْتَرِبَ تَهْديدُ مِنْها. يَجْعَلُنا ذَلِكَ التَّرَدُّدُ العَالِي نَعْتَقِدُ بِأَنَّها أَقْرَبُ مِمَّا هِي عَلَيهِ فِعْلِيًّا. كَمَا قَالَ أَحَّدُ البَاحِثين: "سُوءُ…
وَجْبَةٌ سَاخِنَةٌ
تَلَقَّى مَا لَا يَقِلُّ عَنْ أَرْبَعَةٍ وَخَمْسينَ شَخْصًا وَجْبَةً سَاخِنَةً مِنَ الدَّجَاجِ المَشْوِيِّ وَالفَاصولياءِ الخَضْرَاءِ وَالمَعْكَرونَةِ السِّبَاجِيتي وَالخُبْزِ مِنْ امْرَأَةٍ تَحْتَفِلُ بِعِيدِ مِيلادِهَا الرَّابِعِ وَالخَمْسِين فِي يَومٍ بَارِدٍ مِنْ شَهْرِ أُكْتُوبَر. قَرَّرَتْ المَرْأَةُ وَأَصْدِقَاؤها التَّخَلِّيَ عَنْ عَشاءِ عِيدِ مِيلادِها المُعْتَادِ فِي أَحَّدِ المَطَاعِمِ، وَاخْتاروا بَدَلًا مِنْ ذَلِكَ طَهْيَ وَتَقْدِيمَ وَجَبَاتٍ للنَّاسِ فِي شَوارِعَ شِيكَاجو. وَشَجَّعَتْ الآخرين عَلى وَسَائِلِ التَّواصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ…
سِرْ مَعِي
قَبْلَ بِضْعِ سَنَواتٍ، ظَهَرَتْ أُغْنَيَةٌ غَنَّتْها جَوقَةٌ الإِنْجيلِ "يَسوعُ يَسيرُ مَعي" وَسَجَّلَتْ أُعْلَى مُعَدَّلاتِ الاسْتِمَاعِ. تَقْبَعُ خَلْفَ كَلِمَاتِ التَّرْنِيمَةِ قِصَّةٌ مُؤَثِّرَةٌ.
بَدَأَ عَازِفُ الجَّازِ كُورِتِيس لُوندي تَكْوينَ جَوْقَةِ التَّرْنِيم تِلْكَ، عِنْدَما دَخَل بَرْنَامَجًا عِلاجِيًّا للتَّخَلُّصِ مِنْ إِدْمَانِ الكُوكَايِين. وَفِيما هُو يَجْمَعُ زُمَلاءَهُ المُدْمِنينَ مَعًا وَجَدَ إِلْهَامًا فِي تَرْنِيمَةٍ قَدِيمَةٍ وَكَتَبَ هَذا القَرارَ كَتَرْنِيمَةِ رَجَاءٍ للَّذين فِي مَرْكَزِ إِعَادَةِ التَّأهِيلِ. قَالَ…
جَمِيلٌ جِدًّا
كًنْتُ صَغِيرَةً جِدًّا عِنْدَما نَظَرْتُ عَبَرَ نَافِذَةِ حَضَانَةِ مُسْتَشْفَى الوِلادَةِ وَرَأَيتُ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ طِفْلًا حَدِيثَ الوِلادَةِ. نَتِيجَةً لِجَهْلي فَزِعْتُ مِنْ رُؤيَةِ طِفْلٍ ضَئيلٍ بِجِلْدٍ مُتَجَعِّدٍ وَرَأْسٍ مَخْروطِيِّ بِلا شَعْرٍ. مَعَ ذَلِكَ كَانَتْ الأُمُّ وَاقِفَةً بِالقُرْبِ مِنْهُ وَلَا تَتَوَقَّفُ عَنْ سُؤالِ الآخرين "أَلَيسَ هو رَائِعٌ؟" تَذَكَّرْتُ تِلْكَ الَّلحْظَةِ عِنْدَما رَأَيتُ مَقْطَعَ فِيديو لِأَبٍ شَابٍّ يُغَنِّي بِحَنانِ لِطِفْلَتِهِ الرَّضِيعَةِ قَائِلًا: "أَنْتِ جَميلَةٌ…