المُعلِّمُ الأَعظمُ
وضعتْ ابنتي قَلَمَها الرَّصاص على المكتبِ بعُنفٍ وغضبٍ قائلةً: "أنا لا أَفهمُ هذا!" كانتْ تقومُ بحلٍّ واجبِ مادة الرياضيَّاتِ، وأنا كنتُ قد بدأتُ للتَّوِ مهمتي كأَمٍّ مُعلِّمَةٍ في البيتِ. كُنَّا في مأزقٍ، لأني لم أكن قادرة على تَذَكُّر ما كنت قد درستُه وتعلَّمتُه منذُ خمسةٍ وثلاثين عامًا عَنْ تحويلِ الكسورِ العشريَّةِ إلى كسورِ اعتياديَّةِ. لم أتمكَّنْ مِن تعليمِها شيئًا لا…
على مَائِدَةِ المَلِكِ
احضرتْ صديقتي إلى الطَّبيبِ البيطرِيِّ كَلبًا ضالًّا هجينًا صدمتهُ سيَّارةٌ. قالَ الطَّبيبُ البيطريُّ: "سيعيشُ لكن يجبُ بترُ رجلِهِ. هل أَنتِ صاحبتَهُ؟" قالتْ: "نعم أَنا الآنَ صاحِبَتُه". كانتْ العملِيَّةُ ستتكلَّفُ مبلغًا كبيرًا والجرو سيحتاجُ إلى عنايةٍ كبيرةٍ أثناءَ تعافيهِ. أعطى لُطفها لذلكَ الكلبِ مستقبلًا في بيتٍ مُحِبٍّ.
رأى مَفِيبُوشَثُ نفسَه كـ "كَلْبٍ مَيِّتٍ" لا يستحِقُّ المعروفَ )صموئيل الثاني 9: 8(. وكانَ…
مِن أَجلِ الآخرين
خلالَ تَفشيِّ مرضِ كوفيد 19، أَقامَ الكثيرُ مِن شَعبِ سنغافورة في منازلِهم تَجَنُّبًا للإصابَةِ بالمرضِ. لكنَّني واصلتُ السِّبَاحَةَ بسرورٍ مُعتقدًا بأَنَّها آمنةٌ.
إلَّا أنَّ زوجتي كانتْ تخشى من أَنْ أُصابَ بالعدوى في حمَّامِ السِّباحةِ العامِّ وأَنقُله إلى والدتِها المُسِنَّةِ، الَّتي كانتْ أَكثَرَ عِرضَةٍ للإصابَةِ بالفيروس مثلَ باقي كبارِ السِّنِّ. وطلبتْ مني: "هل يُمكِنُكَ التَّوقُّفُ عَن السِّباحةِ لبضعِ الوقتِ، إكرامًا لي؟"…
الحَاجَةُ إلى الحِكمَةِ
شعرَ روب بأنَّ نشوءَهُ بدونِ أَبٍ جعلَهُ يفقُدُ الكثيرُ مِن الحكمَةِ العمليَّةِ الَّتي عَادة ما ينقلها الآباءُ إلى أطفالِهم. فقامَ بعملِ سلسلةٍ مِن الفيديوهات العَمَلِيَّةِ باسم "كيفَ أَفعلُ ذَلِكَ يا أَبي"، لأَنَّهُ لا يريدُ أن يفتقرَ أَيُّ شخصٍ للمهاراتِ الحياتِيَّةِ المُهِمَّةِ. كانتْ هذهِ الفيديوهاتِ تُوَضِّحُ أشياءً مِن أَوَّلِ كيفيَّةِ تثبيتِ رَفٍّ إلى كيفيَّةِ تغيير عَجَلَةٍ )دولاب(. أَصبحَ روب بأسلوبِهِ المُتعَاطِفِ…
لا يُوجَدُ شيءٌ عَادِيٌّ
رحلتْ أَنيِتَّا بهدوءٍ وهي نائِمَةٌ في عيدِ ميلادِها التِّسعين، عكسَ هدوءُ رحيلِها هدوءَ حياتِها. كانتْ أرملةً كَرَّستْ حياتَها لأَولادِها وأحفادِها ولِتكونَ صديقةً للنِّساءِ الأَصغرِ سِنًا في الكنيسةِ.
لم تكنْ أَنيِتَّا مُتَمَيِّزةً بشكلٍ خاصٍّ في أَيِّ موهبةٍ أو إِنجَازٍ. لكنَّ إيمانَها العميقَ باللهِ أَلهم الَّذين عرفوها. قالتْ صديقَةٌ لها: "عندما لا أَعرفُ ماذا أفعلُ في مشكِلَةٍ ما، لا أُفَكِّرُ في كلماتِ…
المعارِكُ الحاليَّةِ
عندما تقومُ بتشغيلِ جهازِ تسخينِ وتحميصِ الخُبزِ )التُّوستر(، فإنَّكَ تستفيدُ مِن نتائِجِ عَداءٍ مَريرٍ حدثَ في أَواخرِ القرنِ التَّاسِعِ عشر. في ذلكَ الزَّمنِ تنازعَ المُخترعانِ توماس إيدسون ونيكولا تيسلا حولَ أفضلِ أنواعِ الكهرُباءِ للتَّطويرِ: التَّيارُ المباشرُ، مِثلَ التَّيارِ الَّذي ينتقلُ مِن بطَّارِيَّةٍ جَافَّةٍ إلى مصباحٍ؛ أَم التَّيارُ المُترَدِّدُ، الَّذي نحصلُ عليهِ من قابسٍ كهربائِيٍّ عَن طريقِ الأَسلاكِ.
في النِّهايَةِ، تَمَّ…
مساعدةُ بَعضِنا البعض
أدركَتْ آمبِر بأنَّه مِنَ المُمكِنِ للمُجتَمَعِ الاستفادةُ مِن اتِّحادٍ نسائِيٍّ عندما كانتْ تلعبُ كُرَةَ السَّلَّةِ مع صديقاتِها. لذلكَ قامَتْ بتأسيسِ مُنَظَّمَةٍ غيرِ هادِفَةٍ للرُّبحِ لتعزيزِ العملِ الجَّماعِيِّ والتَّأثيرِ على الجِّيلِ التَّالي. تَسعى قائِدَاتُ مُنَظَّمَةِ "دائرةِ السَّيِّداتِ المُتَّحِدَاتِ" إلى بناءِ ثقةِ وشخصيَّةِ النِّساءِ والفتياتِ وتَشجِيِعهُنَّ على أن تُصبِحنَ مُساهِماتٍ مؤثراتٍ في مجتمعاتِهُنَ المَحَلِّيَّةِ. قالتْ سَيِّدَةٌ مِن السَّيداتِ الَّلواتي يتابِعنَ فتياتٍ أُخرياتٍ:…
مَعنا في الوادي
كتبتْ هانا ويلبرفورس )عَمَّةُ البريطانيِّ ويليام ويلبرفورس المُعارِضِ للرِّقِ( وهي تحتضرُ، رسالةً ذكرتْ فيها سماعَها عَن وفاةِ أَخٍ مؤمنٍ بيسوع: "طوبى للرَّجُلِ العزيزِ الَّذي ذَهَبَ إلى المَجْدِ، والآنْ هوَ في مَحْضَرِ يسوع الَّذي أَحَبَّهُ )الرَّجُلُ( دُونَ أَنْ يراهُ. قلبي يَقْفِزُ في فَرَحٍ". ثُمَّ وَصَفَتْ مَوقِفَها: "سواءٌ كُنتُ في حالٍ أفضلَ أًو أسوأَ؛ فإنَّ يسوعَ صَالِحٌ دائِمًا وأَبدًا".
جَعَلَتني كَلِمَاتُها أُفُكِّرُ…
أَينما نَعْبُدُ
منعني ألمٌ شديدٌ وصُداعٌ مُنهِكٌ من حضورِ اجتماعاتِ كنيستِنا المحلِّيَّةِ. شاهدتُّ الخدماتِ عبرَ الانترنتْ وأنا حزينَةٌ على فُقدَانِ العبادَةِ الجَّماعِيَّةِ معَ أُسرةِ كنيستي. في البدايةِ أَفسدَتْ الشَّكوى مِن ضَعفِ جَودَةِ الصَّوتِ والفيديو تجربتي وشَتَّتْ تركيزي. لكنْ ما لبثَ أن صدَحَ صوتٌ في الفيديو وشدا بترنيمةٍ مألوفةٍ. تدفَّقَتْ دموعي وأنا أرنِّمُ: "كنْ أَنتَ رؤيتي يا ربَّ قلبي. ليسَ لي مُخَلِّصٌ سواكَ.…
مَرَضُ التَّضاؤُلِ (الموتُ البطيءُ)
بدأَ الأَمرُ بدغدغةٍ في حلقي، اعتقدتُ ذلكَ، لكنَّ تِلكَ الدَّغدغةَ كانتْ بدايةَ إصابةٍ بمرضِ الأَنفلونزا، وبدايةً لإلتهابِ الشَّعبِ الهوائِيَّةِ، الَّذي تَحَوَّلَ إلى سُعالٍ ديكيٍّ، سرعان ما وَصَلَ إلى إلتهابٍ رئويٍّ.
ثمانيةُ أسابيعٍ مِنَ السُّعالِ المُدَمِّرِ. لم يُطلقْ عليه اسم السُّعالِ الدِّيكيِّ بدونِ سببٍ )لأنَّ صوتَهُ يُشبِهُ صياحَ الدِّيَكَةِ(. جعلني هذا السُّعالُ أتواضعَ. أنا لا أعتبرُ نفسي طاعِنًا في السِّنِّ. لكنَّني…