طَلَبٌ بَسيطٌ
قُلْتُ لِإِحْدَى بَنَاتِي: "أَرْجُوكِ قُومِي بِتَنْظِيفِ غُرْفَةِ الْمَعِيشَةِ قَبْلَ ذَهَابِكِ لِلْفِراشِ". فَسَأَلَتْ عَلى الْفَورِ لِمَاذا يَتَعَيُّنُ عَليها هِيَ بِالذَّاتِ الْقَيامُ بِذَلِكَ (وَلَيسَ إِحْدى أَخَواتِها الأُخْرَيَاتِ)؟
كَانَتْ هَذِهِ الْمُقَاوَمَةُ الْمُتَوَسِّطَةُ شَائِعَةٌ فِي بَيْتِنا عِنْدَما كَانَتْ بَنَاتُنا صَغِيرَاتٍ. وَكَانَ رَدِّي دَائِمًا هُوَ: "هَذَا لَيسَ مِنْ شَأْنِكِ، لَقَدْ طَلَبْتُ مِنْكِ أَنْتِ، وَلَيسَ مِنْ أَخَوَاتِكِ".
نَرى فِي إِنْجِيلِ يُوحَنَّا 21، ذَلِكَ الْمَيلُ الْبَشَرِيُّ وَاضِحًا بَيْنَ التَّلامِيذِ.…
دَعْوَةٌ لِلصَّلَاةِ
أَفْضى أَبْراهَام لِينكولن بِسرٍ لِصَديقٍ وَقَالَ لَهُ: "لَقَدْ جَثَوتُ عَلى رُكْبَتيَّ عِدَّةَ مَرَّاتٍ بِسَبَبِ اقْتِنَاعِي الْغَامِرِ بِأَنَّهُ لَيس لَدَيَّ مَكَانٌ آخَر (أَو شَخْصٌ آخر) أَلْجَأُ إِلَيهِ". فِي سَنَوَاتِ الْحَرْبِ الْأَهْلِيَّةِ الْأَمْرِيكِيَّةِ الْمُرَوِّعَةِ لَمْ يَكْتَفِ لِينكولن بِقَضَاءِ وَقْتٍ فِي الصَّلاةِ بِلَجَاجَةٍ فَقَطْ، بَلْ دَعا أَيْضًا الْبِلَادَ لِلْانْضِمَامِ إِلَيهِ. وَدَعَا عَام 1861 إِلى يَومٍ لِلْتَوَاضُعِ وَالتَّذَلُّلِ وَالصَّلاةِ وَالصَّومِ. وَفَعَلَ ذَلِكَ مَرَّةً ثَانِيَةً…
مَحَبَّةٌ غَيرُ مَحْدُودَةٍ
كَلِمَاتُ إِلِيزَابِيث بَارِيت بِراونَنج التَّالِيَةِ مِنْ مَجْموعَةِ قَصَاِئِدٍ مِنَ اْلُبرْتُغَالِ كَتَبَتْها إِلى رُوبِرت بِراوننج قَبْلَ زَوَاجِهِما، وَهِيَ مِنْ بَينِ الْقَصَائِدِ الشِّعْرِيَّةِ الْأَكْثَرِ شُهْرَةً فِي الُّلغَةِ الْإِنْجِلِيزِيَّةِ: "كَيفَ أُحِبُّكَ؟ دَعْني أُحْصِي لَكَ الطُّرُقَ"، وَقَدْ تَأَثَّرَ بِها كَثيرًا لِدَرَجَةِ أَنَّهُ شَجَّعَها عَلى نَشْرِ مَجْمُوعَةِ قَصَائِدِها الشِّعْرِيَّةِ بِأَكْمَلِها. لَكِنْ نَظَرًا لِلُغَةِ الْقَصَائِدِ الْمَليئَةِ بِالْحُبِّ وَالرِّقَةِ، فَقَدْ نَشَرَتْها بَاريت كَمَا لَو كَانَتْ تَرْجَمَاتٍ لِكَاتِبٍ…
مُخَلِّصٌ مُريدٌ
بَيْنَمَا كَانَ نِيكُولَاس يَقُودُ سَيَّارَتَهُ فِي وَقْتٍ مُتَأَخِّرٍ مِنَ الِّليلِ، رَأَى مَنْزِلًا تَشُبُّ فِيهِ النِّيران. فَأَوْقَفَ سَيَّارَتَهُ فِي الْمَمَرِّ وَهَرَعَ إِلى الْمَنْزِلِ الْمُشْتَعِلِ وَقَادَ أَرْبَعَةَ أَطْفَالٍ إِلى بَرِّ الْأَمَانِ. وَعِنْدَمَا أَدْرَكَتْ جَلِيسَةُ الأَطْفَالِ الْمُرَاهِقَةُ أَنَّ إِحْدَى أَخَوَاتِها لَا تَزَالُ فِي الْبَيتِ، أَخْبَرَتْ نِيكُولَاس. فَدَخَلَ بِلا تَرَدُّدٍ مَرَّةً أُخْرى وَسَطَ الَّلهيبِ، وَقَامَ بِكَسْرِ نَافِذَةٍ بِالدَّورِ الثَّانِي، لَأَنَّ النِّيرانَ كَانَتْ تُحَاصِرَهُ هُو…
مُحْتَاجٌ للِاسْتِعَادَةِ وَالتَّجْدِيدِ مِنَ اللهِ
كَانَتْ الصُّورُ الْوَارِدَةُ مِنَ الرَّسَائِلِ النَّصِّيَّةِ الْمُتَدَفِّقَةِ مِنْ أَحَّدِ الْأَصْدِقَاءِ، مُذْهِلَةً! صُوَرُ هَدِيَّةٍ مُفَاجِئَةٍ لِزَوجَتهُ: سَيَّارَةٍ مُجَدَّدَةٍ مَارْكِة فُورد مُودِيل مُوسْتَانِج 1965، مَظْهَرُهَا رَائِعٌ لَونُها أَزْرَقٌ دَاكِنٌ بِحَوَافٍ بَرَّاقَةٍ مَطْلِيَّةٍ بِالْكُروم. وَكَرَاسِي لَونُها أَسود مُعَادٌ تَجْدِيدُها، لَها مُحَرِّكٌ يَتَنَاسَبُ مَعَ الْتَّجْدِيداتِ الْأُخْرَى. كَانَتْ هُنَاكَ أيضًا صُورٌ أُخْرَى لِنَفْسِ السَّيَّارَةِ قَبْلَ التَّجْدِيدِ، بِلَونٍ أَصْفَرٍ بَاهِتٍ حِينَ كَانَتْ مُهْتَرِئَةً وَغَيرَ جَذَّابَةٍ. عَلى…
مَعْنَى الْمُرِّ
الْيومُ هُو يُومُ الاحْتِفَالِ بِزيَارَةِ الْمَجُوسِ الَّذي وَصَفَتْهُ تَرْنِيمَةُ "نَحْنُ مُلوكُ الشَّرقِ الثَّلاثَةِ" عِنْدَما زَارَ ثَلاثَةُ حُكَمَاءٍ مِنَ الْأُمَمِ الطِّفلَ يسوع. لَكِنَّهم لَمْ يَكونوا مُلْوكًا وَلَا مِنَ الشَّرْقِ الْأَقْصَى (كَمَا كَانَتْ تَعْنِي كَلِمَةُ الشَّرْقِ فِي الْمَاضِي)، وَمِنْ غَيرِ الْمُرَجَّحِ أَنَّهم كَانُوا ثَلاثَةً.
مَعَ ذَلِكَ كَانَتْ هُنَاكَ ثَلاثُ هَدَايا، وَالْتَّرْنِيمَةُ تُفَكِّرُ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْها. عِنْدَمَا وَصَلَ الْمَجُوسُ إِلى بَيْت لَحْمٍ "فَتَحُوا…
اللهُ فِي مُفْتَرَقِ الطُّرُقِ
بَعْدَ عِدَّةِ أَيَّامٍ مِنْ اعْتِلالِ صِحَّةِ زَوجِي ثُمَّ ارْتِفَاعِ دَرَجَةِ حَرَارَةِ جِسْمِهِ، كَانَ مِنَ الْوَاضِحِ أَنَّهُ بِحَاجَةٍ لِلذَّهَابِ إِلى الرِّعَايَةِ الطَّارِئَةِ بِالْمُسْتَشْفَى. أَدْخَلَهُ (الْأَطِبَّاءُ) الْمُسْتَشْفَى عَلى الْفَورِ. وَتَحَسَّنَ بَعْدَ يَومَينِ لَكِنْ لَيسَ بِالشَّكْلِ الكَافي لِيَخْرُجَ مِنَ الْمُسْتَشْفَى. وَاجَهْتُ اخْتِيَارًا صَعْبًا بَيْنَ الْبَقَاءِ مَعَ زَوجي أَو الذَّهَابِ فِي رِحْلَةِ عَمَلٍ هَامَّةٍ يُشَارِكُ فِيها الْكَثيرُ مِنَ النَّاسِ لِلْقِيامِ بِبَعْضِ الْمَشْروعَاتِ. أَكَّدَ زَوجِي…
إِخْلاصٌ وَتَفَانِي فِي الْمَسيحِ
لَمْ أَلْحَظْ وُجُودَهُ عِنْدَما دَخَلَتُ.
نَزِلْتُ لِتَنَاوُلِ طَعَامِ الْإِفْطَارِ فِي الْفُنْدُقَ. كَانَ كُلُّ شَيءٍ فِي غُرْفَةِ الْطَّعَامِ نَظِيفًا. وَطَاوِلَةُ الْطَّعَامِ مَلِيئَةً. وَالْمُبَرِّدُ مُمْتَلأً، وَالْحَاوِيَاتُ الَّتي بِها أَداوتُ تَنَاوُلِ الْطَّعَامِ مَلْآنَةً بِالْأَدَوَاتِ. كُلُّ شَيءٍ كَانَ مِثَالِيًّا.
ثُمَ رَأَيْتُهُ. رَجُلًا مُتَوَاضِعًا أَعَادَ مَلْءَ الْأَكْوَابِ وَمَسْحَ الْمَوَائِدِ بِصَمْتٍ دُونَ لَفْتِ الْانْتِبَاهِ إِلى نَفْسِهِ. وَكُلَّمَا جَلَسْتُ لِفَتْرَةٍ أَطْوَلَ وَرَاقَبْتُهُ كُلَّمَا دُهِشْتُ أَكْثَرَ. كَانَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ بِسُرْعَةٍ…
حَامِلُ الرَّجَاءِ
رَأَتْ عَالِمَةُ الْمِحِيطَاتِ سِيلْفِيا ايْرل تَدَهورَ الشِّعَابِ الْمُرْجَانِيَّةِ بِشَكْلٍ مُبَاشَرٍ. فَأَسَّسَتْ مُنَظَّمَةَ "مِيشن بلو" الْمُكَرَّسَةَ لِتَطْويرِ مَنَاطِقِ مَحْمِيَّةٍ عَالَمِيَّةٍ "مَنَاطِقِ أَمَلٍ". هَذِهِ الْمَنَاطِق الْخَاصَّةُ حَولَ الْعَالَمِ هِيَ مَنَاطِقٌ بَالِغَةُ الْأَهَمِّيَّةِ لِصِحّة الْمُحِيطَاتِ، وَهِيَ تُؤَثِّرُ َعَلى حَيَاتِنا فِي الأَرْضِ. شَهِدَ الْعُلَمَاءُ مِنْ خِلالِ رِعَايَةِ هَذِهِ الْمَنَاطِقِ، اسْتِعَادَةَ الْعَلاقَاتِ مَعَ الْمُجْتَمَعَاتِ الَّتي تَحْتَ الْمَاءِ وَإِمْكَانِيَّةَ الْحِفَاظِ عَلى حَيَاةِ أَنْوَاعٍ مُعَرَّضَةٍ لِلانْقِراضِ.
فِي الْمَزْمُورِ…
الابْنُ يُشْرِقُ أَيْضً
تَتَحَدَّثُ أَوَّلُ رِوَايَةٍ لِلْكَاتِبِ أَرْنِستْ هِيمنجواي عَنْ أَصْدِقَاءٍ يُعَاقِرونَ الْخَمْرَ بِشدَّةٍ بَعْدَ مُعَانَاتِهم بِسَبَبِ الْحَرْبِ الْعَالَمِيَّةِ الأُولى. كَانوا يَحْمِلونَ نُدوبَ الدَّمَارِ الذَّي خَلَّفَتْهُ الْحَرْبُ بِالْمَعْنَى الْحَرْفِيِّ وَالْمَجَازِيِّ، وَيُحَاوِلُونَ التَّغَلُّبَ عَلَيها مِنْ خِلالِ الْحَفَلاتِ وَالْمُغَامَرَاتِ وَالنَّومِ. وَهُنَاكَ دَائِمًا كُحُولِيَّاتٌ لِتَسْكِينِ الْأَلَمِ، فَلَمْ يَكُنْ أَحَد ٌسَعِيدًا.
يَأْتِي اسْمُ كِتَابِ هِيمنجواي "الشَّمْسُ تُشْرِقُ أَيْضًا" مُبَاشَرَةً مِنْ صَفَحَاتِ سِفْرِ الجَّامِعَةِ (1: 5). يُشِيرُ الْمَلِكُ لِنَفْسِهِ…