تحمَّل سي. إس. لويس وشقيقه الأكبر وارن )وارني(، ظروفًا صعبة بينما كانا في مدرسة وينيارد الدّاخلية، وهي مدرسة بريطانية داخليَّة للأولاد. كان مديرها رجلً قاسيًا جعل الحياة فيها غير محتملة. بعد عدة عقود، كتب وارني بأسلوبه الدّرامي اللاذع «أبلغ الآن الرَّابعة والسَّتين ونيف من العمر، ولم أمر بمرحلة أفضل من تلك الَّتي أمضيتها بوينيارد ». قد يتذكر أغلبُنا فترات مماثلة من العمر كانت مظلمة وصعبة، ونمتنُّ لكوننا الآن أفضل حا لً مما كنا عليه وقتها. يسجل مزمور 40 : 1- 5 وقتًا عسيرًا في حياة داود؛ عندما صرخ إلى الرَّب الَّذي أنقذه، وأخرجه من «جُبِّ الْهَلاَكِ، مِنْ طِينِ الْحَمَْةِ »، وثبَّت قدميه على صخرة )عدد 2(. قال داود «وَجَعَلَ فِ فَمِي تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَةً لإِلهِنَا » )عدد 3(. لكن الخلاص من الاكتئاب واليأس من النَّادر أن يكون لمرة واحدة. يستمر المزمور 40 متابعًا داود بينما يترجى رحمة الله ورأفته وحقه لإنقاذه من خطيته ومن تهديدات أعدائه )الأعداد 11 – 14 (. مع داود يمكننا أن نقول في كل فترة عصيبة «أَمَّا أَنَا فَمِسْكِينٌ وَبَائِسٌ. الرَّبُّ يَهْتَمُّ بِ. عَوْنِ وَمُنْقِذِي أَنْتَ » )عدد 17 (.