يمكن للوادي الَّذي نسكن فيه أن يكون باردًا جدًا في فصل الشِّتاء. تتجمع السُّحب من حوله ويلف الضَّبابُ أرضه، فيُحتَجَز الهواء البارد تحت طبقاتٍ أكثر دفئًا فوقه. لكن يُكنك الصُّعود فوق الوادي. إذ توجد طريق قريبة ترتفع إلى الأعلى على جانب جبل شافر بوت الَّذي يبلغ ارتفاعه 7500 قدم ) 2286 متر( فوق الوادي. هناك يمكنك في خلال عدة دقائق بالسيارة أن تخترق الضَّباب وتصل إلى دفء الشَّمس ونورها المتألِّق. ويمكنك النَّظر إلى الغيوم من فوق ورؤية مشهد مختلف.

الحياة مثل ذلك في بعض الأحيان. يبدو الأمر لنا وكأنَّ الظُّروف تُغلِّفنا بضباب لا يمكن لضوء الشَّمس أن يخترقه. لكنَّ الإيمان هو الطَّريق الَّتي نصعد من خلالها فوق وادي ظروفنا – إنَّه الوسيلة الَّتي من خلالها نستطيع أن نطلب «مَا فَوْقُ » )كولوسي 3: 1(. وبينما نفعل ذلك، يَُكِننا الله من الارتفاع فوق ظروفنا ونجد شجاعةً وهدوءًا لمواجهة ما يحدث في أيامنا. كما كتب بولس، «قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بَِا أَنَا فِيهِ » )بترجمة أخرى «تعلمت أن أكون مكتفيًا مهما كانت الظروف )» )فيلبي 4: 11 (.

يمكننا التسلق والخروج من بؤسنا وكآبتنا، والجلوس لبعض الوقت فوق الجبل من خلال المسيح الَّذي يقوينا )عدد 13 ( حينها سنحصل على منظور مختلف ومشهد آخر . ديفيد روبر