منذ سنوات، كنت أردُّ على الرَّسائل الَّتي تُرسل إليَّ في غضون بضعة أسابيع، وكنت أُسعِد الذين يقومون بمراسلتي. ثم جاء جهاز الفاكس، وبدا بأنَّهم كانوا يشعرون بالرِّضا لتلقيهم ردودي خلال أيام فقط. أما اليوم مع وجود البريد الإلكتروني والرَّسائل الفوريَّة والهواتف النَّقالة، هم يتوقعون الحصول على ردٍ مني في نفس اليوم. «كُفُّوا وَاعْلَمُوا أَنِّي أَنَا اللهُ ». في هذا العدد المعروف من مزمور 45 قرأت وصيتين على نفس المستوى من الأهميَّة. الأولى يجب أن نكف )نتوقف ونسكن(، الأمر الَّذي تتآمر فيه الحياة العصريَّة علينا. فحتى بضعة لحظات من الهدوء لا ننالها بشكل طبيعي في هذا العالم المحموم الصَّاخب. ويُعِدُنا السُّكون للأمر الثَّاني: «اعْلَمُوا أَنِّي أَنَا اللهُ. أَتَعَالَى بَيَْ الأُمَِ، أَتَعَالَى فِي الأَرْضِ ». وسط عالم يتآمر لإخماد وإخفاء الله وليس إلى تمجيده، كيف يمكنني اقتطاع وقت للسَّماحِ له بتغذية حياتي الدَّاخليَّة؟
تكتب باترشيا هامبل، «الصَّلاة هي، انتباه إرادي يحمل كلَّ ما هو موجود. » نعم الصَّلاة … انتباه إرادي. كُف وأعلم. أوَّل خطوة في الصَّلاة هي الاعتراف أو معرفة أنَّ الله هو الإله. وفي هذا الانتباه، وهذا التَّركيز، يأتي كلُّ شيءٍ آخر ليظهر في البؤرة. تسمح لنا الصَّلاة بالاعتراف بفشلنا وضعفنا وبمحدوديتنا بالنسبة إلى ذاك الَّذي يستجيب إلى الضعف البشري برحمة غير محدودة. فيليب يانسي