عندما كنت صبيًا كان أبي يُخيفنا بالاختباء بين الشُّجيرات وإطلاق زئير كالأسد. ورغم أنَّنا كنا نعيش في ريف غانا في ستينات القرن الماضي، إلَّ أنَّه كان من المستحيل وجودُ أسدٍ متربِّص بالجِّوار، لذا كنَّا نضحك أنا وأخي ونبحث عن مصدر الزَّئير، ونحن نشعر بسعادة غامرة لأنَّ وقت اللعب مع أبي قد حان. في أحد الأيام جاءت صديقة صغيرة لتزورنا. ونحن نلعب سمعنا الزَّئير المألوف. فصرخت صديقتنا وركضت. بالطبع أنا وأخي عرفنا صوت والدنا – ولم يكن هناك أيَّ خطرٍ من أسد وهميٍّ – لكن حدث أمر مضحك وغريب. إذ أنَّنا ركضنا معها. استاء أبي للغاية لأنَّ صديقتنا خافت وارتعبت، ونحن تعلمنا، أنا وأخي أن لا نتأثر بذعرٍ الآخرين. لم يتأثر كالب ويشوع بذعر الآخرين. عندما كان شعب إسرائيل يستعد لدخول أرض الموعد، أرسل موسى 12 رجلٍ ليتجسسوا الأرض. رأى جميعُهم الأرض الجَّميلة، لكنَّ 10 منهم ركَّزوا على العقبات وأحبطوا الأمة كُلَّها )العدد 14 : 1- 4(. استطاع كالب ويشوع فقط تقييم الوضع بدقة )الأعداد 6- 9(. فقد كانا يعرفان تاريخ أباهما السَّماوي ويثقان به لتحقيق النَّجاح. تشكل بعض الأسود تهديدًا حقيقيًا. بينما البعض الآخر وهميٌّ. بغضِّ النَّظر، إن ثقتنا نحن كأتباع يسوع هي فيه، لأننَّا نعرف صوته و أ ع م ا ل ه و ن ث ق ب ه م ا .