قال السِّيناتور السَّابِق آلان سيمبسون هذه الكلماتِ في جنازةِ جورج إتش. دبليو. بوش: ”تتلفُ الكراهيَّةُ الإناءَ الَّذي يحتويها“. في محاولةٍ منهُ لوصفِ لُطفِ صديقِهِ العزيزِ، ذَكَرَ السِّيناتور سيمبسون كيف تبنَّى الرَّئيسُ الحادي والأربعون للولاياتِ المُتَّحِدَةِ حسَّ الفكاهةِ والحُبِّ بدلًا مِنَ الكراهيَّةِ في رئاستِهِ المهنيَّةِ وعلاقاتِهِ الشَّخصيَّةِ.

أنا أتَّفِقُ مع مقولةِ السِّيناتور، ألَّا تتَّفِقُ معي؟ لقد لَحِقَ بي الضَّرَرُ عندما احتويتُ الكراهيَّةُ في داخلي!

تكشفُ البحوثُ الطِّبيَّةُ عن الأضرارِ الَّتي تلحقُ بأجسادِنا عندما نتعلَّقُ بالسَّلبيَّةِ أو نُطلق ثوراتٍ من الغضبِ. فضغطُ دَمِنا يرتفعُ وقلوبُنا تخفقُ بشدَّةٍ وأرواحُنا تنحني وتضعُفُ وتُتلِفُ أوانينا.

يكتبُ الملكُ سليمان في سفرِ الأمثالِ ملاحظتَهُ: ”اَلْبُغْضَةُ تُهَيِّجُ خُصُومَاتٍ، وَالْمَحَبَّةُ تَسْتُرُ كُلَّ الذُّنُوبِ“. الخُصوماتُ الَّتي تنشأُ من الكراهيَّةِ هي نزاعاتٌ دمويَّةٌ بين شعوبِ متنافسةٍ من قبائلَ وأعراقٍ مختلفةٍ. تُغذِّي هذه الكراهيَّةُ نزعةَ الانتقامِ حتَّى لا يتواصلُ النَّاسُ الَّذين يحتقرونَ بعضِهم البعض معًا.

على النَّقيضِ مِنْ ذلكَ، محبَّةُ اللهِ تسترُ كُلَّ الذُّنوبِ والأخطاءِ، وتضعُ حِجابًا عليها أو تُخفيها أو تغفرها. هذا لا يعني أنَّنا نتغاضى ونغفلُ عن الأخطاءِ أو نُعطي الفرصةَ لمرتكبيها. بل يعني أنَّنا لا نُراعي الخطأَ في قلوبنا أو نحفظَهُ فيها عندما يكونُ مرتكبُه نادمًا حقًّا. وحتَّى وإن لم يعتذرْ أبدًا نحن نطلقُ مشاعرنا الغاضبة عنا ونُعطيها لله. علينا نحنُ الَّذين نعرفُ المُحِبَّ العظيمَ أن تكونَ ”مَحَبَّتُنا لبَعْضِنا الِبَعْضٍ شَدِيدَةً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا“ (بطرس الأولى 4: 8).

– إليسا مورجان