في مسابقةِ الإنسانِ الحديديِّ الثُّلاثيَّةِ في هاواي، ناضلتْ امرأتانِ من أجلِ الصُّمودِ والبقاءِ على أقدامِهما عندما تعثَّرتَا قُبيلَ خطِّ النِّهايةِ. وهما مُجهدتين تمامًا ثابرتْ المتسابقتانِ وكانتْ أرجلهما تلتويِ وتتعثَّر حتَّى كادتْ سيان ولش تصطدم بـ ويندي انجراهام. سقطتْ كلتاهما على الأرضِ من فرطِ الإعياءِ. ووقعتا ثانية بينما كانتا تحاولان النُّهوضَ على بعدِ 20 مترًا من خطِّ النِّهايةِ. وعندما بدأتْ انجراهم بالزَّحفِ على ركبتيها ويديها هتفَ الجُّمهورُ مشجِّعًا لها، وعندما حَذت منافِستُها حذوها هتفَ الجُّمهورُ أكثر وأكثر. عبرت انجراهام خطَّ النِّهايةِ في المركز الرَّابعِ، وارتمتْ في أحضانِ مساعديها. ثم التفتتْ إلى أختها الَّتي سقطتْ من الإعياءِ ومدَّتْ لها يدَ المساعدةِ. فدفعتْ ولش جسدها إلى الأمام ومدَّتْ يدها المُتعبةِ إلى يد انجراهام وعبرتْ خطَّ النِّهايةِ. هتفَ الحشدُ معلنَا استحسانَه عندما أكملتْ السِّباقَ وحلَّتْ في المركزِ الخامسِ. ألهمتْ هذه المُنافَسةُ الثُّنائيَّةُ (بين المتسابقتين) المكوَّنَةُ من 140 ميل (225 كم) سباحةً وركوبِ درَّجاتٍ وجريٍ الكثيرين. لكنْ ظلَّتْ صورةُ المتسابقتين المُصابتين بالإعياءِ ومثابرتهما معًا متأصلةً في ذهني ومؤكِّدَةً على حقيقةِ المُساعدةِ والمُساندَةِ في الحياةِ الموجودةِ في الجَّامعةِ 4: 9- 11.

ليسَ هناكَ عارٌ في الاعترافِ بحاجتِنا إلى المساعدةِ في هذه الحياةِ (عدد 9)، خاصَّةً وأنَّهُ لا يُمكنُنا بصدقٍ إنكارُ احتياجاتِنا أو إخفائِها عن إلهِنا كُلِّي المعرفةِ. في وقتٍ ما سنسقطُ جميعًا، سواء جسديًّا أو نفسيًّا. يُمكنُ لمعرفةِ أنَّنا لسنا بمفردِنا أن تُعزينا وتُشجعنا ونحنُ نثابرُ. عندما يُساعِدُنا أبونا المُحبُّ يُمَكِّنُنا من التَّواصُلِ مع مَنْ هم في احتياج، مؤكدًا بأنَّهم هم أيضًا ليسوا بمفردهم.

– سوتشيل ديكسون