وصفَ مراسلُ بوسطن جلوب معرضَ الفنَّانَةِ التَّشكِيليَّةِ ليز شيبرد ”الانتظار“ بأنَّه ”استنشاقُ ما هو ثمينٌ ومكشوفٌ (واضحٌ) وفائقٌ في الحياةِ“. حاولَ المعرضُ المستوحى من الوقتِ الَّذي أمضتهُ شيبرد بجانبِ والدِها وهو على فراشِ الموتِ، أن ينقلَ التَّوقَ والحنينَ والشُّعورَ بالفراغِ الَّذي يترُكُه فقدانُ الأحبَّاءِ، والألمَ لكونهم قد أصبحوا بعيديِّ المنالِ.
قد تبدو فكرةُ أنَّ الموتَ عزيزٌ (ثمينٌ) غيرَ منطقيَّةٍ؛ لكنَّ كاتبَ المزمور يُعلنُ قائلًا: ”عَزِيزٌ (ثمين) فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مَوْتُ أَتْقِيَائِهِ“ (المزمور 116: 15). يُثمِّنُ اللهُ موتَ شعبِهِ، لأنَّهُ في انتقالِهم يُرحِّبُ بِهم في بيتِهم الأبديِّ.
مَنْ هم أتقياءُ (قديسو) اللهِ؟ وفقًا لكاتبِ المزمورِ، هم الَّذين يخدمونَ اللهَ بامتنانٍ بسببِ خلاصِه، ويدعونَ باسمِهِ، ويُوفون بنذورِهم أمامَه (المزمور 116: 16- 18). تُمثِّلُ هذه الأعمالُ اختياراتٍ مقصودَةٍ للسَّيرِ مع اللهِ، وقبولَ الحُرِّيَّةِ الَّتي يُقدِّمُها، وإقامةَ علاقةٍ معهُ.
عندما نفعلُ ذلكَ، نجدُ أنفُسَنا بصحبةِ يسوعُ، الَّذي هو ”مُخْتَارٌ مِنَ اللهِ كَرِيمٌ،…. لِذلِكَ يُتَضَمَّنُ أَيْضًا فِي الْكِتَابِ: «هنَذَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ زَاوِيَةٍ مُخْتَارًا كَرِيمًا، وَالَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لَنْ يُخْزَى»“ (بطرس الأولى 2: 4- 6). عندما تكونُ ثقَتُنا في اللهِ فإنَّ رحيلَنا من هذه الحياةِ يكونُ عزيزًا وثمينًا في نظرِهِ.
– ريمي أويدلي