لم تكنْ إجازةُ جو لمُدَّةِ ثمانيةِ أسابيع من عملِهِ كعاملٍ في تقديم الرِّعايةِ لمَنْ هم في الأزماتِ، عُطلةً بمعنى الكلمةِ. فقد قال: ”(كانتِ العُطلةُ) أنْ أعيشَ مرَّةً ثانيةً بين المشردين وأُصبحَ واحدًا منهم وأتذكَّرَ الشُّعورَ بالجُّوعِ والتَّعبِ والتَّركِ“. كانتْ أوَّلَ تجربةٍ لـ جو للعيشِ في الشَّوارِعِ منذُ تسعِ سنواتٍ عندما وصلَ من بيتسبرج دونَ عملٍ ولا مكانٍ يُقيمُ فيه. وعاشَ مدَّةَ ثلاثةِ عشرَ يومًا في الشَّوارِعِ بطعامٍ قليلٍ ونومٍ قليلٍ. هكذا أعدَّهُ الله لعقودٍ من أجلِ خدمةِ المُحتاجين.
عندما جاءَ يسوعُ إلى الأرضِ، اختارَ أيضًا المشاركةَ في تجاربِ الَّذين أتى ليخلِّصَهم. ”فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ“ (العبرانيِّين 2: 14). من الولادةِ إلى الموتِ كانتْ تجربةُ المسيحِ البشريَّةِ كاملةً لكنْ بلا خطيَّة (4: 15). ولأنَّه غلبَ الخطيَّةَ يُمكنُه أن يُساعدنا عندما نُغوى كي لا نُخطئ.
لا يحتاجُ يسوع إلى تذكيرِ نفسِهِ أو إعادةِ التَّعرُّفِ على همومِنا واهتماماتِنا الأرضيَّة. فالَّذي يُخلِّصنا يبقى متَّصلًا ومهتمَّا بنا بشدَّةٍ. ومهما كانَ ما تأتي به الحياةُ، يُمكِنُنا التَّأكُّدُ من أنَّ مُخلِّصَنا الَّذي أنقذنا من عدوِّنا الأكبر الشَّيطان (2: 14)، يقفُ مستعدًّا لمساعدتِنا في الأوقاتِ الَّتي نكونُ فيها في أمسِّ الحاجةِ للمساعدةِ.
– آرثر جاكسون