كانَ الجَّدُّ يضعُ العملاتِ المعدنيَّةَ الَّتي من فئاتٍ صغيرةٍ حتَّى نصف دولار على المنضدةِ الَّتي بجانبِ فراشِه. فيكُلِّ ليلةٍ يُفرغ جيوبَه ويتركُ محتوياتِها من العملاتِ المعدنيَّة بجانبِ فراشِهِ على المنضدةِ، لأنَّه كانَ يعرفُ بأنَّأحفادَهُ سيأتون لزيارتِهِ، وقد تعلموا على مرِّ السِّنين الدُّخولَ إلى غرفتِهِ للوصولِ للمنضدةِ بمجرَّد وصولِهم ليأخذواالعملاتِ الَّتي عليها. كانَ يُمكِنُه وضعُ تلكَ العملاتِ الفائِضةِ في حصالةٍ (علبةٌ تُجمعُ فيها النُّقودُ) أو وضعُها فيحسابِ إدِّخارٍ. لكنَّهُ لم يفعلْ ذلك. وكانَ مسرورًا بتركِها على المنضدةِ الَّتي بجانبِ فراشِهِ للأطفالِ، الضُّيوفالأعزاء في بيتِهِ.

تمَّ التَّعبيرُ عن فكرٍ مماثلٍ في سفرِ الَّلاويِّين 23 عِندَ حصدِ المحصولِ من الأرضِ. قالَ اللهُ لشعبِ إسرائيلبواسطةِ موسى أن يقوموا بأمرٍ مُخالفٍ للتَّصرُّفِ العاديِّ: ”عِنْدَمَا تَحْصُدُونَ حَصِيدَ أَرْضِكُمْ، لاَ تُكَمِّلْ زَوَايَا حَقْلِكَفِي حَصَادِكَ“ (عدد 22). وبشكلٍ أساسيٍّ: ”لُقَاطَ حَصِيدِكَ لاَ تَلْتَقِطْ“ (أي: أتركْ بعضَ المحصولِ في الحقلِ). تُذَكِّرُ تلكَ الوصيِّةُ الشَّعبَ بأنَّ اللهَ هو مُعطي الحصادِ وبأنَّهُ يستخدمُ شعبَهُ لتوفيرِ الطَّعامِ للفقراءِ والضُّعفاءِوالأصاغرِ والغُرباءِ.

هذا التَّفكيرُ بالتَّأكيدِ غيرُ عاديٍّ بالنِّسبةِ إلى عالمِنا. لكنَّه بالضَّبطِ هو الفكرُ الَّذي يُميِّزُ أبناءَ وبناتِ الله. فهو يُسَرُّبالقلبِ الكريمِ المُعطي، وذلكَ من خلالِك وخلالي.

– جون بلازيه