قِيلَ في النَّشرةِ الجَّوِّيَّةِ بأنَّ هناكَ هبوبًا لإعصارٍ متفجِّرٍ. هذا ما يحدثُ عندما تشتَّدُ عاصفةٌ شتويَّةٌ بسرعةٍ مع انخفاضٍ في الضَّغظِ الجَّويِّ. مع حلولِ الَّليلِ جعلتْ العاصفةُ الثَّلجيَّةُ الرُّؤيةَ في الطَّريقِ المؤدِّيَّةِ للمطارِ مستحيلةً تقريبًا. لكنْ عندما تكونُ ابنتُك في طريقِ عودتِها جوًّا للبيتِ للزِّيارةِ فلا بُدَّ من القيام بما يجبْ. تأخُذُ ملابسًا إضافيَّةً وماءً (تحسُّبًا فيما لو تقطعتْ بكِ السُّبُلُ على الطَّريقِ السَّريعِ)، ثمَّ تقودُ ببطئ وتُصَّلِّي بلا انقطاعٍ وأخيرًا وليس آخرًا تثق في نورِ مصابيحِ سيَّارتِك. يُمكِنُك في بعضِ الأحيانِ تحقيقُ ما هو مستحيلٌ تقريبًا.

تَكَلَّمَ يسوعُ عن عاصفةٍ تلوحُ في الأفقِ ستؤدِّي إلى موتِهِ (يُوحنَّا 12: 31- 33)، وستُمثِّلُ تحدِّيًا لأتباعهِ واختبارًالإخلاصِهم واستمرارِهم في الخدمةِ (عدد 26). كانَ الظَّلامُ سيحلُّ وستكونُ الرُّؤيةُ شبهُ منعدمةٍ. لذلكَ ما الَّذي قالَ لهم يسوعُ أن يفعلوه؟ أنْ يُؤمنوا أو يثقوا بالنَّورِ (عدد 36). هذهِ هي الطَّريقةُ الوحيدةُ لمواصلَةِ التَّقدُّمِ للأمامِ والبقاءِ مُخلصين.

سيظلُّ معهم يسوعُ على الأرضِ لوقتٍ قصيرٍ. لكنَّ المؤمنين لديهم روحَهُ كمرشدٍ دائمٍ يُنيرُ الطَّريقَ. سنواجِهُ نحنُ أيضًا أوقاتًا مُظلِمَةً تكونُ الرُّؤيةُ فيها شبهَ منعدمةٍ ومستحيلةٍ تقريبًا. لكن بالإيمانِ أو الثِّقةِ بالنُّورِ، يُمكِنُنا المضيُّ قُدمًا.

– جون بلازيه