عندما سَلَّمَ الكاتبُ البريطانيُّ المشهورُ حياتَه للرَّبِّ، قاومَ في البدايةِ تسبيحَهُ. دعى ذلكَ ”حجرَ عثرةٍ“. كانَ صِرَاعَه مع ”الاقتراحِ بأنَّ اللهَ طلبَ بنفسِهِ التَّسبيحَ“. لكنَّهُ أدركَ في النِّهايةِ ”بأنَّ اللهَ يُعلنُ حضورَهُ في العبادَةِ“ إلى شعبِهِ. ثم نفرحَ بهِ ونحنُ ”في حُبٍّ كاملٍ معَهُ“ بشكلٍ غيرِ قابلٍ للانفصالِ مثلما لا يُمكِنُ فصلُ ”الشُّعاعِ الَّذي يسقطُ على مرآةٍ عن انعكاسِهِ عليها“.
توصَّلَ النَّبيُّ حبقوق إلى هذهِ الحقيقةِ منذُ قرونٍ مضتْ. فبعدما اشتكى للهِ مِنَ الشُّرورِ الَّتي تُصيبُ شعبَ يهوذا، رأى حبقوقُ بأنَّ تسبيحَ اللهِ يقودُ إلى الفرحِ، ليسَ لأجلِ ما يفعَلُه اللهُ ولكنْ لأجلِ شخصِهِ. حتَّى في الأزماتِ الوطنيَّةِ أو العالميَّةِ، لا يزالُ اللهُ عظيمًا. كما أعلنَ النَّبيُّ: ”فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ التِّينُ، وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي الْكُرُومِ. يَكْذِبُ عَمَلُ الزَّيْتُونَةِ، وَالْحُقُولُ لاَ تَصْنَعُ طَعَامًا. يَنْقَطِعُ الْغَنَمُ مِنَ الْحَظِيرَةِ، وَلاَ بَقَرَ فِي الْمَذَاوِدِ، فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ“. ثمَّ أضافَ ”وَأَفْرَحُ بِإِلهِ خَلاَصِي“ (حبقوق 3: 17- 18).
مثلما أدركَ سي. إس. لويس بأنَّ ”العالمَ كُلُّهُ يمتلئ بالتَّسبيحِ“. فإنَّ حبقوقَ استسلمَ لتسبيحِ اللهِ دائمًا ووجدَ فرحًا كبيرًا في اللهِ الَّذي له ”مَسَالِكُ الأَزَلِ“ (عدد 6).
– باتريشيا رايبون