كانَ روجيليو النَّادِلُ يخدُمَنا خلالَ إجازَتِنا الَّتي استمرَّتْ أسبوعًا. وفي إحدى محادثاتِنا أرجعَ الفضلَ ليسوع في مباركَتِهِ بزوجَتِهِ كالي الحنونَةِ قويَّةِ الإيمانِ. وبعدَما أنجبا طفلَهُما الأوَّلَ أعطاهما اللهُ فُرصَةَ المساعدَةِ في رعايةِ ابنةِ قريبتهما الَّتي تُعاني من متلازِمَةِ داون (تشوُّهٍ جينيٍّ يتسبَّبُ في تأخُّرِ النُّموِّ الجَّسديِّ والعقليِّ). وبعدَ فترةٍ وجيزةٍ، احتاجتْ أم زوجةِ روجيليو رعايةً دائمةً (شخصٌ يقيمُ معها ويرعاها دائِمًا).
يعملُ روجيليو بفرحٍ وغالبًا ما يعملُ لفترتين (ساعاتٍ مضاعَفَةٍ) لكسبِ المالِ الكافي كيلا تعملَ زوجتَهُ وتتمكَّنَ مِنَ البقاءِ في المنزلِ لرعايةِ الأشخاصِ الَّذين أوكَلهم اللهُ إليهما. وعندما أخبرتُهُ كيفَ ألهماني هو وزوجته لأُحِبَّ بشكلٍ أفضل بسببِ الطَّريقةِ الَّتي فتحا بها قلبيهما وبيتهما لخدمةِ أفرادٍ من أُسرتِهما، قال: ”يُسعِدُني أن أخدمهم …. وأخدمكم أنتم أيضًا“.
تُؤكِّدُ حياةُ روجيليو على قُوَّةِ العيشِ بكرمٍ وثِقَةٍ بأنَّ اللهَ سَيُسدِّدُ احتياجاتِنا بينما نخدُمُ بعضنا البعض بإيثارٍ (وضعَ احتياجاتِ الآخرين قبل احتياجاتِنا). حثَّ الرَّسولُ بولس شعبَ اللهِ قائلًا كونوا ”وَادِّينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِالْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ، مُقَدِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْكَرَامَةِ … فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ، صَابِرِينَ فِي الضِّيْقِ، مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ“ يجب أن نفعل ذلك ونحنُ نشارِكُ ”فِي احْتِيَاجَاتِ الْقِدِّيسِينَ، (و) عَاكِفِينَ عَلَى إِضَافَةِ الْغُرَبَاءِ“ (رومية 12: 10- 13).
يُمكِنُ لحياتِنا أن تتغيَّر في لحظةٍ، ونكونُ نحنُ أو أحباؤنا في ظروفٍ تبدو وكأنَّها لا تُحتَمَل. لكنْ عندما نكونُ مستعدين لمشاركةِ كُلِّ ما أعطاهُ اللهُ لنا بينما ننتظِرُهُ، يُمكِنُنا التعلُّقُ بحُبِّهِ الدَّائِمِ … معًا.
– سوتشيل ديكسون