التزمتْ أُمي بأمورٍ كثيرةٍ في حياتِها، لكنَّ أحَّدَ الأمورِ الَّذي ظلَّ ثابتًا هو رغبتُها في رؤيةِ الأطفالِ الصِّغارِ يأتونَ إلى يسوع. في المرَّاتِ القليلةِ الَّتي رأيتُ فيها أُمي تُظهِرُ عدمَ موافقتِها واعتراضِها علانيَّة كانتْ عندما حاوَلَ أحَّدُ الأشخاصِ خفضَ ميزانيَّةِ خِدمَةِ الأطفالِ وذلك لوضعها في خدمةٍ شعر بأنَّها أكثرُ أهميَّةٍ من خدمة الأطفالِ. قالتْ لي: ”أخذتُ إجازةً مِن الخدمَةِ مرَّةً واحدةً فقط في الصَّيفِ عندما كنتُ حامِلًا بأخيكَ“. حين قُمت بإجراءِ بعضِ الحساباتِ الرِّياضيَّةِ، أدركتُ بأنَّ أُمِّي ظلَّتْ تعملُ مع الأطفالِ في الكنيسةِ خمسةً وخمسينَ عامًا.
يُسجِّلُ الأَصحاحُ 10 من إنجيلِ مُرقس إحدى القَصصِ المحبوبَةِ في الأناجيلِ بعنوانِ ”الأطفالُ الصِّغارُ ويسوع“. كانَ النَّاسُ يأتونَ بالأطفالِ إلى يسوع لكي يلمسَهم ويبارِكَهم. لكنَّ التَّلاميذَ حاولوا منعَهم. يُسجِّلُ مرقسُ بأنَّ يسوعَ اغتاظَ ووبَّخ تلاميذَهُ قائلًا: ”دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ“ (عدد 4).
كتبَ تشارلز ديكنز: ”أُحِبُّ هؤلاءَ الصِّغارِ؛ ليسَ بالأمرِ القليلِ أن يُحبُّوننا وهم حديثو العهدِ للغاية معَ اللهِ“. وليسَ بالأمرِ القليلِ كذلكَ أن نفعلَ كُلَّ ما بوسعنا نحنُ الأكبرُ سِنًا للتَّأَكُّدِ مِن عدمِ منعِ الأطفالِ الصِّغارِ أبدًا مِن محبَّةِ يسوع المُتجَدِّدَةِ.
– جون بلازيه