تروي أليس كاهولسونا قِصَّةً عَن كيفَ يجلُسُ سُكَّانُ هاواي خارجَ معابِدهم لفتراتٍ طويلةٍ مِنَ الوقتِ كي يُعدَّوا أنفسَهم قبلَ دُخولِها. وحتَّى بعدَ دخولِهم المعبد يسيرونَ ببطءٍ وهدوءٍ إلى المَذبحِ ليقدموا صلواتِهم. بعدَ ذلكَ يجلسونَ في الخارجِ مرَّةً أُخرى لمُدَّةٍ طويلةٍ ليبثُّوا ”نسمةَ حياةٍ“ في صلواتِهم. عندما جاءَ المبشرونَ إلى الجَّزيرةِ، اعتبَرَ سُكَّانُ هاواي في بعضِ الأحيانِ بأنَّ صلواتِهم غريبةٌ. فقد كانَ المرسلونَ يقفونَ وينطقونَ بضعةَ عباراتٍ ويُسمُّونَها ”صلاةً“ ثمَّ يقولونَ آمِّينْ، وينتهونَ مِنها. وصفَ سُكَّانُ هاواي هذهِ الصَّلواتِ بأنَّها بلا بثِّ ”نسمةَ حياةٍ“.
تتحدَّثُ قِصَّةُ أليس عن كيفَ أنَّ شعبَ اللهِ قد لا ينتهزُ دائمًا الفرصَةَ لـ ”يَكُفَّ ويعلمَ“ (المزمور 48: 10). لا تُخطئُ في فهمِ هذا الكلامِ، فـ اللهُ يسمعُ صلواتِنا سواءٌ كانتْ سريعةً وعلى عَجِلٍ أو بطيئةً. لكنْ عادةً ما تُحاكي حياتُنا وتيرةَ قلوبِنا، ونحنُ بحاجةٍ لإتاحةِ وقتٍ كافٍ للهِ لكي يتحدَّثَ ليس فقطَ لحياتِنا بل ولحياةِ الَّذينَ مِن حولِنا أيضًا. لكمْ فاتتنا لحظاتٌ واهبةٌ للحياةِ بسبب التَّعجُّلِ والتَّسرُّعِ وقولِ آمِّينْ والانتهاءِ مِنَ الصلاة!
جميعُنا على الأغلبِ يُعاني من نفاذِ الصَّبر معَ كُلِّ ما يتحرَّكُ أَمامنا ببطئٍ، سواءٌ كانوا أشخاصًا يتصرَّفونَ أو يعملونَ ببطءٍ أو أشياءً أو حتَّى حركةَ مرورٍ بطيئَةٍ. لكنَّني أُؤمِنُ بأنَّ اللهَ يقولُ لنا في لُطفِهِ: ”توقَّفْ وسَكِّنْ نفسَكَ وتنفَّس بهدوءٍ وببطءٍ. اهدأْ وتمهَّلْ وتذكَّر بأنَّني اللهُ، ملجأُكَ وقُوَّتُكَ، وبأنَّ معونتي حاضرةٌ دائمًا لتُساعِدُكَ في مشكلاتِكَ وفي وقتِ الضِّيقِ“. عندما تقومُ بذلكَ فإنَّكَ تُدرِكُ بأنَّ اللهَ هو الإلهُ. وبأنَّ القيامَ بذلِكَ هو ثقةٌ وحياةٌ.
– جون بلازيه