تقدَّمتُ إلى وظيفةٍ في مؤسَّسَةٍ مسيحيَّةٍ منذُ سنواتٍ، كانتْ هناكَ مجموعةٌ مِنَ القواعِدِ المُتعلِّقَةِ بشُربِ الكحوليَّاتِ والتَّبغِ وأشكالٍ مُعيَّنةٍ مِنَ الأمورِ التَّرفيهيَّة. كانَ تفسيرُ ذلكَ: ”نتوقَّعُ مِن موظفينا سلوكًا مسيحيًّا“. كنتُ أتَّفِقُ معَ هذهِ القائِمَةِ مِنَ الأمورِ لأسبابٍ لا تتعلَّقُ في الأغلبِ بإيماني، بل لأنَّني فعليًّا لم أتناولْ هذه الأشياء ولم أقمْ بتلكَ الأمورِ. لكنَّني فكَّرَتُ تفكيرًا جدليًّا، لماذا لم تكنْ لديهم قائمةٌ عنْ عدمِ السُّلوكِ بعجرفةٍ وتكبُّرٍ، وعنْ أن نكونَ حسَّاسين وغير قاسيين وأن نكونَ مُهتمين بالأمورِ الرُّوحيَّةِ، وغير ناقدين؟ لم يتمّ ذكرُ أيٍّ مِن هذهِ الأمورِ.
لا يُمكنُ تحديدُ اتِّباعِنا ليسوع بقائمةٍ من القواعدِ. إنَّها نوعيَّةُ حياةٍ يصعُبُ تحليلُها أو وصفها بشكلٍ مُحدَّدٍ لكن يمكنُ وصفُها بأنَّها ”جميلةٌ“
تُلخِّصُ التَّطويباتُ في متَّى 5 هذا الجَّمالَ: الَّذين يسكُنُ فيهم روحُ يسوع ويعتمدون عليه هم متواضعون ومُنكرون لأنفسِهم. ويتأثَّرونَ بشِدَّةٍ بمعاناةِ الآخرين. إنَّهم لطفاءٌ شفوقون. يتوقَّعونَ الخيرَ في أنفُسِهم وفي الآخرين. رحماءٌ على الَّذين يحاولونَ ويفشلونَ. يُحبُّونَ يسوع بكُلِّ قلوبِهم. مسالمون، يتركونَ وارءَهم ميراثًا مِنَ السَّلامِ. لطفاءٌ مع الَّذين يستغلونَهم ويُسيؤون إليهم، ويقابلونَ الشَّرَّ بالخيرِ. مُطَوَّبون وهي كلمةٌ تعني بأنَّهم سعداءٌ في معناها الأعمقِ.
تجذبُ هذه النَّوعيَّةُ مِنَ الحياةِ انتباهَ الآخرين وتكونُ للذين يأتونَ إلى يسوع ويطلبونَها منه.
– ديفيد إتش. روبر