اجتمعَ أَعضاءُ إِحدى الخدماتِ في جنوبِ كاليفورنيا عبرَ الانترنت قبلَ برنامَجِهم المسائيِّ وكانتْ التَّحياتُ دافِئَةً ومُرَحِّبَةً: ”رُؤيتكمُ أَمرٌ رائِعٌ!“ ”رٌؤيتُكَ أَنتَ أَيضًا أَمرٌ رائِعٌ!“ ”مسرورٌ جِدًّا بوجودِكم هنا!“. لكوني المُتَحَدِّثَةُ في ذَلِكَ الِّلقاءِ، شاهدتُ ما يحدُثُ بِصَمتٍ بينما الآخرون يتجمعونَ في المُكَالَمَةِ المرئِيَّةِ (فيديو). ولكوني انطوائِيَّة ولا أَعرفُ أَيًّا منهم، شعرتُ بأَنَّني دخيلةٌ. ثُمَّ انفتحتْ فَجأةٌ شَاشةٌ وظَهرَ وجهُ قَسِّ كنيستي. ثُمَّ انفتحتْ شَاشةٌ أخرى وانضمَّ صديقٌ قديمٌ لي مِنَ الكنيسةِ إلى المُكَالَمَةِ. عندما رأَيتُهما زالَ شُعوري بالوحدةِ. يبدو بأَنَّ اللهَ قد أَرسلَ دعمًا لي.
لم يكنْ إيليَّا بِمُفرَدِهِ أَيضًا، رغمَ شعورِهِ بالوِحدَةِ وقَولِهِ ”بَقِيتُ أَنَا وَحْدِي“ بَعدَ هُروبِهِ مِنْ غَضَبِ إيزابِل وآخاب (الملوك الأَوَّلُ 19: 10). وبعدَ سَيرِهِ في البرِّيَّةِ مُدَّةَ أَربعينَ يومًا وأَربعينَ ليلةً، اختبأَ إِيليَّا في كهفٍ على جبلِ حوريب. لكِنَّ اللهَ دعاهُ للعودَةِ إلى الخدمَةِ وقالَ له: ”اذْهَبْ رَاجِعًا فِي طَرِيقِكَ إِلَى بَرِّيَّةِ دِمِشْقَ، وَادْخُلْ وَامْسَحْ حَزَائِيلَ مَلِكًا عَلَى أَرَامَ، وَامْسَحْ يَاهُوَ بْنَ نِمْشِي مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَامْسَحْ أَلِيشَعَ بْنَ شَافَاطَ مِنْ آبَلَ مَحُولَةَ نَبِيًّا عِوَضًا عَنْكَ“ (العددان 15- 16).
ثُمَّ أَكَّدَ اللهُ له أَنَّهُ ليسَ بِمفرَدِهِ قائلًا: ”قَدْ أَبْقَيْتُ فِي إِسْرَائِيلَ سَبْعَةَ آلاَفٍ، كُلَّ الرُّكَبِ الَّتِي لَمْ تَجْثُ لِلْبَعْلِ وَكُلَّ فَمٍ لَمْ يُقَبِّلْهُ“ (عدد 18). كما تَعَلَّمَ إِيليَّا، ونحنُ نخدُمُ اللهَ فإننا لا نخدُمَهُ بِمُفَرِدنا. وعندما يُرسِلُ اللهُ المُسَاعَدَةَ، نخدُمَهُ معًا.
– باتريشيا رايبون