هَرَبَ زاندر مِنْ بينِ ذِراعيِّ وَالِدَتِهِ بينما كانا يَتِّجهانِ إلى سَيَّارَتِهما، واندفعَ بِجنونٍ نَحوَ أَبوابِ الكَنيسَةِ. ولم يُردْمُغادَرَتِها! ركَضَتْ وَالِدَتُهُ خَلْفَهُ وحاولتْ بِمَحَبَّةٍ إِقناعَهُ بالذَّهابِ مَعَها كي يُغادِرا. وأَخيرًا عِندَما حَمَلَتْهُ بينَ ذِرَاعَيها بَكى بِشِدَّةٍ ومَدَّ يَديهِ مِنْ فوقِ كَتِفِها نَحوَ الكنيسةِ بِتَوقٍ وهما يبتعدانِ.
رُبَّما كانَ زاندر قد استمتَعَ بِالَّلعِبِ معَ أَصدقائِهِ في الكنيسةِ، لكنَّ تَوقَهُ للرُجوعِ إلى الكنيسةِ هو صورةٌ لرَغبَةِ داود في عِبادَةِ اللهِ. على الرَّغمِ مِنْ أَنَّهُ طَلَبَ مِنَ اللهِ التَّصدِّي لأعدائِهِ مِنْ أَجْلِ راحَتِهِ الشَّخْصِيَّةِ وأَمَانِهِ إِلَّا أَنَّهُ أَرادَ السَّلامَ كيما يَتَمَكَّنَ مِنَ النَّظَرِ ”إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ، وَ(التَفَرَّس) فِي هَيْكَلِهِ“ (المزمور 27: 4). كانَتْ رَغْبَةُ قَلبِهِ أَنْ يَكونَ معَ اللهِ أَينما كانَ، والتَّمَتُّعَ بِحضورِهِ. أَرادَ أَعظمُ مُلوكِ إِسرائيل وبَطلُها العسكري استخدامَ وقتِ السَّلامِ ليُغني ويُرَنِّمَ للرَّبِّ (عدد 6).
يُمكِنُنا أَن نَعبُدَ الله بِحُرِّيَّةٍ في أَيِّ مَكانٍ، لأَنَّهُ يَسكُنُ فينا الآنَ بِالإيمانِ مِنْ خلالِ شَخصِ الرُّوحِ القُدُسِ (كورنثوس الأولى 3: 16؛ أفسس 3: 17). فلنرجو أَنْ نقضي أَيَّامَنا في مَحضَرِهِ ونَجْتَمِعَ مَعَ مؤمنين آخرين لعِبَادَتِهِ مَعًا. في اللهِ وليس بينَ حَوائِطِ مبنى أو كنيسةٍ، نَجِدُ أَمانَنا وفَرَحَنا الأَعظمَ.
– كيرستن هولمبرج