Month: ديسمبر 2021

الاهتمامُ بالمحتاجين

فتحَ أَلفيس سمرز البابَ فَوَجَدَ سموكي المرأةَ الضَّعيفَةَ الَّتي تَأَتي بانتظامٍ لِتَطْلُبَ عِلَبًا فَارِغَةً لَتستبدلها بِمالٍ. هذا المالُ هو مَصدَرُ دَخْلِها الرَّئيسيِّ. خَطَرَتْ على بَالِ إِلفيس فِكْرَةٌ، فَسَأَلَها: "هَلْ يُمْكِنُكَ أَن تُريني المَكانَ الَّذي تَنامينَ فيه؟" أَخَذَتْهُ سموكي إِلى مَكَانٍ ضَيِّقٍ عَرْضُه قدمين أَرَضهُ مِنَ التَّرابِ بِجوارِ مَنزِلٍ. تَحَرَّكَ قَلبُ سمرز وَأَشفقَ عليها فَقَامَ بِبناءِ بيتٍ صَغيرٍ بَسيطٍ يُوَفِّرُ لها…

مُنقذي مِن عَدويِّ القوَيِّ

عامَ 2010 مُنِحَ جورج فوجنوفيتش وَهو في سِنِّ الرَّابِعَةِ وَالتِّسعين النِّجْمَةَ البرونزيَّةَ لتَنظيمِهِ "أَحَّدِ أَعظَمِ جُهودِ الإِنقاذِ في الحربِ العالَمِيَّةِ الثَّانِيَةِ" حَسَبَ وَصفِ صَحيفَةِ نيويورك تايمز. فوجنوفيتش هو ابن مُهاجرَين مِنَ الصَّربِ إِلى الولاياتِ المُتَّحِدَةِ، انْضمَّ إِلى الجَّيشِ الأَمريكيِّ. وَعِندما وَصَلتْ أَنباءٌ عَن أَنَّ مُتمرِّدين مِن يوغوسلافيا كانوا يَحمونَ طَيارين أَمريكيين أُسقطتْ طائراتُهم. عادَ فيجنوفيتش إلى موطِنِ عَائِلَتِهِ، وَقفَزَ بِالمِظَلَّةِ…

جَمْعٌ كَثِيرٌ

اجتمعنا مَعًا لِحُضورِ خِدْمَةِ صَباحِ الأَحَدِ عبرَ الانترنتِ بِفَرَحٍ وَتَرَقُّبٍ. وَرغمَ أَنَّنا كُنا مُبْتَعدين مَكانِيًّا بِسَبَبِ انتشارِ فيروس كُورونا، إِلَّا أَنَّنا فَرِحنا بِفُرْصَةِ الاحتفالِ بِزَوَاجِ جَافين وَتيجانا. قَامَ أصدقاؤنا الإيرانيون المَوهوبونَ تِقَنيًّا بِبَثِّ الخِدْمَةِ لِلأَصْدِقَاءِ وَالعائِلَةِ المُنتشرين جُغرافِيًّا بِمَا في ذَلِكَ إِسبانيا وَبُولندا وَصِربيا. ساعدنا هذا النَّهجُ في التَّغَلُّبِ على القيودِ كَما فِرحنا بِعَهْدِ الزَّواجِ. لقد وَحَّدنا رُوحُ اللهِ وَأعطانا…

ابقوا معًا

اختلفَتْ وَانقسمَتْ كَنِيسَةُ دوبيري المَعْمَدَانِيَّةُ بِسَبَبِ وركِ دَجاجَةٍ في أَوَائِلِ القَرْنِ التَّاسِعِ عَشر. تُوجَدُ رِواياتٌ مُتَعَدِّدَةٌ لِلقِصَّةِ، لَكِنَّ الرِّوَايَةَ الَّتي رَواها أَحَّدُ الأَعضاءِ الحَاليِّين هي أَنَّ رَجُلين تَشاجرا على آخِرِ قِطعَةِ وركِ دَجاجةٍ في مَأدُبَةِ طعامٍ بِالكنيسَةِ. قَالَ أَحَّدُ الرَّجلين أَنَّ اللهَ أَرادَهُ أَنْ يَأخُذَ تِلَكَ القِطْعَةَ. رَدَّ الرَّجُلُ الآخر بِأَنَّ اللهَ لا يُهِمُّهُ ذَلِكَ، وَأَرادَ أَنْ يَأخُذَ تِلَكَ القِطْعَةَ…

الاسمُ المِثالِيُّ

في أَحَّدِ أَيَّامِ شَهرِ أُغسطس/ آب الحَارَّةِ الرَّطِبَةِ، انْجَبتْ زَوجتي ابنَنا الثَّاني. لَكِنَّهُ ظَلَّ بِلا اسمٍ بينما كُنَّا نُحاوِلُ الاستقرارَ على اسمٍ مُعَيَّنٍ. بَعدَ قَضاءِ سَاعَاتٍ طَويلَةٍ في مَحَلَّاتِ الآيسِ كريم وَقَطْعِ مَسافَاتٍ طَويِلَةٍ بِالسَّيَّارَةِ، لمْ نَزلْ غيرَ قادرين على اتِّخاذِ قَرارٍ. ظَلَّ بِبساطَةٍ ابنَ عائِلَةِ وِيليامز مُدَّةَ ثلاثِ أَيَّامٍ قَبلَ أَنْ نَتَّخِذَ قرارًا بِتَسمِيَتِهِ ميكا )ميخا(.

قدْ يَكونُ اختيارُ…

المُعطي المَسرور

لمْ تَكن لدى نيكلاوس المولودُ في القَرنِ الثَّالثِ أَيُّ فِكْرَةٍ تقولُ بأنَّهُ سيكونُ مَعروفًا بَعدَ قُرُونٍ مِن وفاتِهِ باسمِ سانتا كلوز. لقد كانَ مُجَرَّدَ رَجُلٍ أَحَبَّ اللهَ وَاهتمَّ بِالنَّاسِ بِصِدقٍ وَكانَ مَعروفًا بِأَنَّهُ يُعطي بِفَرَحٍ مِن ممتلكاتِهِ وَيَعْمَلُ أَعمالًا طَيِّبَةً. تُروي قِصَّةٌ بأَنَّهُ بَعدَ مَعْرِفَتِهِ بِأَنَّ أُسرَةً كانتْ تُعاني مِنْ ضَائِقَةٍ مَالِيَّةٍ كَبيرَةٍ، جَاءَ إلى بَيتِها لَيلًا وَأَلقى كِيسًا يَحْتَوي…

كِتَابٌ مُقَدَّسٌ مُصَوَّرٌ

البلاطُ السِّيراميكُ المُزخرفُ بِالَّلونين الأَزرق وَالأَبيض الموجودِ بِشَكلٍ شَائِعٍ في المَنازِلِ الهولنديَّةِ مصنوعٌ في مَدينةِ دلفتْ. وَغَالِبًا ما يُصَّوِّرُ )السِّيراميكُ( مَشاهِدًا مَألُوَفةً لِهولندا: بَساتينَ جَميلَةً وَمساحَاتٍ خَضراءً، طَواحينَ الهواءِ المُنتَشِرَةَ، وَأَشخاصًا يَعملونَ وَيلعبونَ.

في القرنِ التَّاسِعِ عشر، كتبَ تشارلز ديكنز في كِتَابِهِ "جوقاتُ عيدِ الميلادِ" كيفَ استُخدِمَتْ تِلكَ البلاطاتِ في تصويرِ الكتابِ المُقَدَّسِ. وَوَصَفَ مِدفأَةً قَديمَةً بناها رَجُلٌ هولنديٌّ مُستخدِمًا…

الجِّيلِ الحَالِيُّ

عام 1964 قالَ الشَّابُّ جَاك واينبرج المَناصرُ للبيئةِ "لا تثقْ أَبدًا في أَيِّ شَخصٍ يبلغُ مِنَ العُمرِ أَكثرَ مِن ثَلاثين عامًا". أَثَّرَ تَعلِيقُهُ في جيلٍ كَامِلٍ وَشَكَّلَه وَقد نَدِمَ على ذَلِكَ وينبرج لاحقًا. قالَ وَهوَ يَنظرُ إلى الماضي: "أَمرًا قُلتُهُ دونَ تَفكيرٍ أو تَرويِّ .... أَصْبَحَ مُشَوَّهًا تَمامًا وَأُسيءَ فَهْمُهُ".

هلْ سَمِعْتَ تَعليقًا يُحِطُّ مِن قَدرِ جيلِ الأَلفيَّةِ؟ أَو العكسِ…

هُوِيَّةٌ حَقِيقِيَّةٌ

عندما رَاجَعتْ صَديقتي الصُّورَ الَّتي التَقَطتُها لها، أَشارَتْ إِلى تفاصيلِ جَسَدِها الَّتي رَأَتها كَعُيوبٍ. طَلَبتُ مِنها أَن تنظرَ بِتفَحُصٍ أَكثر. وَقلتُ لها: "أَرى ابنةً جَميلَةً وَمحبوبةً لِملكِ المُلوكِ. أَرى إِنسانَةً عَطوفَةً مُحِبَّةً للهِ وَالآخرين، الَّتي أَحدثَ لُطفُها الصَّاِدقُ وَكَرَمُها وَإِخلاصُها اختلافًا في حياةِ الكثيرين". عندما رأَيتُ الدُّموعَ تَملأُ عَينيها، قُلتُ: "أَعتَقِدُ بأَنَّكِ بِحَاجَةٍ إِلى تَاجٍ!" في وَقْتٍ لاحِقٍ بَعدَ ظُهرِ…

الاحتفالُ بِالتَّنَوُّعِ

استَعَدَّ 608 طَالِبٍ لِتَلَقِّي شَهادَاتِ تَخَرُّجِهم في حَفلِ مَدْرَسَةٍ ثَانَويَّةٍ مَحَلِّيَّةٍ عامَ 2019. بَدَأَ المُديرُ الاحتفالَ بِالطَّلَبِ مِنَ الطُّلابِ الوُقوفَ أَثناءَ قِرَاءَتِهِ لأسماءِ البلادِ الَّتي وُلدوا فيها: أَفغانستان، بوليفيا، البوسنة .... اسَتَمرَّ المديرُ في القِراءَةِ حَتَّى الانتهاءِ مِنْ أسماءِ ستين دولَةٍ، وَكانَ كُلُّ طالبٍ مِنْ كُلِّ دولَةٍ يَقِفُ وَيَهتِفُ الآخرونَ مَعَهُ. ستونَ دَولَةٍ وَمَدرَسَةٍ ثَانوِيَّةٍ وَاحِدَةٍ.

كَانَ جَمَالُ الوحْدَةِ وَالتَّنوعِ…