اختلفَتْ وَانقسمَتْ كَنِيسَةُ دوبيري المَعْمَدَانِيَّةُ بِسَبَبِ وركِ دَجاجَةٍ في أَوَائِلِ القَرْنِ التَّاسِعِ عَشر. تُوجَدُ رِواياتٌ مُتَعَدِّدَةٌ لِلقِصَّةِ، لَكِنَّ الرِّوَايَةَ الَّتي رَواها أَحَّدُ الأَعضاءِ الحَاليِّين هي أَنَّ رَجُلين تَشاجرا على آخِرِ قِطعَةِ وركِ دَجاجةٍ في مَأدُبَةِ طعامٍ بِالكنيسَةِ. قَالَ أَحَّدُ الرَّجلين أَنَّ اللهَ أَرادَهُ أَنْ يَأخُذَ تِلَكَ القِطْعَةَ. رَدَّ الرَّجُلُ الآخر بِأَنَّ اللهَ لا يُهِمُّهُ ذَلِكَ، وَأَرادَ أَنْ يَأخُذَ تِلَكَ القِطْعَةَ بِشِدَّةٍ. غَضِبَ الرَّجُلان للغاية لِدَرَجَةِ أَنَّ أَحَّدَهم ذَهَبَ وَبَدأَ يُنشِئُ كَنيسَةَ دُوبيري المَعمدانِيَّةَ الثَّانيةَ عَلى بُعْدِ عِدَّةِ كيلو مِتراتٍ. شُكرًا للهِ، حَسَمَتْ الكنيستان خِلافاتِهما وَأَقَرَّ الجَّميعُ بِأَنَّ سَبَبَ انقِسَامِهما كانَ سَخيفًا.

يُوافِقُ يسوعُ على الوِحْدَةِ وَعَدَمِ الانقسَامِ. فقدْ صَلَّى في الَّليلَةِ السَّابِقَةِ لِمَوتِهِ مِنْ أَجْلِ أتْباعِهِ قَائِلًا: ”لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ … لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي“ (يُوحَنَّا 17:  21، 23).

يُوافِقُ بُولسُ أَيضًا. فقد حَثَّنا على أَنْ نَسلُكَ بِكُلِّ تَواضُعٍ ”مُجْتَهِدِينَ أَنْ (نحْفَظُ) وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ. جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ“ (أفسس 4: 3- 4). وَهذين لا يُمكِنُ فَصلُهما (الجَّسَدِ الوَاحِدِ وَالرُّوحِ الوَاحِدِ).

علينا نحنُ الَّذين نبكي على جَسَدِ المسيحِ المَكسورِ مِنْ أَجلِ خَطايانا أَلَّا نُمَزِّقَ جَسَدَهُ الكنيسةَ بِغَضَبِنا وَنَميمَتِنا وَتَعَصُّبِنا. مِنَ الأَفضلِ أَنْ نَعْتَبِرَ وَنَجْعَلِ أَنْفُسَنا مُخطئين (وَنَتَنَازَلَ عَنْ فَرضِ آرائِنا وَرَغَباتِنا) مِنْ أَنْ نَكونَ مُذنبين بِعارِ انقسامِ الكنيسةِ. أَعطِ الرَّجُلَ الآخرَ وركَ الدَّجاجَةِ وَقِطعَةً مِنَ الفَطيرَةِ أَيضًا!

– مايك ويتمر