عندمَا بَلَغْتْ بريوني الثَّلاثين مِنْ عُمُرِها كَانَتْ حَزِينَةً لِأَنَّها ظَلَّتْ في وَظيفةِ مَبيعاتٍ لَمْ تُحِبَّها أَبدًا. وَقَرَّرَتْ أَنَّ الوَقتَ قَدْ حَانَ لِلتَّوَقُّفِ عَنِ المُمَاطَلَةِ وَالعُثورِ عَلى مِهْنَةٍ جَديدَةٍ. جَعَلَتْ لَيلَةُ رَأسِ السَّنَةِ دِيفيد يَنظرُ إلى المِرَآةِ وَيَتَعَهَّدُ بِأَنَّهُ سَيَفْقِدُ وَزْنَهُ الزَّائِدَ في هَذا العامِ. وَبِالنِّسبَةِ لـ جيمس كَانَ يَرى مُرورَ شَهرٍ آخر دُونَ أَنْ تَقِلَّ نَوباتُ غَضَبِهِ، وَوَعَدَ نَفْسَهُ بِأَنَّهُ سَيُحَاوِلُ بَذْلَ جُهْدٍ أَكبرَ في الشَّهرِ القَادِمِ (شَهرُ يَناير).
إِن كُنْتَ قَدْ تَعَهَّدتَ مِنْ قَبل أَنْ تَتَغَيَّرَ فِي بِدَايَةِ شَهرٍ جَدِيدٍ أَو عَامٍ جَدِيدٍ أَو فِي عِيدِ مِيلادِكَ (عِندَ بِدَايَة مَرْحَلَةٍ كَبيرَةٍ مِثلَ وصولِكَ لسِنِّ الثَّامِنةِ عَشر أَو الحَادية وَالعشرين إلخ) فَأَنْتَ لَسْتَ الوحيدَ الَّذي قَامِ بِذلِكَ. لدى الباحثونَ اسِمًا لِهذهِ التَّعَهُّداتِ: تَأثيرُ البِدايَةِ الجَّديدةِ. وَيقْتَرِحونَ بِأَنَّهُ فِي هَذِهِ النِّقاطِ مِنَ التَّقويمِ نَكونُ عرضَةً لِتَقييمِ حَياتِنا وَمُحَاوَلَةِ وَضعِ إِخفاقَاتِنا وَراءِنا وَالبدءِ مِنْ جَديدٍ. ونَحن نريد أن نَكونَ أَشخاصًا أَفضلَ وَنَتوقَ إلى بِدايَةٍ جَديدَةٍ.
يَتَحَدَّثُ الإِيمانُ بِيسوع بِقُوَّةٍ إلى هَذِهِ الأَشواق، وَيُقَدِّمُ رُؤيَةً لِمَا يُمْكِنُ أَنْ تَكونَ عَلَيهِ أَفضلُ صُورَةٍ لِذَوَاتِنا (كولوسي 3: 12- 14). وَيُقَدِّمُ هَذا التَّغييرَ لَيسِ بِالقَرارَاتِ وَالتَّعَهُّدَاتِ وَحْدَها، لَكن بِالقُوَّةِ الإِلَهِيَّةِ. عِندمَا نُؤمِنُ بِيسوع، نُصْبِحُ خَلِيقَةً جَدِيدَةً وَيَعْمَلُ رُوحُ اللهِ فِينا لِيَجْعَلَنا كَامِلين (عدد 10؛ تيطس 3: 5).
إِنَّ قُبولَ خَلاصِ يَسوع هُوَ البِدايَةُ الجَّديِدَةُ المُطْلَقَةُ. وَلا يَحتاجُ إلى انتظارِ تَقويمٍ خَاصٍّ أَو تَاريخٍ مُعَيَّنٍ. يُمْكِنُ لِحَياتِكَ الجَديدَةِ أَنْ تَبدأَ الآنَ.
– شيريدان فويسي