حَتَّى عُمرِ الثَّمانية عشر شَهرًا لَمْ يَستطعْ الطِّفلُ مِيزون سَمَاعَ صَوتَ وَالِدَتِهِ مُطْلقًا. ثُمَّ قَامَ الأَطباءُ بِتَرْكِيبِ جِهازٍ لِمُسَاعَدَتِهِ عَلى السَّمَعِ. سَأَلَتهُ أُمُهُ لورين: ”هَلْ يُمْكِنُكَ سَماعي؟“ أَضَاءَتْ عَينا الطِّفلِ. فَأَضَافَتْ لُورين: ”أَهلًا يَا طِفلي!“. استَجَابَ مَيزون وَهو مُبْتَسِمٌ وَهَمْهَمَ بِصَوتٍ لَطيفٍ. عَرَفَتْ لُورين وَدُمُوعُها تَجري بِأَنَّها شَهِدَتْ مُعجِزَةً. كَانَتْ قَدْ وَلَدَتْ مِيزون بَعدمَا أَطْلَقَ عَليها مُسَلَّحونَ النَّارَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ أَثناءَ اقتحامِهم مَنزِلِها بِشكلٍ عَشوائِيٍّ. كَانَ وَزنُ مِيزون عِندَ وِلادَتِه رَطْلًا وَاحِدًا (454 جم تقريبًا) وَكان قَدْ قَضى 158 يَومًا في العِنايَةِ المُرَكَّزَةِ وَلَمْ يَكنْ مِنَ المُتَوَقَّعِ أَنْ يَعيشَ، نَاهيكَ عَنْ أَنْ يَسْمَعَ.
تُذَكِّرُني تِلْكَ القِصَّةُ الَّتي تُثْلِجُ القَلبَ بِأَنَّ اللهَ يَسْمَعُنا. صَلَّى المَلِكُ سُلَيمانُ بِلَجَاجَةٍ كي يَميلَ اللهُ أُذُنَهُ إِليهِ، خَاصَّةً فِي الأَوقاتِ العَصِيبَةِ. ”إِذَا أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ وَلَمْ يَكُنْ مَطَرٌ“ (المُلوكُ الأّوَّلُ 8: 35)، وَ“إِذَا صَارَ فِي الأَرْضِ جُوعٌ، (أَو) وَبَأٌ“، وَإِذا حَدَثَتْ كَوارِثٌ وَأَمراضٌ (عَدد 37)، وَحَتَّى إِذا أَخطأوا، صَلَّى سُليمانُ قَائِلًا: ”اسْمَعْ مِنَ السَّمَاءِ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَاقْضِ قَضَاءَهُمْ“ (عدد 45).
اسْتَجَابَ اللهُ بِصَلاحِهِ بِوعدٍ لا يَزَالُ يَلْمِسُ قُلوبَنا: ”إِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلَّوْا وَطَلَبُوا وَجْهِي، وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيةِ فَإِنَّنِي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ“ (أَخبارُ الأَيَّامِ الثَّاني 7: 14). قد تَبدو السَّماءُ بَعِيدَةً جِدًّا، لّكِنَّ يَسوعَ مَع الَّذين يُؤمنونَ بِهِ. اللهُ يَسْمَعُ صَلَواتِنا وَيُجِيبُها.
– بَاتْرِيشيا رَايبون