في إحدى إجازاتي، جَلَستُ على الرَّصِيفِ البَحرِيِّ أَقرأُ كِتابِيَ المُقَدَّسَ وَأُشَاهِدُ زَوجي وَهوَ يَصطادُ. اقتربَ مِنَّا شَابٌ وَاقترحَ عَلينا اسَتخدامَ طُعمٍ مُختلِفٍ. ثُمَّ نَظَرَ إِليَّ وَهُو يُبَدِّلُ ارْتِكَازِهِ مِنْ إِحدى قَدمَيهِ إِلى الأُخرى وَقَال: ”لَقَدْ كُنْتُ في السِّجْنِ“. وَأَشارَ إِلى كِتابِيَ المُقَدَّسِ وَتَنَهَّدَ قَائِلًا: ”هَل تعتقدينَ بِأَنَّ اللهَ يَهْتَمُّ حَقًا بِأَشخاصٍ مِثلي؟“

فَتَحْتُ إِنجيلَ مَتَّى 25 وَقَرَأتُ لَهْ بِصَوتٍ عَالٍ عَنْ يَسوعَ وَهُو يَتَكَلَّمُ عَنْ أَتْبَاعِهِ وَهُم يَزورونَ السُّجَنَاءَ.

قَالَ وَعَيناهُ مُمْتلِئتانِ دُموعًا عِندمَا شَارَكْتُهُ بِكَيفَ يَعْتَبِرُ اللهُ بِأَنَّ الُّلطفَ تِجَاهَ أَولادِهِ هو عَمَلُ مَحَبَّةٍ تِجَاهَهُ بِشَكلٍ شَخْصِيٍّ: ”هَل يَقولُ الكِتابُ ذَلِكَ؟ عَنِ الوجودِ في السِّجنِ؟“

ثُمَّ خَفَضَ رَأَسَهُ وَقَالَ: ”أَتَمَنَّى أَنْ يَغْفِرَ لِي وَالِديَّ أَيْضًا“. ثُمَّ ذَهَبَ وَهُو يَقولُ: ”سَأَعودُ حَالًا“. عَادَ وَأَعطاني كِتَابَهُ المُقَدَّسَ المُمَزَّقَ وَقَالَ: ”هَل تُريني أَينَ أَجِد هَذِهِ الكلماتِ؟“

أَومَأَتُ (مُوافِقَةً). عَانَقتُهُ أَنا وَزَوجي وَنَحنُ نُصَلِّي مِنْ أَجْلِهِ وَمَنْ أَجلِ وَالِديهِ. وَتَبادَلنا مَعلومَاتِ الاتِّصالِ ببعضنا البعض وَواصَلنا الصَّلاةَ مِنْ أَجْلِهِ.

قَدْ نَشْعُرُ في لَحظَةٍ أَو أُخرى، بِأَنَّنا غَيرُ مَحبوبين وَغَيرُ مُرَحَّبٍ بِنا وَمُحتَاجون وَحَتَّى سُجَناءٌ جَسَدِيًّا أَو عَاطِفيًّا (العددان 35- 36). سَنَحْتَاجُ حِينها إِلى تَذْكِيرٍ بِمَحَبَّةِ وَرَحْمَةِ وَغُفرانِ اللهِ. وَسَتكونُ لَدينا فُرَصًا لِدَعِم الآخرين ممن يُعانونَ مِن مَشاعِرَ كَهذهِ. يُمْكِنُنا أَنْ نَكونَ جُزءًا مِنْ خِطَّةِ اللهِ لِلفداءِ بينما نَنشُرُ حَقَّهُ وَحُبَّهُ أَينما نَذهَبُ.

– سوتشيل ديكسون