الدَّورانُ الرَّشيقُ عَلى قَدَمٍ وَاحِدَةٍ تَقومُ بِهِ رَاقصاتُ البَالِيه وَالَّذين يُمارسونَ الرَّقصَ المُعَاصِرَ عَلى حَدٍّ سواء. كُنتُ أُحِبُّ القِيامَ بِذَلِكَ الدَّوران فِي فَصْلِ الرَّقْصِ الحَديثِ عِندما كُنتُ طِفْلةً، كُنْتُ أَدورُ وَأَدورُ حَتَّى أُصابَ بِالدُّوارِ وَأَسْقُطُ عَلى الأَرضِ. وَمَعَ تَقَدُّمي فِي العُمرِ تَعَلَّمتُ حِيلةً لِمُسَاعَدَتي فِي الحِفاظِ عَلى تَوازُني وَتَحَكُّمي وَهي ”سبوتنيج“ الَّتي تَعني التَّركيزَ عَلى نُقْطَةٍ وَاحِدةٍ تَعودُ إِليها عَيناي في كُلِّ دَورَةٍ كَامِلَةٍ أَثناءَ الدَّورانِ. التَّركيزُ عَلى نُقْطَةٍ وَاحِدَةٍ كَانَ هو مَا أَحتاجُهُ لاتِّقانِ الدَّورانِ عَلى قَدَمٍ وَاحِدةٍ مَعَ نِهايَةٍ رَشيقةٍ.
نَحنُ جَميعًا نُواجِهُ الكَثيرُ مِنَ التَّقلُّباتِ (الدَّوراناتِ) في الحياةِ. وَعِندما نُرَكِّزُ عَلى مُشكلاتِنا تَبدو الأُمورُ الَّتي نُواجِهُها غَيرَ قَابِلَةٍ للتَّحَكُّمِ فِيها، مِمَّا يَجْعَلَنا نَشْعُرُ بِالدُّوارِ وَنَتَّجِهُ نَحوَ سُقوطٍ كَارِثيٍّ. يُذَكِّرنا الكتابُ المُقَدَّسُ بِأَنَّنا إِن أَبقينا أَذهانَنا مُرَكِّزةً عَلى اللهِ، فَسيَحْفَظَنا سَالِمين (إِشعياء 26: 3). يَعني السَّلامُ الكَامِلُ (سَالِمًا) إِنَّهُ بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ عَدَدِ المُنْعَطَفاتِ (الدَّوراناتِ) الَّتي تَأخُذُها الحياةُ فَإِنَّهُ يُمْكِنُنا أَن نَبقى هَادِئين وَوَاثِقين مِنْ أَنَّ اللهَ سيكونُ مَعنا خِلالَ مُشكلاتِنا وَتَجارُبِنا. فَهوَ ”صَخْرُ الدُّهُورِ“ (عدد 4) – النُّقطَةُ المُطْلَقَةُ الَّتي يَجِبُ أَن نُرَكِّزَ أَعينَنا عَليها لِأَنَّ وعودَهُ لَا تَتَغَّيرُ أَبدًا.
فَلنضَعَ أَعْيُنَنا عَليهِ كُلَّ يَومٍ، وَنَذْهَب إِليه فِي الصَّلاةِ وَدِرَاسَةِ وعودِهِ فِي الكتابِ المُقَدَّسِ. فَلْنَعْتَمِدُ عَلى اللهِ صَخْرِ الدُّهورِ، لِيُسَاعِدَنا عَلى التَّحَرُّكِ بِرَشَاقَةٍ فِي كُلِّ الحياةِ.
– كيميا لودر