كَانَتْ أُسْرَتُنا تُخَطِّطُ لِلحصولِ عَلى جَروٍ، لِذَلِكَ قَامَتْ ابنتي البَالِغَةُ مِنَ العُمرِ 11 عَامًا بِالبَحْثِ لِعِدَّةِ أَشهُرٍ. كَانَتْ تَعْرِفُ مَا يَجِبُ أَن يَأْكُلَهُ الكَلبُ وَكَيفَ تُقَدِّمُهُ إِلى بِيتِنا الجَّديدِ، وَعَدَدٍ آخر لَا يُحْصَى مِنَ التَّفاصِيلِ.
قَالَتْ لِي إِنَّه تَبَيَّنَ لَها بِأَنَّ أَفْضَلَ شَيءٍ لِلجِّراءِ أَنْ يَتُمَّ تَقديمُها إِلى غُرْفَةٍ وَاحِدَةٍ فِي كُلِّ مَرَّةٍ. لِذَلِكَ قُمنا بِإعدادِ غُرْفَةِ نَومٍ إِضَافِيَّةٍ بِعِنَايَةٍ (لِنَضَعَهُ فِيها فِي البِدايَةِ). أَنا مُتَأَكِّدٌ مِنْ أَنَّهُ سَتَظَلُّ هُناكَ مُفاجآتٌ سَتَظْهَرُ أَثناءَ قِيامِنا بِتَربِيَةِ جَروِنا الجَّديدِ، لَكِنَّ تَحضيراتِ ابنتي المَليئَةِ بِالبَهْجَةِ لَا يُمْكِنُ أَن تَكونَ أَكثرَ شُمولًا.
ذَكّرَتني الطَّريقَةُ الَّتي حَوَّلَت بِها تَرَقُّبَها الشَّغوفَ لِلحصولِ عَلى جَروٍ إِلى إعداداتٍ مُحِبَّةٍ لِقُدومِهِ، بِشَوقِ المَسيحِ لِمُشَارَكَةِ الحَياةِ مَعَ شَعْبِهِ وَوَعْدِهِ بِإِعدادِ مَنازِلٍ لَهم. قُرْبَ نِهَايَةِ خِدْمَتِهِ الأَرضيَّةِ حَثَ يَسوع تَلامِيذَهُ عَلى الثِّقَةِ بِهِ، قَالَ لَهم: ”أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي“ (يُوحَنَّا 14: 1). ثُمَّ وَعَدَ قَائِلًا: ”إِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا“ (عدد 3).
سُرْعَانَ مَا سَيواجِهُ التَّلاميذُ المُشكِلاتِ. لَكِنَّ يَسوعَ أَرادَ أَنْ يَعرفوا بِأَنَّهُ يَعْمَلُ لِيَأخُذَهم لِيكونوا مَعَهُ.
لَا يُمْكِنُني إِلَّا أَنْ أَفْرَحَ بِالاهتمامِ وَالإِعدادِ الدَّقيقِ المُتَعِّمدِ الَّذي قَامَتْ بِهِ ابنتي لِجَرونِا الجَّديدِ. لَكن يُمْكِنُني فَقط أَن أَتَخَيَّلَ مَدى سَعَادَةِ مُخَلِّصِنا وَهو يَقومُ بِالإِعدادِ التَّفصِيلِيِّ لِكُلِّ فَرْدٍ مِن شَعْبِهِ لِيتَشَارِك مَعَهُ الحياةَ الأَبَدِيَّةَ (عدد 2).
– آدم أر. هولز