لَمْ يَتَمَكَّنْ أحَّدُ الطَّيارين مِن وَضْعِ كُوبِ شَايٍ (مُمتلئ) فِي حَامِلِ الأَكوابِ الخاصِّ، لِذا وَضَعَهُ عَلى الكونسول الَّذي فِي الوَسَطِ (بَينَهُ وَبَينَ مُسَاعِدِهِ). عِندمَا وَاجَهتْ الطَّائِرةُ اضِّطراباتٍ (جَوِّيَّةٍ كَالمَطَّباتِ الهَوائِيَّةِ عَلى سَبيلِ المِثالِ) وَقَعَ الكُوبُ وَانْسَكَبَ الشَّايُ عَلى لَوحَةِ التَّحَكُّمِ الأَمرُ الَّذي أَدَّى إِلى تَوَقُّفِ المُحَرِّكِ. تَمَّ تَحويلُ مَسَارِ الطَّائِرَةِ وَهَبَطَتْ بِسَلَامٍ، لَكِنْ عِندمَا حَدَثَ ذَلِكَ مَرَّةً أُخرى بَعدَ شَهرين لِطاقَمِ شَرِكَةِ طَيرانٍ مُخْتَلِفَةٍ، أَدْرَكَ المُصَنِّعُ وجودَ مُشْكِلَةٍ. يَتَكَلَّفُ صنعُ الطَّائِرَةِ 300 مليون دُولار، وَلَكِنَّ حَامِلَ الأَكوابِ كَانَ أَصْغَرَ مِنَ الَّلازمِ. أَدَّى هَذا الإِهمالُ الصَّغيرُ فِي التَّصميمِ إِلى حدوثِ بَعضِ الَّلحظاتِ المُرَوِّعَةِ.

يُمْكِنُ لِلتَّفاصِيلِ الصَّغيرَةِ أَنْ تُدَمِّرَ أَكبرَ الخِطَطِ، لِذلِكَ يَحِثُّ الرَّجُلُ مَحْبُوبَتَهُ فِي سِفرِ نَشيدِ الأَنشادِ عَلى الإِمساكِ بِـ ”الثَّعَالِب الصِّغَار الْمُفْسِدَةَ لكُرُومِ“ حُبِّهما (2: 15). لَقدْ رَأى الثَّعالِبَ تَتَسَلَّقُ وَتَقفزُ مِنْ فَوقِ الجُّدرانِ وَتُفْسِدُ الكُرومَ بَحثًا عَنِ العِنَبِ. كَانَ مِنَ الصَّعْبِ الإِمساكُ بِها لِأَنَّها دَخَلَتْ الكَرمَ وَاختفتْ فِي ظُلْمَةِ الَّليل. لَكنْ يَجِبُ عَدَمُ تَجَاهُلِها.

مَا الَّذي يُهَدِّدُ عَلاقَاتِكَ الحَمِيمِيَّة؟ قَدْ لَا تَكونُ هناك أَخطاءٌ كَبيرَةٌ. وَقَدْ تَكونُ فقط مُجَرَّدَ ثَعالِبٍ صَغِيرَةٍ، تَعليقٌ بَسيطٌ هُنا أَو طَفيفٌ هناك يَحْفِرُ فِي جُذورِ حُبِّكَ. تَتَرَاكَمُ الإِساءَاتُ البَسِيطَةُ وَقَدْ يُصْبِحُ مَا كَانَ فِي يَوم ٍمَا صَدَاقَةً مُزْدَهِرَةً أَو زَواجًا عَاطِفِيًّا تَحْتَ خَطَرِ المَوتِ.

فَلْيُسَاعِدُنا اللهُ عَلى الإِمْسَاكِ بِالثَّعَالِبِ الصَّغِيرَةِ! فَلْنَطلبِ الصَّفْحَ وَنَمْنَحَ الغُفرانَ حَسَبَ الحَاجَةِ وَنُغَذِّي كُرومَنا فِي تُرْبَةِ أَعمالِ الاهتمامِ حَيثُ يُوَفِّرُ لَنا اللهُ مَا نَحْتَاجَهُ.

– مايك ويتمر