مَاذَا لَو كَانَتْ مَلابِسُنا أَكثرَ كَفَاءَةً، وَلَديها القُدرَةُ عَلى التَّنظيفِ الذَّاتِيِّ بَعد أن نُبَقِّعَها بِالكَاتشب أَو المَستردة أَو نَسْكُبَ عَليها الشَّرابَ؟ حَسَنٌ، وِفقًا لِإِذَاعَةِ البِي. بي. سي. طَوَّرَ مُهندسونَ فِي الصِّينِ ”طَبَقَةً خَاصَّةً تَجْعَلُ القُطْنَ يُنَظِّفُ نَفْسَهُ مِنَ البُقَعِ وَالرَّوائِحِ عِندما يَتَعَرَّضُ لِلأَشِعَّةِ فَوقَ البَنَفْسَجِيَّةِ“. هَلْ يُمْكِنُكَ تَخَيُّلُ الآثارِ المُتَرَتِّبَةِ عَلى امتلاكِ مَلابِسٍ لَديها القُدرَةُ عَلى التَّنظيفِ الَّذاتي؟
قَدْ تَنْجَحُ طَبَقَةُ التَّنظيفِ الذَّاتِيِّ فِي المَلابِسِ المُتَّسِخَةِ، لَكِنَّ اللهَ وَحْدَهُ القَادِرُ عَلى تَنْظِيفِ النَّفسِ المُبَقَّعَةِ (المُلَوَّثَةِ بِالخَطايا). فِي يَهوذا القَديمَةِ كَانَ اللهُ غَاضِبًا عَلى شَعْبِهِ لِأَنَّهم ”ارْتَدُّوا إِلَى وَرَاءٍ“، وَسَلَّموا أَنْفُسَهم لِلشَّرِ وَالفَسَادِ، وَعَبَدوا آلِهَةً بَاطِلَةً (إِشعياء 1: 2- 4). لَكنْ مَا جَعَلَ الموقِفَ أَسوأ هو أَنَّهم حَاوَلوا تَطْهيرَ أَنْفُسِهم بِتَقديمِ الذَّبَائِحِ وَالبخورِ، وَرَفْعِ الكَثيرِ مِنَ الصَّلواتِ وَالتَّجَمُّعِ فِي الاحتفالاتِ الرَّسْمِيَّةِ (الدِّينِيَّةِ). مَعَ ذَلِكَ بَقِيتْ قُلوبُهم الخَاطِئَةُ المُنَافِقَةُ كَمَا هِي (العددان 12- 13). كَانَ العِلاجُ بِالنِّسبةِ لَهم أَنْ يَعودوا إِلى رُشْدِهم وَيُحْضِروا بِقُلوبٍ تَائِبَةٍ (خَطاياهم) بُقَعَ نُفوسِهم إِلى الإِلهِ القُدُّوسِ المُحِبِّ. نِعْمَتُه سَتُطَهِّرُهم وَتَجْعَلُ أَرواحَهم ”تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ“ (عدد 18).
عِندَما نُخْطِئُ، لَا يُوجَدُ حَلُّ لِلتَّنظِيفِ الذَّاتِيِّ. نحتاجُ أَنْ نَعْتَرِفَ بِخَطايَانا بِقَلبٍ تَائِبٍ مُتَّضِعٍ، وَنَضَعَها تَحْتَ نُورِ قَدَاسَةِ اللهِ المُطَهِّر. أن نَتَحَوَّلَ عَنْ خَطَايَانا وَنَعودَ إِليهِ. لِأَنَّه هو الشَّخْصُ الوحيدُ الَّذي يُزيلُ بُقَعَ (خَطَايا) النَّفسِ، وَيُقَدِّمُ لَنا غُفرانًا كَامِلًا وَشَرِكَةً مُتجَدِّدَةً.
– مَارفين ويليامز