رَوَتْ صَديقتي لي كَيفَ سَأَلها زَميلٌ لها في العمل مُؤمِنٌّ بالمسيح عَنِ الحِزبِ السِيَاسِيِّ الَّذي تَنْتَمي إِليهِ. بَدا بِأَنَّ هَدَفَهُ مِنَ طَرحِ السُّؤالِ هو مَعْرِفَةُ إِن كَانَ يَتَّفِقُ مَعَها فِي عَدَدٍ مِنَ القَضايا الَّتي كانت تَقْسُمُ مُجْتَمَعَهم آنذاك. أَجَابَتْ بِبَساطَةٍ وَهِي تُحَاوِلُ إِيجَادَ أَرْضِيَّةٍ مُشْتَرَكَةٍ بَينَهما: ”أَنا أُفَضِلُ بِما أَننَّا مُؤمنان، أن نركزَ عَلى وَحْدَتِنا فِي المَسيحِ“.
انْقَسَمَ النَّاسُ أَيْضًا فِي أَيَّامِ بُولس، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ بِسَبَبِ مَوضوعَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ (عَنْ مَوضوعَاتِنا الحَالِيَّةِ). أَدَّتْ مَوضوعاتٌ مِثلُ الأَطعِمَةِ المَسموحِ بِتَنَاولِها وَالأَيَّامِ الَّتي تُعتَبَرُ مُقَدَّسَةً إِلى خِلافٍ بَينَ المَسيحِيِّين فِي روما. وَعلى الرَّغمِ مِنْ أَنَّهم كانوا واثقين ”كُلُّ وَاحِدٍ فِي عَقْلِهِ“ بِمَوقِفِهِ، إِلَّا أَنَّ بُولس يُذَكِّرُهم بِأَرضِيَّتِهم المُشْتَرَكَةِ: الحَياةُ مِنْ أَجلِ يَسوع (رومية 14: 5- 9).
يُمْكِنُنا فِي عَصْرٍ تَنْقَسِمُ فِيهِ الكَثيرُ مِنَ البُلدانِ وَالكَنائِسِ وَالمُجتمعاتِ، تَوجِيهُ بَعضِنا البعضِ إِلى الحَقيقَةِ الموحدةِ لعَمَلِ المَسيحِ عَلى الصَّليبِ، لِتَأمينِ حَياتِنا مَعهُ للأَبَدِ. يُذَكِّرُنا بُولُس بِأَنَّنا يَجِبُ أَلَّا نَنقُضَ أَو نُدَمِّرَ ”عَمَلَ اللهِ“ (عدد 20) بِمَواقِفِنا الشَّخْصِيَّةِ اليوم كَما كَانَ الأَمرُ مِنذُ 2000 عام. يُمِكُننا أَنْ نَتَصَرَّفَ بِمَحَبَّةٍ وَنَعِيشَ بِطَريقَةٍ تَحْتَرِمُ إِخوَتَنا وَأَخَواتِنا، بَدَلًا مِنْ إِصدارِ الأَحكامِ عَلى بَعْضِنا البَعض.
– كيرستن هولمبرج